عماد مرتضي يكتب| الحفاظ علي الوطن واجب ديني

علينا أن نُدرِك إدراكًا تامًّا، أنَّ الحفاظَ على الوطنِ جزءٌ من الحفاظ على الدين، لأنَّ الإنسان لا يتمكن من تأدية واجبه الديني إلا في ظل وطنًٍ آمنٍ مستقر، بل لا يهنأ الإنسان بطعام ولا شراب ما دام خائفًا فزعًا.

ومن أعظم النعم التي يُنعم الله تعالى بها على عباده نعمة الأمن والأمان، فإذا عرفت ذلك فأعلم أن بذل الوسع من أجل الحفاظ على الوطن واجب على كل فرد يهنأ على ترابه، وهذا من الدين الذي نؤمن به، ونسير في ظلِّ تعاليمه، ولا عبرة بتشويش تلك الشرذمة التي كتب الله تعالى عليها الشتات في الأرض، وإنني أعني بهم الإرهاب البغيض، والإرهاب ليس نتاجًا لدين بعينه، أو دولة بعينها، وإنما هو شذوذ عن حد الاستقامة في كل دين أو دولة، ولذا فإن بيان هذا الأمر مهم جدًا، والحفاظ على الوطن من تلك الأفكار الهدامة التي ظلَّ المنحرفون عقودًا من الزمان يروجون لها واجب على كل فرد من أفراده.

ولا يظنن أحد أنه مستثنى من هذا الأمر، بل كل فرد من أفراد المجتمع عليه واجب فردي وواجب مجتمعي، فالواجب الفردي يتعلق بنفسه، من حيث الحفاظ عليها، والواجب المجتمعي يتعلق بالمجتمع حوله، من حيث بذل النصح له، والقيام بدوره في تنمية المجتمع قدر طاقته، فإن لم يكن المجتمع كذلك تفكك وضعف، وحينها يصبح الوطن كالجسد الممزق، وهذا ما يسعى إليه الأراذل.

علموا أولادكم أن حب الوطن فطرة فطر الله الناس عليها، وأن بغض الوطن خلل في النفس، وشذوذ عن حد الإنسانية، علموهم أنهم عوامل نهضة الوطن، وسواعد رقيه وتقدمه، وأن الذي يعين العدو على وطنه خائن لكل لقمة طعمها أو شربة شربها في هذا الوطن، وأعلموهم أن حب الأوطان والحفاظ عليها والدفاع عنها واجب ديني لا يسع أحدًا أن يخرج عنه.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا.