رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى

حوار خاص| منظمة الأمم المتحدة للطفولة: نصف أطفال العالم ضحايا أزمة المناخ والتلوث البيئي

الأربعاء 06/ديسمبر/2023 - 07:29 م
الحياة اليوم
حوار: مـي النجار
طباعة

جيريمي هوبكنز: اليونيسيف تطرح رؤيتها أمام  "Cop 28" لإنقاذ الطفولة وذوي الاحتياجات ومضاعفة تمويل برامج التعليم بحلول ٢٠٢٥

 المبادرة الوطنية "الشباب والمناخ" جابت محافظات مصر وأشركت قرابة  ١٥ ألف  شاب وأكثر من ٤٠٠ ألف من أفراد المجتمع 

أكد جيريمي هوبكنز، الممثل الإقليمي بالقاهرة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن  تغير المناخ يشكل تهديدا واضحأ ومباشراً على صحة الأطفال والشباب، وعلى قدرتهم تجاه البقاء والازدهار والنمو، موضحاً أن "اليونيسف" تنظر إلى أزمة المناخ باعتبارها أزمة راهنة لحقوق الطفل.  
    وقال في حوار خاص لـ«الحياة اليوم»،إن كل طفل تقريبًا في جميع أنحاء العالم يتعرض للمخاطر المناخية والبيئية، محذراً من  العواقب المدمرة لأزمة انعدام الأمن المائي والكوارث الأخرى على جميع الأطفال والشباب ، رغم أنهم لم يتسببوا في حدوثها ولم يكن لهم يد فيها.
    وأعرب عن ثقته في أن مؤتمر الأطراف  "28  COP " الذي أنطلق الخميس الماضي في مدينة إكسبو دبي، ويستمر حتى ١٢ ديسمبر الحالي،  سوف يبني على المكاسب التي تحققت في "COP27"  الذي انعقد العام الماضي في مصر، وأدى إلى إنشاء صندوق جديد للخسائر والأضرار للدول المعرضة لتغير المناخ، وكيفية استثماره.
  وشدد على أن منظمة "اليونيسف" ملزمة، بحكم المسئولية والواجب الذي يقع على عاتقها، بالعمل على ضمان حماية الأطفال، خاصة الأكثر احتياجاً منهم.
    وأوضح أن الأطفال يقفون في مرمى نيران عواقب أزمة تغير المناخ والتلوث البيئي وفقدان التنوع البيولوجي بل هم في مقدمة الضحايا، منوهاً إلى أن هناك مليار طفل، أي ما يعادل نصف أطفال العالم، معرضون بالفعل "لمخاطر عالية للغاية".
    وجدد تأكيده على أن تغير المناخ يحتل صدارة جميع البرامج التعليمية والتدخلات والأنشطة السياسية التي تقدمها "اليونيسف".
   وأوضح جيريمي، أن "اليونيسيف" ستدعو خلال فعاليات (COP 28) قادة العالم إلى الاعتراف بالأطفال باعتبارهم من الفئات السكانية الضعيفة ذات الأولوية، وبضرورة حمايتهم من أسوأ تداعيات أزمة المناخ،  وبالالتزام بمضاعفة تمويل عمليات التكيف بحلول عام ٢٠٢٥ مع التركيز على الخدمات المقدمة للأطفال وأفراد المجتمعات المحلية، وتتمنى المنظمة أن تكون للأطفال مشاركتهم الواضحة في صنع القرارات المتعلقة بالمناخ.
 
