«رمضان عرفة» يكتب.. حقوق الإنسان المسكوت عنها

البيان الصادر مؤخرا عن البرلمان الأوروبي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، لم يكن الاول ولن يكون الاخير، تلك هى مرتكزات السياسة الاوروبية الاستعلائية منذ قديم الازل مع أى دولة محورية في منطقة الشرق الاوسط، والمحزن في هذا البيان أنه يدعو إلى مراجعة علاقات الإتحاد الأوروبي مع مصر، في ضوء ما وصفه بـتقدم بسيط في سجل حقوق الإنسان، في الوقت الذى تقف فيه مصر الى جانب دول الاتحاد الأوروبي لا مدادها بالغاز الطبيعي لمواجهة ازمة الطاقة الطاحنة هناك بسبب الحرب الروسية الاوكرانية، الى جانب الجهود الكبيرة التى تبذلها مصر في مواجهة الهجرة غير الشرعية الى أوروبا، وهذا هو الفارق بين دولة كبيرة بحجم مصر تحترم حق المواطن الأوروبي في مواجهة الشتاء والبرد القارس فتقف بجانبه من منطلق الانسانية والحق في الحياه فتمد له يد المساعدة بالطاقة، بينما البعض داخل الاتحاد الأوروبي كرس جهده من اجل الهجوم على مصر لتنفيذ اجندات شيطانية لتقزيم الدور المصري والتجاوز في حق سيادتها والتدخل في شأنها الداخلي. 

ورغم تواصل ردود الفعل المصرية الرسمية المنددة بالبيان الأوروبي، لما يحتويه من المغالطات والادعاءات الباطلة التي لا تمت للواقع بصلة، اسعدني كثيرا ردود فعل الشعب المصري العظيم الذى استنكر هذه الاكاذيب والافتراءات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، مستهدفين توصيل رسالة الى الشعوب الاوروبية العريقة بأن بعض الحكومات فى الاتحاد الأوروبي تتخذ قرارات وتصدر بيانات خاطئة بعدم تقدير الموقف المترتب على هذه السياسة الوصائية بما يؤثر بالسلب فى حياة المواطن الأوروبي الذى يدفع الثمن الباهظ حاليا بسبب هذه المواقف الغريبة، ولعل حقوق الانسان المسكوت عنها فى اوروبا تحتاج اهتمام اكثر من الاتحاد الأوروبي بدلا من انشغاله بقضايا خاسرة خارج حدود القارة العجوز.

أعرف أن لدينا مشاكلنا الداخلية وأعرف أيضا أن ملف الحقوق والحريات يحتاج الى بعض المراجعات، ولكننا لا نقبل أي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، لا سيما من اتحاد وصم بازدواجية المعايير وتناقض المواقف الدولية تجاه الحقوق والحريات في العالم.