رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

تحقيقات قضية سفاح المعمورة: استأجر 10 شقق وإحدى الجثث مشطورة نصفين

الأحد 16/فبراير/2025 - 12:00 م
الحياة اليوم
فتحي محمد
طباعة

كشفت التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة في الإسكندرية، اليوم الأحد، مع "ن.ال.غ"، 51 عامًا، محامٍ من محافظة كفر الشيخ، حول ملابسات اتهامه بقتل 3 أشخاص "سيدتين ورجل" ودفنهم في شقتين مختلفتين بمنطقتي "المعمورة، و45" أنه استأجر أكثر من 10 شقق سكنية خلال فترة إقامته في محافظة الإسكندرية.

ومن المقرر أن يتم فحص تلك الشقق بمعرفة الشرطة؛ للكشف عن مدى وجود جثث لضحايا آخرين بداخلها من عدمه، خاصة بعد تلقي بلاغ جديد بوجود شقة ثالثة كان يستأجرها المتهم وبها آثار حفر.

وتوصلت التحقيقات إلى أن الجثة الثالثة لمهندس، مشطور نصفين، وملفوف في 2 كيس أسود، ومتغيب منذ 3 أعوام، وفق بلاغ سابق تلقاه قسم شرطة ثانٍ الرمل، إذ وجدت جثته مغطاة بطبقة كبيرة من الخرسانة صبها عليه، واستخرجت بعد ساعات من أعمال الحفر، إذ اعتقد في بادئ الأمر أن الجثة لسيدة، لكن وجد بجانبه بعد المتعلقات الدالة على شخصيته "فيزا كارد".

وأضافت التحقيقات أن الجثة الثالثة تم اكتشافها بعد أن تلقت الشرطة بلاغا من مالك العقار الكائن في شارع 7 متفرع من شارع 45 دائرة قسم شرطة المنتزه، أفاد فيه بأن المتهم سبق واستأجر إحدى الشقق لديه في الطابق الأرضي، وتركها منذ فترة، وعندما علم بالقبض عليه، دخل إلى هذه الشقة ليفاجئ بخلع بعض بلاط الأرضية، فأبلغ الشرطة، وبمواجهة المتهم بالبلاغ أكده صحته وأرشد عن الجثة.

وبشأن الجثة الثالثة، فقد استعجلت النيابة تقرير الصفة التشريحية للجثة وذلك بعد نقلها إلى المشرحة، وندب الطبيب الشرعي لبيان أسباب الوفاة وتاريخ حدوثها، مع الاستعلام عن هوية صاحبها، واستدعاء أسرته، ومدى ارتباطه بالمتهم وبصاحبتي الجثتين السابقتين.

فيما تنتظر النيابة تقرير الطب الشرعي النهائي والخاص بتشريح جثتي السيدتين اللتان عثر عليهما مدفونتين بأرضية شقة مستأجرة للمتهم لبيان سبب الوفاة، وتاريخ حدوثها لكل منهما، وكذا تقرير الأدلة الجنائية الخاص بمعاينة مسرح الجريمة، ورفع آثاره للوقوف على ملابسات الحادث.

وكلفت النيابة العامة المباحث الجنائية، بسرعة تحديد شخصية الجثتين، واستدعاء أهليتهما لسؤالهم، واستعجال التحريات النهائية حول ملابسات الحادث، وبيان مدى مشاركة 4 أشخاص آخرين في الواقعة من عدمه، كونهم على صلة بالمتهم، إذ كانوا متواجدين معه وقت اكتشاف الجريمة، ويواجهون اتهاما بالتستر على الجريمة.

ومثلّ المتهم طريقة ارتكابه جريمتي قتل السيدتين "زوجته، وموكلته" ودفن جثتيهما في أرضية شقة مستأجر في الطابق الأرضي من عقار كائن في منطقة المعمورة البلد؛ إثر خلافات بينهم، وذلك بحضور النيابة العامة، ووسط إجراءات أمنية مشددة.

