الطيران المصري يتسابق لاستقطاب مزيد من الركاب

في إطار استراتيجية مصرية شاملة لتعزيز مكانتها في قطاع الطيران الدولي، زار الطيار الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني المصري، المملكة المتحدة في زيارة رسمية خلال الأيام القليلة الماضية، وقد أتت هذه الزيارة في وقت حاسم حيث شهدت مصر حالة من الاستقرار الأمني والسياسي الملحوظ في الآونة الأخيرة، وهو ما جعلها وجهة طيران أكثر جذبًا لشركات الطيران العالمية.
وقد كانت زيارة الوزير الحفني جزءًا من خطة طموحة لتسويق قطاع الطيران المدني المصري على المستوى الدولي، وزيادة معدلات التشغيل الجوية من وإلى مصر، في محاولة للاستفادة من المناخ الأمني الجيد وزيادة تدفق الركاب، خاصة مع اقتراب حلول 2028 التي تستهدف فيها الدولة المصرية الوصول إلى 30 مليون راكب سنويًا.
تعزيز الثقة في الطيران المصري
تمثل الزيارة التي قام بها الوزير الحفني إلى المملكة المتحدة خطوة هامة في تعزيز الثقة في قطاع الطيران المدني المصري، والذي شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، حيث كانت الزيارة بمثابة عرض مباشر للجهود التي بذلتها مصر لتعزيز استثماراتها في البنية التحتية للطيران، من تحديث المطارات المصرية إلى تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها شركات الطيران المصرية.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الطيران المدني أن الاستقرار الأمني في مصر له دور كبير في تعزيز جاذبية البلاد لشركات الطيران الدولية، وهو ما يساهم في خلق بيئة ملائمة لزيادة حركة الطيران والركاب.
فيما يتعلق بالزيارة نفسها، فقد اشتملت على لقاءات مع كبار المسؤولين في صناعة الطيران البريطاني، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات الطيران الكبرى، وكان الهدف من الزيارة هو تسويق قطاع الطيران المدني المصري، والترويج للمزايا التي تقدمها المطارات المصرية، مثل البنية التحتية الحديثة، وتوسيع القدرة الاستيعابية للمطارات، وتقديم تسهيلات للركاب والشركات العالمية.
كما كانت الزيارة فرصة لبحث سبل التعاون المستقبلية مع شركات الطيران البريطانية، لزيادة الرحلات المباشرة بين البلدين، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد المصري.
إستراتيجية جذب مزيد من الركاب
في حديثه خلال الزيارة، أوضح وزير الطيران المدني المصري، الطيار سامح الحفني، أن القطاع يعكف على تطوير استراتيجيته بهدف استقطاب المزيد من الركاب الدوليين، وذلك بالتوازي مع رؤية الحكومة المصرية في زيادة حركة الطيران مع مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي في مصر يمثل عاملاً أساسيًا في استعادة الثقة في قطاع الطيران المصري، وهو ما يشجع شركات الطيران على زيادة رحلاتها إلى مصر.
وتسعى الحكومة المصرية، بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، إلى تعزيز موقف البلاد كمركز طيران إقليمي ودولي، من خلال زيادة شبكات الطيران الدولية، وكذلك تطوير المطارات بما يتناسب مع احتياجات السوق الدولية. ومن خلال الزيارة، أكد الوزير الحفني أن مصر تهدف إلى توسيع شبكة الطيران الخاصة بها، وجذب شركات الطيران العالمية، وخاصة الأوروبية، لتسيير رحلاتها إلى مختلف المدن المصرية.
الترويج لمزايا المطارات المصرية
واحدة من أهم النقاط التي ركزت عليها الزيارة هي الترويج للمزايا التي تقدمها المطارات المصرية، فقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة تحديثًا شاملًا في البنية التحتية للمطارات، وخاصة في مطار القاهرة الدولي وبعض المطارات الأخرى في المحافظات، كما تم تنفيذ مشاريع تطويرية تهدف إلى تحسين تجربة المسافرين وتسهيل إجراءات السفر، فضلاً عن زيادة سعة المطارات لتستوعب أعدادًا أكبر من الركاب والطائرات.
وفي هذا السياق، أشار الحفني إلى أن الحكومة المصرية قد تبنت مجموعة من المشاريع الكبرى لتطوير المطارات المصرية، بما في ذلك تحسين المرافق والخدمات اللوجستية، وتوسيع المحطات، وتحديث نظام التكنولوجيا والاتصالات، وهي الإجراءات التي تساهم في تحسين كفاءة العمل في المطارات، مما يجعلها وجهة مفضلة لشركات الطيران الدولية.
زيادة التعاون مع المملكة المتحدة
تعد المملكة المتحدة من أهم أسواق الطيران الدولي لمصر، حيث تربطها علاقات طيران وثيقة مع العديد من المدن المصرية، وقد ركزت زيارة وزير الطيران على تعزيز التعاون مع الشركات البريطانية لزيادة تردد رحلاتها إلى مصر، والتي تعد من أبرز الوجهات السياحية للمواطنين البريطانيين، كما تم التطرق إلى قضايا حيوية تتعلق بتسهيل إجراءات السفر بين البلدين، مما يسهم في زيادة حركة الركاب من وإلى مصر.
من المتوقع أن تسهم الزيادة في الرحلات الجوية بين مصر والمملكة المتحدة في تعزيز حركة السياحة، حيث تعتبر المملكة المتحدة من أكبر الأسواق السياحية الوافدة إلى مصر./ بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز الروابط الجوية مع المملكة المتحدة سيفتح المجال لزيادة التعاون في مجالات أخرى مثل النقل الجوي، والتبادل التجاري، وحتى التدريب في مجال الطيران.
رؤية مستقبلية
تتطلع مصر إلى رفع معدلات النمو في قطاع الطيران المدني، حيث تستهدف الوزارة الوصول إلى 30 مليون راكب سنويًا بحلول عام 2028، كما أن هذا الهدف الطموح يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية للطيران، وكذلك في تحسين الكوادر البشرية، لتوفير خدمات عالية الجودة تلبي احتياجات الركاب والشركات العالمية، ويسهم تحقيق هذا الهدف في دعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة إيرادات النقل الجوي، وتعزيز قطاع السياحة، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة في هذا القطاع الحيوي.
ومما سبق، تعد زيارة وزير الطيران المدني المصري إلى المملكة المتحدة خطوة هامة نحو تعزيز قطاع الطيران المدني، وجذب المزيد من الركاب الدوليين إلى مصر، حيث تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه البلاد استقرارًا سياسيًا وأمنيًا، مما يعزز الثقة في قطاع الطيران المصري ويجعله وجهة جاذبة لشركات الطيران العالمية، كما تمثل الزيارة أيضًا بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين مصر والمملكة المتحدة في مجال النقل الجوي، وهو ما يساهم في تحقيق الأهداف الطموحة لزيادة عدد الركاب وتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد.