رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

هالة الكردي تكتب | أيامٍ ثِقال

الثلاثاء 13/سبتمبر/2022 - 04:23 م
الحياة اليوم
هالة الكردي
طباعة
أيامٍ ثِقال
قالت مريم ياليتني مِتُّ قبل هذا.
قال زكريا ربِّ إني وهن العظم مني. 
قال موسي إن قومي إستضعفوني. 
قال أيوب ربِّ إني مسني الضُر.
قال يعقوب يا أسفي علي يُوسف وأبيضت عيناه من الحزن. 
قال إبراهيم لإسماعيل إني أري في المنام إني أذبحُك.
و لوط إذ قال ربِّ نجِّني من القوم الظالمين.
وأمرأة فرعون إذ قالت ربِّ نجني من فرعون وعمله.
ثم يأتي سيد الخلق ليضع حداً لذلك الحزُن الذي يعتصر قلوبنا والاسي الذي قد يعترينا مرارا فيقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا.
فمن ذا الذي يؤذيك والله معك؟ من ذا الذي يكيد لك والله راعيك؟ 
وذلك الحزن بداخلك والغم الذي يعتريك من القادر علي حمله بعيدا عنك سوي خالقك؟ ماهي تلك الهموم مقارنة بابتلاءات من سبقونا بالايمان؟ أي حُزن ذلك مقارنة بمن أمِرَ بذبح أبنه أو أقتُلِع فؤاده من مكانه في فقده ولده، أو ظلم تعرض له أو عصيان ولد لابيه، أي وِحدة نشكو منها وقد مكث يونس في بطن الحوت وحيدا مرتعبا من مصير مجهول.
قالها لي يوما أحدهم، أن الحياة التي نحياها تشبه كثيرا خطوط رسم القلب إذا كانت تسير صعودا ونزولا فهذا هو الدليل علي أن المريض حيٌّ يرزق أما وإن سارت علي وتيرةً واحدة في خطٍ مستقيم فقد صار فقيدا، ذلك ما أعتدتُ قوله لنفسي دائما حين أمُرُّ بأسوأ اللحظات ألماً حتي وإن كنت لا أطيق سماعه، ففي لحظات الضعفِ تلك لا نريد سماع حكمة وموعظةً فلابد وأن تأتي تلك القناعة من داخلنا أولا وتلك الحقيقة هي أن ما مِن حُزنٍ إلا ويتبعه فرح، ولابد من فشلٍ يعقُبه نجاح، ولابد من تمسك يعقبه تخلي، ولابد من دموع ثم تعلوها الضحكات، وكلٌ بإذن الله 
فلا شيء ولا شعور يبقي علي حالهِ أبداً 
فأصبِر وصابِر علي ما تمر به فوالله ماكان ربك أبدا بظلام للعبيد.
فُكن المُعين لتجد من يُعينك، وكُن الصدر الرحب لتجد ألف ملجأ إذا غُلِّقت في وجهك الأبواب، كُن الصديق الذي تتمناه لنفسك، كن الرحيم ليرحمك من في السماء، وكُن الغني عن الأفعال البغيضة وتعفف فتسمو بنفسك عن تُرهات العباد وأعلم أن مع العسر يسرا، بل إن مع العسر يسرا، تعلم أن تُعطي ما ترجو فيأتيك ما رجوت مهرولاً، إذا بكيت فأضحِك من حولك ليسعدو بصُحبتِك ولا تشكو للناس هماً، إذا احتجت قم بمساعدة مُحتاج، إذا رأيت الحياة قاسية فاجعلها في عينٍ حزينة جنة زاهية، فلعلَّ ما تزرعهُ اليوم في قلبٍ بائس يكون لك من حصاده فالغد سعادة ورزقاً.
                                           
ads
ads
ads