رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

حسام حفني يكتب| طفرات النقش الإنسانى 2

الأربعاء 17/ديسمبر/2025 - 05:58 م
الحياة اليوم
طباعة

مصر كنانة الله فى أرضه الكيان ومصدر كتابة التاريخ.. التاريخ الذى تم تحريفه أو كما يكتبه أصحابه،والذى هو بعيد كل البعد عن الأصل المعنى بالبناء وخلافة الإنسان من الله فى الأرض لإعمارها،لقد تناولنا فى النقش الأول جزء من تركيبة إدارة تغييب الوعى والعقل الجمعى على مستويات عدة،بمناهج شيطانية مركبة بنيت على فكر تمجيد اليهود ومحاولة شبه ناجحة لتزييف التاريخ،وإيجاد مكان لقدم فى أماكن لم يكونوا موجودين بها يوما،لكن هذا الأسلوب الردئ لم ينطلى على أحفاد سيدنا ادريس عليه السلام،الذين سعوا جاهدين على مدار الأزمنة للحفاظ على مهد الحضارة والتاريخ كيميت(الأرض السوداء) نسبة إلى غرين النيل حامل الخصب،الذى كون معظم أراضى حوض النيل الخصبة بالسودان ومصر وصولا لدلتا النيل فى الشمال.

سيدنا إدريس عليه السلام حفيد سيدنا آدم أبو البشر وأول الأنبياء،وإبن سيدنا شيث النبى،هو أول من خط بالقلم وأول من حاك الثياب،علمه الله علوم الأراضين السبع وسماوات أربع،لينشر نور علمه على شعب التوحيد أهل مصر،أول شعب يسكن أرض حول نيل الجنة،لتتغير تركيبة الصيد والقنص فى الحيوانات والبشر من الشراذم لجماعة واحدة تسعى لتعلم الزراعة واستئناس الحيوانات،لنصل للتمركز وبناء المدن وتعبيد الطرق لسهولة التواصل،لقد قام سيدنا إدريس عليه السلام بالتخطيط وبناء حوالى 188 مدينة على مدار عمره،وبالتبعية كان لابد من الحفاظ على هذه المكتسبات وتأمينها،فكان بناء أول وحدات مجيشة ومدربة للتأمين والحماية،وتأديب أى معتدى من القبائل البربرية التى لم ترى الحضارة،والتى تحاول السرقة أو السبى،فكان أول جيش نظامى على الأرض بخطط حربية ووسائل للدفاع والردع،لتستقر حضارة مصر لعشرات الآلاف من السنين،ويرسخ بناؤها فى الأرض لتعلم كل شعوب الأرض كيفية البناء فى الحجر والبشر،ولتكون الشمس التى ينتشر شعاعها فى كافة أرجاء المعمورة،بل وعلى سطح العديد من كواكب المجموعة الشمسية.

كان علم الفلك والهندسة الكونية من أهم مخرجات هذه الأرض،ليتم تقسيم السنة لـ 365,25 يوم،ويتم تعريف السنة الشمسية الميلادية والسنة القمرية الهجرية،بعد التقويم السريانى الأقدم،فيتم نقش سقف معبد دندرة بالدورة الفلكية الكاملة (الزودياك) ليتم تفيكيكه فى القرن التاسع عشر وسرقته،ويتم طمس علوم الأهرام والكهرباء المجانية التى أعاد نيكولا تسلا اكتشافها والتعامل معها بنجاح، ليتم قتله وسرقة أبحاثه مقابل القضاء على المجانية لبناء ثروات بنائى الشيطان الأحرار من بيع الخدمات التقليدية،إن إعادة الاستقراء للتاريخ الإنسانى واجب دينى وقومى حتى تستطيع أن تعرف العدو من الصديق،وحتى لا ينجرف البعض من الجهلاء لتنزلق أقدامهم لخيانة الوطن بأبخس مقابل،وحتى يعاد بناء الوعى الجمعى كان لابد من إعادة النظر فى كل الوحدات المكونة للتوعية الدينية والإعلامية،فمنذ أن ظهر مصطلح تجديد الخطاب الدينى وهو يقابل بهجوم ضارى،ومن ينظر بالعين المجردة خلف الستار سيجد أن من يهاجم ليس من المواطنين البسطاء المفعول بهم فى جملة الدولة الفعلية،لكنهم فئة تماثل وتضاهى تلك الأبواق الالكترونية المدفوعة من جهات،كما فى السوشيال ميديا،وينسحب الأمر على فكر تجديد الإعلام،فبه يخسر روبرت مردوخ إمبراطوريته وآلته الإعلامية العالمية الجبارة،ومن يتابع تطورات محاولة دمج الأبواق الأمريكية تحت مظلة واحدة بيد ترامب وزوج إبنته بشراء أسهم BBC و CNBC يفهم أن مردوخ قد ولت أيامه،ولابد من الحفاظ على مكتسباته بيد مالك القنوات والإصدارات الإباحية مثل بلاى بوى وهسلر وهو ترامب نفسه.