إلى تفاصيل الحوار:
في ضوء الأزمات المناخية التي تعوق توفير الخدمات الصحية والتعليمية، ما رؤيتكم أمام "COP28" وكيف تسهم "اليونيسف" في تمكين الأطفال من مواجهة أزمة المناخ الحالية؟
ـ  نحن في "اليونيسف" ننظر إلى أزمة المناخ باعتبارها أزمة لحقوق الطفل، وأنا على ثقة من أن مؤتمر الأطراف "COP28" سوف يبني على المكاسب التي تحققت خلال مؤتمر "COP 27" الذي انعقد في شرم الشيخ، وسجل نجاحا كبيرا وأدى إلى إنشاء صندوق جديد للخسائر والأضرار للدول المعرضة لتغير المناخ.
  وتغير المناخ هو أخطر التهديدات التي تواجه أطفال وشباب العالم في وقتنا الحالي، ولذا، فإن "اليونيسف" ملزمة، بحكم المسئولية والواجب الذي يقع على عاتقها، بالعمل على ضمان حماية الأطفال، خاصة الأطفال الأكثر احتياجاً، من أسوأ آثار تغير المناخ وتدهور البيئة، بل وستبذل قصارى جهدها لحث كافة الأطراف المعنية على تحقيق ذلك.
   وكل طفل تقريبًا في جميع أنحاء العالم يتعرض للمخاطر المناخية والبيئية، وسوف يعاني جميع الأطفال والفتيات والفتيان من العواقب المدمرة لأزمة المناخ وانعدام الأمن المائي والكوارث الأخرى التي لم يتسببوا في حدوثها ولم يكن لهم يد فيها، وبالتالي، فإن مسؤوليتنا جميعًا، وبالتعاون مع شركاء التنمية، تجاه جميع الفتيات والفتيان وكذلك الأجيال القادمة، وضرورة إشراكهم في جميع المباحثات وعمليات صنع القرار المتعلقة بتغير المناخ على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
  وتغير المناخ والتلوث البيئي وفقدان التنوع البيولوجي تسببت جميعها في كارثة تهدد كوكبنا بأكمله، وللأسف يقف الأطفال في مرمى نيران عواقب هذه الأزمة، حيث يكونون هم في مقدمة الضحايا، إذ يتعرض كل طفل بالفعل لمخاطر مناخية مدمرة ، من فترات الجفاف الكبرى، إلى موجات الحر الشديدة، والفيضانات المدمرة، وهناك مليار طفل، أي ما يعادل نصف أطفال العالم، معرضون بالفعل "لمخاطر عالية للغاية" بسبب مزيج مميت من شدة التعرض لمخاطر المناخ وعدم كفاية الخدمات الأساسية اللازمة لمساعدتهم على التكيف مع هذه الأوضاع.
ومع اشتداد أزمة المناخ يزداد حتما سوء حالة الأطفال الأكثر احتياجاً، فالفتيات، والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأولئك الذين يعيشون في المجتمعات النائية ذات الموارد القليلة، سوف يعانون أكثر من غيرهم.
ما الذي تطالب به "اليونيسف" وتدعو إليه من خلال مشاركتها بمؤتمر الأطراف "COP28" ؟
_ نحن ندعو القادة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) إلى الاعتراف بالأطفال باعتبارهم من الفئات السكانية الضعيفة ذات أولوية، وبضرورة حمايتهم من أسوأ تداعيات أزمة المناخ، من خلال توفير خدمات أساسية قادرة على التكيف مع هذه الأزمة، ومما له بالغ الأهمية أيضًا أن يفي "COP28" بالالتزام بمضاعفة تمويل عمليات التكيف بحلول عام 2025 مع التركيز على الخدمات المقدمة للأطفال وأفراد المجتمعات المحلية.
   ونحن نضع القادة والمنظمات أمام مسؤولياتهم عن الايفاء بالالتزامات التي قطعوها على أنفسهم لوضع حد لتغير المناخ، بما في ذلك حشد الموارد المالية اللازمة لمكافحته، والالتزام باتفاق واضح للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، حيث إن الأطفال سيواجهون مخاطر مناخية شديدة هذا العام وما بعده، وستزداد هذه المخاطر سوءًا، والطريقة الوحيدة لحماية الأطفال وأفراد مجتمعاتهم من الدمار المناخي المباشر هي من خلال اعتماد سياسات إنمائية قادرة على التكيف مع التغير المناخي وتكييف الخدمات الاجتماعية الحيوية التي يعتمد عليها الأطفال.
 وللأطفال مصلحة كبرى في حل أزمة المناخ؛ ومن ثم، فإن مشاركتهم الواضحة في صنع القرارات المتعلقة بالمناخ تضمن تلبية مطالبهم وتنفيذ وجهات نظرهم، وتسفر عن نتائج أفضل للجميع.
   وينبغي للمساهمات المحددة وطنيا أن تسلط الضوء على أهمية حماية حقوق الأطفال وتعزيزها في النهوض بأجندة المناخ، كما ينبغي استثمار تمويل الخسائر والأضرار في تعليم الأطفال وصحتهم وحمايتهم لضمان قدرة الشباب على الحد من تأثير أزمة تغير المناخ والتكيف معها والارتقاء بقدرة المجتمعات على الصمود في وجهها.
وهدف "اليونيسيف" هو التأثير على السياسات المناخية والاستثمار والعمل من أجل الأطفال الآن، وسنحث صانعي القرار على اتخاذ التدابير التي من شأنها:
