وزير الطيران المدني لـ "الحياة اليوم": سلامة الركاب أولوية قصوى

في مشهد يعكس مدى الاحترافية والكفاءة التي يتمتع بها قطاع الطيران المدني المصري، تابع الطيار الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، ميدانيًا إجراءات التعامل مع حالة هبوط اضطراري ناجحة لطائرة خاصة أجنبية بمطار القاهرة الدولي، بعد أن تلقت سلطات المطار بلاغًا من قائد الطائرة بوجود عطل فني في إحدى عجلات الهبوط.
وفي تصريحات خاصة لـ "الحياة اليوم"، أكد وزير الطيران المدني أن استجابة فرق الطوارئ كانت "سريعة، دقيقة، ومنظمة"، مشيرًا إلى أن سلامة الركاب والطاقم الجوي تأتي في مقدمة أولويات الوزارة، وأن ما حدث هو "اختبار حقيقي لقدرة المنظومة المصرية على مواجهة الأزمات الجوية بكفاءة وفقًا للمعايير الدولية".
فور تلقي البلاغ، تحركت فرق الإنقاذ والإطفاء والإسعاف داخل مطار القاهرة، وتم تفعيل خطة الطوارئ المعتمدة، حيث تم تأمين المدرج المخصص للطائرة، وإخلاء المسار الجوي الأرضي من أي حركة ملاحية، مع توفير أقصى درجات التأمين للطائرة، وهو ما ساهم في هبوطها بأمان دون أي إصابات أو أضرار مادية تُذكر.
وصرح الحفني: "ما شهدناه اليوم يُعد نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأزمات، ويعكس الجهد الذي نبذله في تطوير البنية التحتية للطوارئ بالمطارات المصرية، ورفع كفاءة فرق الإنقاذ والإطفاء". مشيدًا في هذا السياق بفرق العمل داخل مطار القاهرة الدولي، التي تصرفت بسرعة وفعالية قلّ نظيرها.
وخلال جولته التفقدية داخل المطار عقب هبوط الطائرة، حرص الوزير على لقاء أفراد فرق الطوارئ شخصيًا، ووجّه لهم الشكر والتقدير لما أبدوه من احترافية عالية في إدارة الموقف. وقال: "أشيد بدور فرق الإنقاذ، والإطفاء، والإسعاف، التي تعاملت مع الموقف بدقة وتنسيق تام، وهو ما يؤكد الجاهزية العالية التي نعمل على الحفاظ عليها وتطويرها بشكل مستمر."
وأضاف الوزير: "لدينا خطط تدريب دورية، ومحاكاة واقعية لسيناريوهات الطوارئ، وهو ما انعكس على الأداء في هذا الحدث الفعلي."
وكان برج المراقبة الجوية بمطار القاهرة الدولي قد تلقى بلاغًا من قائد الطائرة الأجنبية، يُفيد بوجود عطل تقني في نظام العجلات أثناء تحليقها، وهو ما استدعى منحه أولوية في الهبوط وتأمين المسار الجوي والأرضي فورًا. ووفقًا للمصادر، فقد تم تخصيص المدرج رقم (..) لهبوط الطائرة، مع إخلاء المنطقة المحيطة من أي حركة، وانتشار آليات الطوارئ على طول المدرج تحسبًا لأي طارئ.
وقد تمت عملية الهبوط بنجاح كامل، وسط متابعة حثيثة من قيادات مطار القاهرة الدولي، وبتوجيهات مباشرة من وزير الطيران المدني، حيث لم تُسجل أي إصابات بين الركاب أو الطاقم، كما لم تقع أي أضرار في الطائرة أو مرافق المطار.
وأكدت وزارة الطيران المدني، في بيان لاحق، أن الإدارة المركزية لحوادث الطيران باشرت إجراءاتها على الفور، وفقًا للتشريعات المصرية والدولية المتعلقة بسلامة الطيران. وتم فتح تحقيق فني لمعرفة أسباب العطل الفني في الطائرة، بالتعاون مع الشركة المالكة وجهات الاختصاص الدولية، مع الالتزام الكامل بالشفافية ومهنية الإجراءات.
وصرّح مصدر مسؤول بالإدارة أن التحقيق الفني سيشمل فحص سجلات الصيانة، ومسار الطائرة، والنظام الهيدروليكي للعجلات، إضافة إلى الاستماع إلى شهادة قائد الطائرة وطاقمها الفني، مؤكدًا أن "الهدف من التحقيقات هو التعلم المستمر وتعزيز إجراءات السلامة مستقبلًا".
ونوهت الوزارة إلى أن مطار القاهرة الدولي يضم واحدة من أكثر منظومات الطوارئ تطورًا في المنطقة، ويخضع باستمرار لعمليات تطوير وتحديث، تشمل تجهيزات الإطفاء والإنقاذ، والتدريب العملي المستمر للعاملين، بما يتوافق مع معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO).
وفي سياق متصل، أشادت الوزارة بتعامل قائد الطائرة مع الوضع بحرفية، واتخاذه القرار المناسب في التوقيت السليم، الأمر الذي ساعد في تقليص أي احتمالات للخطر.
وفي ختام تصريحاته لـ "الحياة اليوم"، أكد الدكتور سامح الحفني، أن وزارة الطيران المدني ستواصل العمل على رفع جاهزية المطارات المصرية، وتحديث خطط الطوارئ، وتعزيز قدرات الموارد البشرية والتقنية.
وقال: "نتعامل مع كل طارئ باعتباره فرصة لتحسين أدائنا، وتطوير منظومة السلامة والأمن التي نعتبرها ركيزة رئيسية في قطاع الطيران المدني."
واختتم الحفني حديثه قائلاً: "ما حدث اليوم لم يكن مجرد واقعة فنية، بل كان تجسيدًا حيًا لتكامل الجهود، ونجاح الدولة في خلق بيئة آمنة للملاحة الجوية، تواكب المعايير العالمية وتفوقها في بعض الأحيان."