طبيب الغلابة الجديد بمحافظة الغربية

بعيد عن جنبات أجواء مدينة طنطا الصاخبة والمزدحمة وأيضاً عن الابراج والعمارات التي يزدحم واجهتها باللوحات الإعلانية العديدة تقبع عيادة في أحد البيوت المتواضعة في أحد الشوارع الهادئة بأكثر الأحياء الشعبية ازدحاماً بمدينة طنطا، من النظره الأولى ستسأل نفسك من ياتري يري تلك اليافطة البسيطة بهذه الحارة الهادئة الساكنة التي تختلف عن الحي التي تقع فيها؟ وها أنا أول شخص يجيب علي نفسي وتوجهت لها مباشرة ! صعدت الدرج بكل اريحية فتلك المنازل تلمس أشياء من الذاكرة التي تشتاق الي عصر الأجداد، ونظرت إلي تلك الشقة التي بها فقط أربعة كراسي لتسع أحد المرضي القادمين من أقصي مراكز وقرى المحافظة إلي هنا، وبعد مرور بعض الدقائق حانت اللحظة التي سنعلم منها من هو صاحب تلك العيادة، وقعت عيني علي طبيب شارف علي الستين من عمره يجلس ليستمع وينظر إلي آلام المرضي فهو أهل لذلك علي مدار أكثر من ثلاثين سنة، أنه الاستاذ الدكتور عبدالرسول عبد الحميد الجعبري أستاذ الأمراض الباطنة ورئيس قسم الفيروسات بالتأمين الصحي جالس يمارس عمله في عيادة هي فقط تؤدي دورها المطلوب بعيد عن المغالة في الديكورات واوجه العظمة فتلك المظاهر لا تشفي المرضي، تمتلك تلك العيادة البسيطة إمكانيات كبيرة كمستشفي صغير فهو يعمل علي فحص مرضاه من خلال رسم القلب ونبضات القلب وتحليل السكري ودرجة الحرارة وفحص شامل للأمور التي تفعلها طوارئ أي مستشفي وكل ذلك بمبلغ لا يتجاوز ال90 جنيها فقط، رئفة منه بأحوال البسطاء الذين يترددون علي تلك العيادة الخفية لتلقي العلاج، الدكتور عبد الرسول نموذج لا نراه كثيراً في مجتمعنا ويحتاج منا أن نتخذه قدوة نحتذي بها ولذلك أطلق عليه طبيب الغلابة الجديد.