 1- إعطاء الأولوية للأطفال والشباب في المسائل المتعلقة بالمناخ واتخاذ القرارات ذات الصلة بالموارد، وتأمين تمويل أنشطة مكافحة تغير المناخ بما يحقق الحماية لكل طفل.
 2- منع تفاقم الأزمة بالنسبة للأطفال والشباب عن طريق تأمين خفض سريع للانبعاثات (التخفيف) والتحول إلى استخدام الطاقة المتجددة.
 3- حماية الأطفال والشباب من الآثار المباشرة لأزمة المناخ من خلال تكييف الخدمات الاجتماعية ذات الأهمية الحيوية للأطفال واعتماد سياسات إنمائية قادرة على التكيف مع تغير المناخ.
 4- تأهيل وإعداد الأطفال لمواجهة تأثيرات تغير المناخ من خلال التثقيف المناخي، ومدهم بالمهارات المواتية للبيئة، وتمكينهم من المشاركة الهادفة.
• ما هي جهود "اليونيسف"  الإقليمية؟
   _ يمثل العمل المناخي أولوية بالنسبة لمنظمة "اليونيسف" ، ونحن نعمل مع شركائنا لجعل النظم التي يعتمد عليها الأطفال، بما في ذلك المياه والصرف الصحي ، أكثر مرونة وتكيفًا، كما نساعد في دعم جهود الحكومات الإقليمية وفي مصر لتطوير استراتيجيات التخفيف من حدة أثار تغير المناخ.
    والأطفال هم أقل الأطراف مسؤولية عن تغير المناخ، ومع ذلك فإنهم يتحملون العبء الأكبر لتأثيراته، وعلى الصعيد العالمي، يعيش أكثر من مليار طفل، أي ما يقرب من نصف الأطفال في العالم، في بلدان معرضة لخطر شديد من آثار تغير المناخ.
    لقد كان مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) يمثل محطة هامة وفرصة مناسبة لتعزيز الأساليب التي تساعد على الحد من مخاطر تغير المناخ بالنسبة للفئات الأكثر احتياجاً، ودعم مشاركة الأطفال والشباب في صنع القرارات المتعلقة بالمناخ، فهو لم يكن مجرد وقفة، بل كان خطوة مهدت الطريق أمام ما هو أت من جهود وعمل جاد في هذا الشأن.
 وفي عام 2022، قمنا بتدريب 7340 من النشء والشباب على صياغة الأفكار والمشاركة في العمل المتعلق بتغير المناخ، وذلك ضمن مبادرة "تحدي الشباب"، وهي مبادرة عالمية تدعم الشباب لتحقيق إمكاناتهم الكاملة أثناء معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا في العالم من خلال مسابقة عالمية.
      وعلى صعيد مواز، دعمت "اليونيسف"  المبادرة الوطنية "الشباب والمناخ"؛ وهي قافلة جابت محافظات مصر وأشركت ما يقرب من 150000 شاب وأكثر من 400000 من أفراد المجتمعات المحلية في النقاش والعمل بشأن تغير المناخ.
 كما تدعم المنظمة إنشاء وحدات رعاية صحية أولية مواتية للبيئة، يتم بناؤها بما يتماشى مع أحدث الاستراتيجيات المستدامة، ونأمل في توسيع نطاق وحدات الرعاية الصحية المبتكرة هذه والتي تتسم بقدرتها على مقاومة تغير المناخ في جميع أنحاء البلاد.
  ويحتل تغير المناخ صدارة جميع البرامج التعليمية والتدخلات والأنشطة السياسية التي تقدمها "اليونيسف"، فقد تم تضمين تغير المناخ في برامج واسعة النطاق مثل تحدي الشباب العالمي ومعسكرات الطلاب الصيفية التي تسهم في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مما يوفر مساحة مبتكرة لأكثر من 215000 طالب وطالبة لتناول قضية تغير المناخ وما تمثله من تحديات على المستوى المحلي.
هذا علاوة على القصص التفاعلية ومقاطع الفيديو وحزمة تدريب المعلمين عبر الإنترنت على بوابة التعلم باللغتين العربية والإنجليزية، لدعم التعلم المختلط مع الأطفال اللاجئين في مراكز التعلم التي تدعمها يونيسف.
وعلى مستوى السياسات، قامت "اليونيسف" بتضمين المفاهيم المرتبطة بتغير المناخ في جميع المواد الدراسية في مناهج المرحلة الابتدائية (من الصف الأول إلى الصف السادس)، وتعمل المنطمة حاليًا علي تضمين موضوع تغير المناخ في المناهج الدراسية.
  كما وضعت "اليونيسف" حزمة للتوعية بتغير المناخ ودليل للمعلمين وأعدت مجموعة أنشطة ومواد تدريبية للتوعية بتغير المناخ وصلت إلى أكثر من 300000 معلم على مستوى الجمهورية، تزامنت مع انعقاد مؤتمر الأطراف " Cop27"، وقد وصل هؤلاء المعلمون بدورهم إلى ما يقرب من 25 مليون طالب من طلاب المدارس.
 وفي هذا الإطار، دعمت "اليونيسف" تنظيم مسابقة فنية وطنية حول تغير المناخ، وتم اختيار أفضل 200 عمل فني لعرضها في معرض فني بالمتحف القومي للحضارة وعرضها بالمنطقة الخضراء في "COP27" تحت شعار "رسالة من أطفال مصر إلى العالم"، وقد نجح هذا التعاون في بناء المعرفة بتغير المناخ عبر نظام التعليم في مصر.
                                           
ads