على الجانب الآخر من كوكب الأرض،وعلى أرض مصر نجد القائد البناء سيد عصره كما بالعلامات،وما أثبته العقد الماضى من نتائج على الأرض رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى الذى مكنه الله من ترسيخ الصخرة المصرية هبة النيل،التى ينكسر عليها كل باغ ومعتد،لنرى بأم أعينناـ بما لايدع مجالا للشك ـ حصاد إعادة مصر لمسارها الأصلى القويم،ليطل علينا شهر نوفمبر الماضى بأيقونة الزمان المتحف المصرى الكبير،أكبر متاحف الأرض قاطبة لحضارة واحدة بقطع أصلية،ليس من بينها مقلدات أو مسروقات من منجزات حضارات وشعوب أخرى، كما هو الحال فى باقى المتاحف خارج مصر،ثم يطل علينا شهر ديسمبر الحالى بمعرض إيدكس العسكرى المصرى،الذى أقيم فى دورته الخامسة بدورة كل سنتين،ليخرج علينا بتصنيع وابتكار مصرى خالص لعدد من الأسلحة المتقدمة جدا والغير مسبوقة،كسلسلة طائرات جبار الثلاثة الدرون الهجومية والإنتحارية المتجاوزة للرادارات والمسافات،والتى أصابت العديد ممن ظنوا أن المدد الربانى لمصر ليس موجود،وكذا القنبلة المصرية الموجهة والمطورة من مثيلتها الأمريكية بتفعيل مختلف تمام الاختلاف مما أحرج الأمريكان،ثم رداء الجنود الذى يخفى البصمة الحرارية للجندى من على كافة أجهزة التتبع العسكرية الحديثة،ليقف العالم احتراما باندهاش لهذه الصواعق التى لاتمثل إلا البوابة المصرية لتقدمها العسكرى،فما خفى كان أعظم،ثم تطل علينا وكالة الفضاء المصرية فى تقدمة غير تقليدية بالقمر الصناعى المصرى الجديد،الذى أطلق من يومين من الصين ليكون فتحا علميا كبيرا للعلم المصرى فى دراسة جيوفيزياء الأرض المصرية وسماواتها المفتوحة،وبالتوازى يتم كشف الفاسدين ممن يحاولون سرقة صوت مصر المتمثل فى ممثلى الشعب فى المجلس النيابى المرتقب،وهتك سترهم فى شفافية غابت شمسها عنا لفترة وراء غيوم الفساد،لتخرس الألسنة التى صرفت المليارات للحياد بمصر عن مسارها المخطط له بعناية،والذى ظهرت ملامحه جلية على الطريق.

كل هذا النقش الإنسانى الرفيع والعظيم من رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه لرفعة وسمو مصر والحفاظ عليها وعلى رايتها خفاقة فوق الأمم،بعد أن أثبتت مصر بمخلصيها وتحت لواء القائد العظيم السيد/عبدالفتاح السيسى رعاه الله وأيده بنصره،ما كتب الله له بقوته فى حكم مصر،ليحفر اسمه على جدار الزمن بجوار رمسيس الثانى وتحتمس وسنوسرت الثالث،ومن ضاهاهم من حكام أضاءوا أنوار مصر عبر التاريخ.
                                           
ads
ads
ads