انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة ترفع أسعار الدواجن بنسبة 10% خلال أسبوع

أدى انقطاع التيار الكهربائي في جميع محافظات الجمهورية، المتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تفوق الـ40 درجة مئوية، إلى عودة ارتفاع أسعار الدواجن مرة أخرى بنسبة 10%، خلال الأسبوع الماضي، بحسب عدد من العاملين بالقطاع.

وارتفعت أسعار الدواجن البيضاء في المزارع المحلية مسجلة 85 جنيه للكيلو، مقارنة بـ77 جنيها فى بداية الأسبوع، بينما يصل سعر التجزئة في الأسواق المحلية لـ95 جنيه للكيلو.

ورفعت الحكومة في بداية الأسبوع الماضي، عدد ساعات قطع الكهرباء من ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، بشكل مؤقت حتى نهاية الأسبوع، ومن المفترض أن تعود خطة تخفيف الأحمال إلى طبيعتها بقطع التيار الكهربائي ساعتين فقط يوميا مع الأسبوع الحالي، بحسب بيان مشترك من وزارتا البترول والكهرباء.

وأرجع مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أزمة انقطاع التيار الكهربائى إلى الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة، مما أدى إلى زيادة استهلاك الغاز في محطات التشغيل.

وأضاف مدبولى، خلال مؤتمر صحفي عقد الثلاثاء الماضي، أن الحكومة وضعت خطة لتجاوز أزمة انقطاع التيار الكهربائي بتكلفة مليار دولار مبدأيا، على أن يتم الانتهاء من تلك الأزمة في الأسبوع الثالث من شهر يوليو المقبل.

يقول عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، إن ارتفاع درجات الحرارة كان لها الأثر الأكبر في ارتفاع أسعار الدواجن، مرجعا ذلك إلى زيادة نسبة النفوق مما يؤدي إلى تراجع الكميات المعروضة بالأسواق المحلية.

وأضاف السيد أن 70% من المزارع الخاصة بتربية الدواجن تعمل بالنظام المفتوح، وهو نظام لا يستطيع فيه المنتج التحكم بدرجات الحرارة داخل عنابر الدواجن، ما يؤدي إلى تأثرهم مباشرة بالعوامل الجوية.

وأشار إلى أن المزارع يوجد بها مبردات وتكييفات، ولكن انقطاع التيار الكهربائي لمدة 3 ساعات يوميا، قد يؤدي إلى موت عنابر كاملة، لعدم قدرة الدواجن على تحمل ارتفاع درجات الحرارة.

ودعا السيد، لتقديم تمويلات ميسرة من الحكومة للمنتجين لتحويل مزارعهم من النظام المفتوح إلى النظام المغلق، موضحا أن الأخيرة ترفع الطاقة الإنتاجية بنسبة 80%، وتوفر من استهلاك الأعلاف بنسبة 15%، والطاقة بـ30%.

ومن جانبه قال محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن كبار المنتجين لديهم مولدات عملاقة تستطيع تشغيل مزارع كبيرة جدا، ولكن تكلفة التشغيل ارتفعت بنسبة كبيرة نتيجة لجوئهم إلى تلك المولدات 3 ساعات يوميا.

وتابع العناني: «بالطبع هناك زيادة كبيرة جدا في نسبة النفوق عند صغار المربيين خلال الشهر الجاري بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما تسبب فى حدوث خلل ملحوظ في حجم العرض داخل السوق المحلية».

وتوقع العناني أن تتراجع الأسعار سريعا مرة أخرى إلى مستويات الـ77 و78 جنيه للكيلو، مرجعا ذلك إلى زيادة المعروض خلال الفترة الماضية باستثناء الوقت الحالي لارتفاع نسبة النفوق.

وأضاف أن استقرار سعر الصرف وتوافر الأعلاف أعاد ثقة المنتجين للقطاع مرة أخرى، مؤكدا عودة أكثر من نصف المربيين المتخارجين من القطاع في الأزمة الماضية بنهاية عام 2022.

واتفق كلا من العناني، والسيد، على أن السعر العادل للدواجن، في الفترة الحالية وفقا لتكلفة الإنتاج يتراوح بين 77 و78 جنيه للكيلو، إذا كانت نسبة النفوق لا تتعدى الحدود الطبيعية.

بينما قال محمد عوض، أحد منتجي الدواجن في محافظة القليوبية، إن صغار المنتجين تعرضوا لخسائر مالية كبيرة خلال شهر يونيو بسبب ارتفاع نسبة النفوق، لافتا إلى أن النسبة ارتفعت إلى أكثر من 50% في بعض المزارع، مقارنة بـ5% في الظروف الطبيعية.

ويرى أن تلك الخسائر ستجعل العديد من المربيين يعزفون عن دخول دورات إنتاج جديدة خلال فترة الصيف، إلى أن تُحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، لافتا إلى أن تخفيف الأحمال بالتزامن مع فترة ارتفاع درجات الحرارة أمر لا يتحمله القطاع الداجني.

وعانى القطاع منذ نهاية 2022 من ندرة الأعلاف بالسوق المحلية، نظرا لعدم توافر الدولار لاستيرادها، مما دفع العديد من المنتجين إلى إعدام الكتاكيت لعدم القدرة على إطعامها.

وبسبب اتساع الفجوة بين سعري الصرف الرسمي والموازي خلال عام 2023، ارتفعت أسعار الأعلاف إلى أن وصل الطن إلى أكثر من 33 ألف جنيه، قبل أن يتراجع مرة أخرى بعد تحرير سعر الصرف في مارس الماضي إلى 20 ألف جنيه.