"رمضان عرفة" يكتب.. الصحة الإنجابية فى مواجهة زواج الأطفال

فى أخر مسح ديموغرافي صحي في مصر للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قرأت إحصائية خطيرة تشير إلى أن 117 ألف طفل في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما متزوجون أو سبق لهم الزواج، هذا الرقم الصعب يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان زواج الاطفال والقاصرات او الزواج المبكر كما يحب ان يطلق عليه البعض قد تسبب فى العديد من المشاكل اهمها المشكلة السكانية ومشكلة التسرب من التعليم ومشكلة عمالة الاطفال.

ووفقا لتقرير نشره البنك الدولي والمركز الدولي لبحوث المرأة، فإن البلدان النامية ستخسر بسبب زواج الأطفال تريليونات الدولارات بحلول عام 2030، ومع منع زواج القاصرات تكون هناك آثار إيجابية كبيرة خاصة بالتحصيل العلمي للفتيات وأطفالهن في المستقبل، وسيسهم الأمر في إنجاب المرأة عدد أقل من الأطفال، وهو ما سيزيد من دخلها المتوقع ومستوى رفاهية الأسرة.  

وعن مواجهة تلك الأزمة اسعدنى الجهد الكبير الذى تبذله هيئة بلان انترناشيونال ايجبت بالتعاون مع اجهزة الدولة المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى من تنفبذ العديد من المشروعات التى تهدف في المقام الأول الى تغيير البيئة الثقافية وزيادة الوعي لدى بعض الفئات في المجتمع، التي تتعامل مع هذه المشكلات باعتبارها جزءًا من عاداتها وتقاليدها، ونتيجة لهذه الشراكة القوية بين هيئة بلان والمجتمع الاهلى فى مصر قد تم تأسيس شبكة الداعمين لقضايا الصحة الانجابية لتتولى توعية الأسر المصرية خاصة فى الريف والصعيد بضرورة تعليم الفتيات ومنع تسرب الأبناء من التعليم لغرض الزواج أو العمل في سن مبكرة، بالاضافة الى تنمية الوعى بتفعيل العقوبات التي أقرها البرلمان المصري في هذا الشأن لمحاربة زواج الأطفال، بجانب تحسين وضع المدارس وتقديم خدمة تعليمية جيدة.

ولعل إهتمام هيئة بلان انترناشيونال ايجبت بتنظيم العديد من الدورات التدريبية لصقل مهارات اعضاء شبكة الداعمين لقضايا الصحة الانجابية بالتعاون مع مؤسسة ال قرة للتنمية المستدامة تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعى يساهم فى بناء فريق عمل متنوع ومنتشر فى كافة محافظات الجمهورية يعمل من اجل نشر ثقافة الصحة الانجابية والتصدى لظاهرة العنف ضد الفتيات كزواج الاطفال وزواج القاصرات وختان الاناث وأيضا التصدى لثقافة التمييز بين الولد والبنت.