حسام بدرالدين يقود تحركًا صينيًا عربيًا يعيد تشكيل موازين القوة الاقتصادية العالمية

في خضم المشهد العالمي المضطرب، حيث تتسارع وتيرة الأزمات الاقتصادية وتتصاعد حدة الحرب التجارية بين القوى الكبرى، تبرز مبادرة "Go Global" كخطوة استراتيجية جريئة تهدف إلى إعادة توجيه بوصلة الاستثمارات الصينية نحو مصر والمنطقة العربية، فاتحةً الباب أمام مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والتحول الصناعي العابر للحدود.

المبادرة، التي يقف خلفها اللواء حسام بدرالدين، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد النظام الاقتصادي الدولي حالة من التغير الجذري، تغذيها قرارات متضاربة وتحولات في موازين القوى التجارية، ما دفع كبريات الاقتصادات إلى إعادة حساباتها، والانخراط في سباق محموم للبحث عن شركاء جدد وأسواق بديلة أكثر استقرارًا.

وتنطلق "Go Global" من رؤية طموحة لإعادة تمركز الاستثمارات والتكنولوجيا الصينية في بيئة أكثر انفتاحًا ومرونة، عبر مصر كنقطة ارتكاز إقليمية استراتيجية، بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وموقع جغرافي مثالي، وإرادة سياسية داعمة للتحول الاقتصادي.

ويستند اللواء حسام بدرالدين في إطلاق المبادرة إلى خبرات دولية مرموقة، من خلال مناصبه الرفيعة كممثل لغرفة تجارة مقاطعة جواندونج الصينية، والأمين العام للاتحاد الإفريقي الآسيوي للتنمية، والمستشار الأول للاتحاد الأوروبي العربي للطاقة الجديدة والاقتصاد الأخضر، فضلًا عن شراكته في عدد من الكيانات الاستثمارية بين الصين، الإمارات، ومصر.

وتتجاوز "Go Global" حدود الشراكة التقليدية، لتشكل منصة استراتيجية لاحتضان الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة، ومنحها موطئ قدم قوي في أسواق الشرق الأوسط، عبر برامج متكاملة لنقل التكنولوجيا وتوطين الصناعات، وبما يحقق استفادة مزدوجة للطرفين: توسع اقتصادي للشركات الصينية، وتنمية مستدامة للمنطقة العربية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تتحرك فيه الصين بشكل حثيث لبناء شبكات اقتصادية موازية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، من خلال تعميق تحالفاتها مع دول الجنوب، وطرح مشاريع تكاملية قائمة على المصالح المشتركة، وليس على الإملاءات أو الهيمنة.

وفي ظل هذا الزخم الدولي، تضع "Go Global" مصر والدول العربية أمام فرصة نادرة للعب دور محوري في تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي الجديد، عبر بناء تحالفات استراتيجية مرنة، وتنويع مصادر القوة الاقتصادية، وتعزيز الأمن الاقتصادي الإقليمي، بعيدًا عن التبعية للمراكز التقليدية.

وتُعد المبادرة تجسيدًا عمليًا لمفهوم الاقتصاد الذكي القائم على التوازن بين الكفاءة والاستقلالية، وعلى الدمج بين الطموح المحلي والانفتاح العالمي، لتتحول من مجرد مبادرة استثمارية إلى مشروع نهضوي يربط الشرق بالشرق، ويعيد توجيه تدفقات رأس المال والتكنولوجيا نحو آفاق أكثر استقرارًا ونموًا.

وبينما يدخل العالم مرحلة جديدة من التحولات الكبرى، تفرض "Go Global" نفسها كمنصة للتغيير، ورافعة اقتصادية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، وإعادة صياغة معادلات النفوذ الاقتصادي في واحد من أكثر الأقاليم حساسية وتأثيرًا على مستقبل الاقتصاد العالمي.