الذكاء الاصطناعي ومستقبل المحاماه بقلم الدكتور احمد مجدي عضو نموذج محاكاة مجلس الشيوخ
الثلاثاء 27/أغسطس/2024 - 10:37 م
يشهد العالم ثورة تقنية غير مسبوقة مدفوعة بالتقدم الهائل في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، ويستعد الذكاء الاصطناعي (AI) لإعادة تشكيل ممارسة أعمال المهن القانونية إلى حد بعيد. وفي حين أن هناك تاريخاً طويلاً من التغيرات التي أثرت في كيفية أداء المحامين لعملهم، فإن التقدم الأخير للأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي مثل 3-GPT و4-GPT تمثل المرة الأولى التي تتمكن فيها التقنية المتاحة على نطاق واسع من أداء مهام الكتابة والبحث المعقدة مع الكفاءة ً عاليا ً مدربين تدريبا ً التي كانت تتطلب في السابق أشخاص ، وهو ما سوف يغير الطريقة التي يعمل بها المحامون إلى حد بعيد
وفي مجال قطاع الأعمال ً كبيرا ً يمثل ذلك تحول القانونية بشكل عام، وستكون شركات المحاماة التي تستفيد بفعالية من تقنيات الذكاء االصطناعي الناشئة قادرة على تقديم الخدمات بتكلفة أقل، وكفاءة أعلى، ومع احتمالات أعلى لتحقيق نتائج إيجابية في التقاضي.
ولن تتمكن شركات المحاماة التي تفشل في الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي من الحفاظ على قدرتها التنافسية، مما يؤدي إلى خسارة المتعاملين معها وتقويض قدرتها على جذب المواهب والإحتفاظ بها.
ويثور التساؤل هل ستظل مهنة المحاماة وشركات المحاماة كما كنا نعرفها؟ أم أننا سنشهد تغيراً كبيراً؟ يهدف هذا البحث إلى مناقشة مستقبل مهنة المحاماة وشركات المحاماة في ضوء التغييرات غير امل سبوقة التي س يحدثها الذكاء الاصطناعي (AI) في عالم المهن القانونية.
لقد ظهر الذكاء الاصطناعي منذ عقود، ولكن القدرات ا دفعت بعض املتخصصين التي تم تطويرها مؤخرً القانونيين إلى التساؤل عما إذاكان بإمكانهم دمج األدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في ممارساتهم القانونية بشكل أخلاقي
في حين أن بعض المحامين قد يشككون في استخدام الذكاء الاصطناعي في القانون والممارسة القانونية والمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القانونية، فإن صعوبة فهم استخدام الذكاء الاصطناعي حتى مع الجوانب في مجال القانون مازلت تقف عائقا حتى مع الجوانب الإيجابية التي قد يلعب دوراً فيها
فعلي الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يحمل وعداً بزيادة الكفاءة، وتحسين سير العمل، والتخطيط الإستراتيجي للمحامين، إلا أنه في نظر البعض ينطوي أيضاً على مخاطر كبيرة.
على سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المحامين على إعداد المسودات الأولية والملخصات القانونية والعقود واتفاقيات التسوية بسرعة، والتي كانت في الماضي تستغرق وقتاً طويلاً. ومع ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في القانون يثير ا قضايا التحيز الخوارزمي (عندما تكون الخوارزمية نفسها متحيزة، أو عندما يتم تدريب خوارزمية غير متحيزة على بيانات متحيزة)، والهلوسة التي قد يقدمها برامج دردشة الذكاء الاصطناعي ChatGPT (الظاهرة التي من خلالها قد تقدم روبوتات الدردشة المدعمة بالذكاء الاصطناعي معلومات كاذبة رداً علي ذلك) إلى موجه، وعدم الدقة، والمخاوف المتعلقة بالسرية.
إن مواكبة الذكاء الاصطناعي لا تتعلق فقط بفهم الأدوات الجديدة المتاحة، بل تتعلق أيضًا بفهم الآثار الأخلاقية والقانونية والمجتمعية لهذه التقنيات
وحينما يتبنى المحامون الذكاء الاصطناعي القانوني، يجب عليهم أيضاً توخي الحذر والفطنة.
إذ يجب أن يظل حكمهم المهني عنصرًا حاسماً في تحديد متى يتم استخدام الذكاء الاصطناعي ومتى يتم استخدام المهارات القانونية غير التقنية الأخرى. ومع ذلك، فإن فإن الانفتاح على استخدام التكنولوجيا بصفة عامة أمر مهم يساعد على استخدام الأدوات بشكل أكثر اكتمالا وفعالية.
فالذكاء الاصطناعي هو أداة، وليس بديًلا للفهم الدقيق والحكمة التجريبية التي يجلبها ً المحامون إلى ممارساتهم
وتقف مهنة المحاماة على مفترق طرق، حيث من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من الممارسة القانونية. ومع ذلك، قد تختلف وتيرة التبني، حيث يميل بعض المحامين إلى تبني التكنولوجيا أكثر من غيرهم. واقترح الخبراء أن المحامين بحاجة إلى تكييف ودمج الذكاء الاصطناعي في ممارساتهم. علاوة على ذلك، لديهم التزام أخلاقي.
ولا يمكن إنكار تأثير الذكاء الاصطناعي على مهنة المحاماة. في حين أن القانونيين رفيعي المستوى قد يواصلون عملهم بأقل قدر من التعطيل، يجب على المحامين المبتدئين وموظفي الدعم القانوني التكيف مع المشهد المتغير.
فإن تبني الذكاء الاصطناعي وفهم حدوده والحفاظ على المعايير الأخلاقية أمر بالغ الأهمية للمحامين في عصر الذكاء الاصطناعي.
وسوف تحتاج كليات القانون إلى مواكبة تلك التغيرات الكبيرة في مجال العمل القانوني من خلال توفير برامج دراسية وتدريبية لطلبة القانون على فهم الذكاء الاصطناعي واستخدام أدواته في العمل القانوني وعلى فهم الآثار الأخلاقية والقانونية والمجتمعية لهذه التقنيات
وسوف يحتاج المحامون إلى مواكبة تلك التطورات والانفتاح على التكنولوجيا الجديدة والاهتمام بتطوير مهاراتهم والتدريب على استخدام التكنولوجيا الجديدة.
وسوف تحتاج نقابة المحامين لدعم التكنولوجيا في العمل القانوني مع التأكيد على أهمية وجود ميثاق أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل القانوني.