رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

فضل صيام النصف من شعبان

الإثنين 19/فبراير/2024 - 03:20 م
الحياة اليوم
ريم محمد
طباعة
أيام وتحل علينا ليلة النصف من شعبان  والتي تعد من الليالي الفاضلة التي جعلها الله من الأيام المباركة التي يعيشها المسلمون في كل عام، ويرجون فيها أن يتجاوز الله عن سيئاتهم، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم ، ودعا الإسلام من خلال الوحي إلى اغتنام جميع الطرق والوسائل التي تقرب العبد من ربه، وكان من بين تلك الوسائل ليلة النصف من شعبان.

تمتاز ليلة النصف من شهر شعبان بأن لها أهمية تربو عن فضل وأهمية باقي ليالي شهر شعبان، بل إن أهمية تلك الليلة تفوق أهمية معظم ليالي الأشهر الأخرى، حتى أن بعض العلماء من جعل لليلة النصف من شعبان أهمية ربما توازي أهمية ليلة القدر.

وقد ورد في ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أشارت تلك الأحاديث إلى استحباب إحياء تلك الليلة، والإكثار من الفضائل والعبادات والطاعات فيها طلبا للأجر والثواب من الله، منها:

روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة -أو يا حميراء- أظننت أن النبي قد خاس بك؟ قلت: لا والله، يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله -عز وجل- يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم).

وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن).

وذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان؛ حيث يتعرض المؤمن في هذه الليلة لرحمات الله سبحانه وتعالى، وتغفر بها ذنوبه إن قامها بحقها، كما نقل عن ابن تيمية أن جماعة من السلف كانوا يقومون ليلة النصف من شعبان في كل عام دليلا على أفضليتها.

صيام ليلة النصف من شعبان

كما يستحب للمسلم  أن يكثر من الصيام في شهر شعبان؛  لما روي من حديث عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان).

أما تخصيص صيام يوم النصف من شعبان عن صيام باقي أيامه وإفراده بذلك، فقد اختلف فيه العلماء إلى عدة فرق وآراء، وفيما يلي بيان رأي كل فريق على حدة:

يرى فريق من العلماء أنه لا يشرع تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام دون بقية أيام الشهر، وأن ذلك الأمر لم يرد فيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ما ورد في هذا الباب من الأحاديث لا يرقى لدرجة الاحتجاج به.

ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهة الصيام بعد انتصاف شعبان حتى دخول شهر رمضان، بما في ذلك يوم النصف من شعبان، وهو قول جمهور الشافعية والطحاوي وغيرهم.

خص ابن حزم الظاهري النهي عن صيام النصف من شعبان بما يأتي بعده من الأيام؛ أي بالسادس عشر من شعبان؛ مما يعني أن صيام النصف من شعبان جائز مباح عنده، وقد قال بذلك الكثير من العلماء قديما وحديثا.
                                           
ads
ads
ads