رمضان عرفة يكتب.. المرأة وحماية أركان الدولة

في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة مع تصاعد الإرتفاع الجنوني للأسعار في مصر كما في دول العالم، تتضاعف مسئولية المرأة المصرية في حماية أسرتها واستقرار مجتمعها وحماية أركان دولتها من فتن غلاء المعيشة، حيث أصبح تنظيم الميزانية وضبط النفقات هو الشغل الشاغل لكثير من الأسر المصرية المطحونة، ولا تخلو الجلسات العائلية ومقابلات الأصدقاء، خاصة السيدات، من الحديث عن تنظيم الميزانية وأوجه التوفير، وأولويات الإنفاق، ولا يخفى على أحد أن السيدات هن من يتحمل العبء الأكبر في تنظيم الأمور المالية، وتنظيم مصروف المنزل، باعتبارهن الأقدر على التوفير والتدبير.

تقوم الدولة على ثلاثة أركان أساسية ركن الشعب وركن الأقليم وركن السلطة السياسية، ورغم ان المرأة تنتمى الى الركن الأول وهو ركن الشعب لكنها وفى ظل هذه الظروف الحرجة تصبح هى المسئول الأول عن حماية واستقرار الأركان الثلاثة.

من المعروف أن الأمن القومي يهدف إلى توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار والتصدي لكافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية والحرص على تماسك الوحدة الوطنية وحماية المواطنين ضد حملات التطرف الديني أو السياسي أو العقائدى، مع حماية المجتمع من الموجات الثقافية التى تستهدف منظومة القيم التى يقوم عليها البناء الإجتماع، والى جانب هذه التحديات يظهر جليا هذه الأيام خطر جديد يواجه الأمن القومى المصرى متمثل فى حالة عدم الرضا بسبب تداعيات الأزمة الإقتصادية في مصر والعالم، وانا أتصور أن دور المرأة المصرية العظيمة كبير في التصدى لهذا الخطر من خلال ادارتها لميزانية المنزل ومساندتها لزوجها وأولادها من خلال ترسيخ ثقافة الرضا حتى تعبر مصر وشعبها تداعيات الازمة.

وإذا كانت المرأة المصرية بطلة في كل الأحوال فالواقع يكشف أن هذه البطولة لا تأتى من فراغ وهذا يتضح بشدة في تجربة ادارتها لميزانية بيتها هذه الأيام، وللمرأة دور كبير في الإصلاح الاقتصادي فهي وزيرة مالية كل منزل وبالتالي قادرة على تدبير موارد مستمرة وثابتة من أي حجم للدخل وهو ما عاهدناه من المرأة في الأوقات السابقة وفي المستقبل أيضا لهذا فهي القادر على قيادة دفة البيت وإعانة زوجها وأبنائها على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في تاريخ مصر.