هل يتدخل الذكاء الاصطناعى فى إعادة بناء وجوه الملوك المصريين القدماء؟
تستمر الحضارة المصرية القديمة فى كشف أسرارها عبر الزمن، حيث تحتفظ حياة الملوك المصريين القدماء بالعديد من الألغاز التى تثير فضول العلماء، وتكشف عنها الدراسات والأبحاث العلمية المستمرة، وفى الآونة الأخيرة، تمكن العلماء المصريون من إعادة بناء وجوه بعض الملوك المصريين القدماء مثل الملك رمسيس الثانى وتوت عنخ آمون بقيادة الدكتورة سحر سليم، أستاذة ورئيسة قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة وعضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي بمتحف الحضارة بالفسطاط، أشارت خلال دراستها العلمية الدقيقة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تلك العملية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى تدخل هذه التقنية الحديثة في علم الآثار ودراسة الحضارة المصرية القديمة.
حيث أكدت الدكتوره سحر سليم أن الأشعة المقطعية والتقنيات المتطورة قد منحتها الفرصة لفحص 40 مومياء ملكية، من بينها مومياء الملك توت عنخ آمون، وشرحت لنا أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم في إعادة بناء وجوه الملوك المصريين القدماء بحذر شديد، مع توظيفه بطريقة علمية دقيقة للاستفادة منه دون المساس بالدقة التاريخية والعلمية.
وأوضحت الدكتورة سحر سليم أن عملية إعادة بناء الوجه تعتمد على عدة علوم متخصصة مثل الأشعة، الأنثروبولوجيا (علم الأجناس)، والطب الشرعي، وأضافت أنه رغم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه العملية، إلا أن الإنسان يظل له الدور الرئيسي في إعادة تركيب الوجه بشكل علمي دقيق، باستخدام الخبرات البشرية في تلك المجالات المختلفة، كما أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بشكل تقني في بناء المجسمات الثلاثية الأبعاد للجمجمة، حيث يُعتمد عليه لاختيار العظام وتجاهل الأنسجة الأخرى، لعمل مجسم ثلاثى الأبعاد للجمجمة.
وأشارت الدكتور سحر سليم إلى أن استخدام مجسم ثلاثى الأبعاد دقيق يساعد العلماء على تصميم العضلات والوجه بناءً على المقاسات المصرية، بأيد بشرية مئة بالمئة.
وتابعت الدكتورة سحر سليم أن العلوم المتعددة مثل أشعة الأنثروبولوجيا والطب الشرعي تُساهم أيضًا في إعادة بناء الوجه بناءً على معرفة دقيقة من المومياء نفسها، مثل مواصفات الشعر من حيث الطول، اللون، و درجة التجعد وتوزيعه، وأكدت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه العملية يظل محدودًا للغاية، ويُستخدم فقط في الجانب التقني لخلق مجسم دقيق للجمجمة يتم بناء تفاصيل الوجه عليه بواسطة العلماء المختصين.