وكشفت التحقيقات أن المتهم قرر العمل في المحاماة بعد تخرجه في كلية الحقوق عام 1995، ويحمل كارنية نقابة المحاميين بمحافظته، لكنه سرعان ما تورط في عدة قضايا تتعلق بالضرب والتعدي والعنف، نجمت عن خلافات مع موكلين سابقين.

وفي غضون عام 2012، انتقل المتهم للعمل خارج محافظة كفر الشيخ، وتنقل بين عدة محافظات، وكانت الإسكندرية مركزًا رئيسيًا لعمله، كما عمل في محافظتي القاهرة والجيزة، حيث ارتبط بمكاتب تدريب قانوني شهيرة، تمنح شهادات في التحكيم الدولي وحقوق الإنسان، وهو المجال الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا به، فأسس مكتبًا لحقوق الإنسان والتنمية بالإسكندرية عام 2019.

وقرر قاضي التجديد الوقتي بمحكمة جنح المنتزه الجزئية، تجديد حبس المتهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، بعد أن قررت نيابة المنتزه، حبسه 4 أيام، وجرى التحفظ على جميع متعلقاته، وتلقت تقرير تفريغ محتوى تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، واستتمعت لأقوال شهود العيان، بعد استخراج الجثث وعرضها على الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة وتاريخها.

وعاينت النيابة موقع العثور على الجثتين الأوائل، وهو عبارة عن شقة مكونة من غرفتين وصالة صغيرة في الطابق الأرضي بعقار مكون من دور أرضي و3 طوابق علوية، كائن في شارع 268 المتفرع من شارع مدرسة مي زيادة، حيث وجد بإحدى الغرف آثار حفر وخلع بعض بلاط الأرضية، فتم التحفظ على جميع محتوياتها.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء حسن عطية، إخطارًا من قسم شرطة ثانٍ المنتزه، يفيد بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة، حول بلاغ من الأهالي بالعثور على جثتي مدفونتين داخل شقة في منطقة المعمورة، وثالثة في منطقة العصافرة.

وبانتقال الشرطة، رفقة سيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، تبين من المعاينة وجود جثتين إحداهما ملفوفة ببطانية، والأخرى في كيس بلاستيكي، ومدفونتين في أرضية الشقة التي يستأجرها المتهم منذ شهر أكتوبر الماضي بنظام القانون الجديد، في منزل عائلي كمكتب محاماة.

وأظهرت التحقيقات أن أصحاب العقار عرضوا على المحامي استئجار إحدى الشقق بالطابق العلوي، إلا أنه فضل الطابق الأرضي، بحجة إصابة زوجته بآلام في القدم تمنعها من الصعود، إذ تزوج عرفيًا من امرأة عراقية، اختفت لاحقًا، ويعتقد أنها إحدى الجثث التي تم العثور عليها، كما تقدم بعدها لخطبة محامية بحضور عائلته.

وبسؤال نجل مالك العقار في التحقيقات، أفاد بأن المتهم منذ استئجاره للشقة، كان يغلق النوافذ بالكامل ولا يفتحها كثيرًا، فضلا عن إقامة حفلات خاصة داخل الشقة، مما أثار حفيظتهم وحذروه أكثر من مرة، وطلبوا منه مغادرتها.

وأضاف أنه يوم الحادث، سمع أصوات استغاثة من داخل الشقة، وباستطلاع الأمر وجد المحامي بصحبة شخصين آخرين وسيدتين، ويبدو عليهم جميعا الارتباك فطلب منه جمع متعلقاته، ومغادرة الشقة.

وأوضح أنه اشتم رائحة كريهة ووجد إحدى غرف الشقة مغلقة، فطلب من المتهم فتحها، إلا أنه رفض وتحجج بضياع المفتاح، فقام بكسرها وعند الدخول كانت المفاجأة بوجود أعمال حفر بالأرضية، فقرر إبلاغ الشرطة.

                                           
ads
ads
ads