رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

"العثمانيون" فتح أم غزو!

السبت 23/أكتوبر/2021 - 05:16 م
الحياة اليوم
أشرف أبو النصر
طباعة
في كثير من الأمسيات الثقافية الممتعة مع أصدقائي السعوديين، كثيراً ما يبادرني أحدهم بسؤال متكرر "من باب العتب والمحبة" كنتم دولة وأصحاب حضارة من سبعة آلالاف سنة ثم ها هي أمريكا والغرب يسبقكونكم، دولهم لم يتجاوز أعمارها بضعة قرون فما السبب ؟
الإجابة ببساطة وبكل حياديه تاريخه هي (الغزو العثماني لمصر ). 
بداية نرجع بالتاريخ للقرن السادس عشر ميلادي ونستعرض وضع الدولة المصرية والدولة العثمانية الناشئة حديثاُ نسبياً آنذاك، حيث يصف لنا السيد عمر الاسكندراني وسليم حسن في كتاب ( تاريخ مصر تحت الحكم العثماني ) الصادر في عام 1916م، الوضع القائم بالقول "كانت الدولة العثمانية منذ أن استتب سلطانها بآسيا الصغرى على تصادق ومصادقة بدولة المماليك الجراكسة المصرية حتى جاء الأمير جم ونازع أخاه بايزيد الثاني ابن محمد الفاتح في المُلك وتقاتلا حتى انتصر بايزيد علي أخوه وفر جم إلى السلطان الأشرف قايتباي حاكم مصر وطلب بايزيد تسليمه الا أن حاكم مصر رفض. 
 من هنا بدأ العداء والصراع بين الدولتين، ثم زاد الخلاف بعد تدخل الدولة العثمانية في شئون الولايات التابعة لمصر مثل ولاية ذي الغادر والشام، إلى أن تلاقى الطرفان في أول معركة حربية بينهم في حلب وكان النصر للجيش المصري ثم اتبعتها معركة أخرى كانت الحرب فيها سجالاً بين الطرفين إلى أن انتهت بعقد المهادنة والصلح، إلا أن كل ذلك قد نبه كل طرف لخطوره الطرف الأخر ووجوب التخلص منه للاستئثار بالسيادة الحربية والزعامة الدينية في المنطقة.
بعيدا عن تلك الصراعات وفي مشهد جانبي نوضح لكم أن في تلك الحقبة لم يكن للغرب بأس يذكر ولا علم يستحضر إذ كان معظم العالم في تساوي تقريبا من حيث العلم فلم يكن الغرب قد تفضل على المشرق بعد باختراع كهرباء ولا طب حديث ولا غيره من إنجازات حضاره كما أن مصر وإن كانت أوضاعها الاقتصادية ليست بأفضل حال بسبب اكتشاف البرتغال لطريق رأس الرجاء الصالح وقطع طرق التجارة من مصر ، كذلك استفحال المماليك في الثراء مع تدني أوضاع بعض من طبقات الشعب المصري إلى أن الحق يقال كانت مصر أفضل حالا ملايين المرات مما ستمر به بعد الغزو العثماني وسنذكر ذلك تالياً.
                                           
ads
ads
ads