جسر جوي جديد.."أيه جيت" تطلق خطًا مباشرًا بين أنقرة والقاهرة لتعزيز الروابط المصرية التركية
الخميس 05/يونيو/2025 - 12:45 ص

محمود السعدي
طباعة
في خطوة استراتيجية من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا ودفع عجلة السياحة، دشنت شركة "أيه جيت" (Ajet)، إحدى الشركات التابعة للخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines)، أولى رحلاتها المباشرة من العاصمة التركية أنقرة إلى مطار القاهرة الدولي خلال الساعات القليلة الماضية، وسط حفاوة بالغة من جانب مسئولي شركة ميناء القاهرة الجوي والقيادات والجهات المختلفة العاملة بالمطار.
هذا الافتتاح يمثل إضافة نوعية للشبكة الجوية بين البلدين، ويعكس تطلعًا مشتركًا لزيادة التبادل السياحي والاقتصادي، بما يتماشى مع الرؤية المصرية الطموحة لاستقبال 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028.
تعزيز الروابط واستقطاب السياحة: أهداف أوسع من مجرد رحلات جوية
ومن المقرر أن تسير شركة "أيه جيت" بتسيير ثلاث رحلات أسبوعية تربط بين أنقرة والقاهرة، وهو ما يمثل دفعة قوية ليس فقط للسياحة البينية بين مصر وتركيا، بل يفتح آفاقًا جديدة أمام المسافرين من الدول الأوروبية.
وبفضل شبكة شركة "أيه جيت" للخطوط الجوية الواسعة التي تغطي أكثر من 80 وجهة دولية في أكثر من 44 دولة، بالإضافة إلى 42 وجهة محلية داخل تركيا، ستصبح القاهرة بوابة رئيسية للعديد من الجنسيات الراغبة في استكشاف كنوز مصر التاريخية والثقافية.
يأتي هذا الخط الجديد ليعزز من الوجود القوي لـ "أيه جيت" في السوق المصري، حيث تقوم الشركة حاليًا بتسيير رحلات من إسطنبول إلى كل من مطارات القاهرة، الغردقة، وشرم الشيخ.
كما أن هذا التوسع يعكس ثقة الشركة التركية في السوق المصري، وإدراكها للإمكانات الهائلة التي يمتلكها في قطاع السياحة والسفر، حيث إن الربط المباشر بين العاصمتين يسهل بشكل كبير حركة الأفراد والبضائع، ويساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في كلا البلدين.
"الشركة العالمية لأعمال الطيران" شريك النجاح: تسهيلات لوجستية وتشغيلية متكاملة
لضمان سلاسة وفعالية عمليات التشغيل للرحلات الجديدة، قامت الشركة العالمية لأعمال الطيران"، وهي واحدة من أبرز وأكبر مقدمي الخدمات الجوية في مصر، بتقديم كافة التسهيلات اللوجستية والتشغيلية اللازمة لـ "أيه جيت" للخطوط الجوية.
وهذا التعاون يبرز الدور المحوري للشركة العالمية لأعمال الطيران في دعم وتطوير حركة الطيران الدولية، وتقديم أفضل الخدمات التي تضمن تجربة سفر مريحة وفعالة للمسافرين، حيث إن الكفاءة العالية في إدارة العمليات الأرضية والتسهيلات اللوجستية تلعب دورًا حيويًا في نجاح أي خط طيران جديد، وهذا ما توفره "الشركة العالمية لخدمات الطيران" بامتياز.
أسطول ضخم وخطط توسع طموحة: "أيه جيت" تستثمر في المستقبل
تفتخر "أيه جيت" بامتلاكها أسطولًا حديثًا يضم أكثر من 200 طائرة من طرازات بوينغ وإيرباص، مما يعكس التزامها بتقديم أعلى مستويات الأمان والراحة لركابها، حيث ان هذا الأسطول الضخم والمتنوع يمنح الشركة مرونة كبيرة في تشغيل رحلاتها وتوسيع شبكتها الجوية لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي.
وتخطط الشركة لمواصلة التوسع في السوق المصري، وهو ما يشير إلى رؤية طويلة الأمد لتعزيز شراكتها مع مصر، كما أن هذا التوسع المحتمل يمكن أن يشمل زيادة عدد الرحلات الحالية، أو إضافة وجهات جديدة داخل مصر، أو حتى التفكير في استثمارات مشتركة تعود بالنفع على قطاع الطيران في البلدين، حيث إن الاستثمار في السوق المصري يعكس الثقة في قدرته على النمو والازدهار، ويفتح آفاقًا واسعة للتعاون المستقبلي.
تأثيرات اقتصادية وسياحية واسعة:
يُتوقع أن يكون لتشغيل هذا الخط المباشر بين أنقرة والقاهرة تأثيرات إيجابية متعددة الأوجه على كل من الاقتصاد المصري والتركي:
زيادة التدفق السياحي: من المتوقع أن يرتفع عدد السياح القادمين من تركيا والدول الأوروبية التي تربطها "أيه جيت" بأنقرة، مما يساهم في زيادة إيرادات السياحة المصرية وتوفير فرص عمل جديدة في هذا القطاع الحيوي.
تعزيز التبادل التجاري: تسهيل حركة الأفراد بين البلدين يمكن أن ينعكس إيجابًا على حركة التبادل التجاري والاستثماري، حيث يصبح من الأسهل على رجال الأعمال والمستثمرين الانتقال بين القاهرة وأنقرة لإبرام الصفقات وتوسيع الأنشطة الاقتصادية.
دعم رؤية مصر 2028: يأتي هذا التوسع في الشبكة الجوية في إطار رؤية مصر الطموحة للوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028. كما إن زيادة عدد الرحلات والوجهات الجوية تعد عنصرًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف، حيث توفر المزيد من الخيارات للمسافرين وتسهل الوصول إلى الوجهات السياحية المصرية المتنوعة.
* توطيد العلاقات الثقافية: تساهم سهولة السفر في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين المصري والتركي، مما يؤدي إلى فهم أعمق للثقافات المختلفة وبناء جسور من التواصل والتفاهم المتبادل.
تطوير البنية التحتية للمطارات: زيادة حركة الطيران تدفع باتجاه تطوير وتحسين البنية التحتية للمطارات المصرية، مما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة للمسافرين ويعزز من جاذبية مصر كوجهة سياحية عالمية.
نظرة مستقبلية: شراكة استراتيجية أوسع
يمثل تدشين هذا الخط الجوي المباشر بين أنقرة والقاهرة أكثر من مجرد إضافة لوجهة جديدة على خريطة الطيران، كما إنه يمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا، تعكس الرغبة المشتركة في تعزيز الروابط في مختلف المجالات.
ومع استمرار "أيه جيت" في خططها التوسعية، يمكننا أن نتوقع المزيد من التطورات الإيجابية التي ستعود بالنفع على قطاع الطيران والسياحة والاقتصاد في كلا البلدين.