خطة مصرية ألمانية لتحديث المطارات باستخدام أحدث النظم الذكية والتدريب الأوروبي

استقبل الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني المصري، اليوم بمقر ديوان عام الوزارة، السيد يورجن شولتس، سفير ألمانيا لدى القاهرة، والوفد المرافق له، وذلك في إطار جولة حوارية هدفها تعزيز التعاون الثنائي الواسع بين البلدين. جاءت الزيارة مناقشة استراتيجيات لتوسيع الشراكات في مجالات تطوير مطارات مصر، وتعزيز برامج التدريب الفني، وتبادل الخبرات التكنولوجية.

شراكة استراتيجية وتاريخية

أسّس اللقاء الحرص المتبادل بين البلدين على تعزيز العلاقات التقليدية الراسخة. رحّب الحفني بالسفير شولتس، مؤكدًا أن بين القاهرة وبرلين “علاقات تاريخية عميقة وتطورًا مستمرًا على مستوى مختلف القطاعات.” وقال إن “خطة الوزارة ترتكز على استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تطوير قطاع الطيران المدني، ورفع كفاءة تشغيل المطارات، وتحسين الخدمات المقدمة” بحيث تتماشى مع أرقى المعايير العالمية.

 التعاون مع القطاع الخاص

أوضح الوزير أن استراتيجية التطوير تعتمد بشكل محوري على المشاركة الواعية مع القطاع الخاص. وأضاف: “نعمل على شراكات فعّالة للاستفادة من القدرات التكنولوجية والخبرات العالمية في تدريب الكوادر الفنية؛ وتحديث أنظمة التشغيل؛ وتحسين البنية التحتية للمطارات.” وأشارت تصريحات الحفني إلى توجيه مصر لدعم “تهيئة مناخ استثماري جذّاب يدعم التوسع في رأس المال الأجنبي، مع فرص واعدة في القطاع الجوي.”

دعم ألماني فاعل لمصر

بدوره، أكد السفير شولتس على أن مصر تُعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط. واعتبر قطاع النقل الجوي المصري “امتداده الطبيعي نحو تحقيق نقلة نوعية في التنمية الاقتصادية والبنية التحتية.”.

 وأفاد أن الشركات الألمانية الكبرى تُولي اهتمامًا متزايدًا بمصر، حيث تُعد فرص الاستثمار في مطاراتها “مجالاً رائداً بفضل التكنولوجيا المتطورة والخبرات العميقة في ألمانيا.”

 أولويات التعاون القادمة

تم خلال اللقاء تحديد عدة مسارات تعاون قريبة تشمل:

• تنمية البُنى التحتية للمطارات: إنشاء مرافق ذكية تعتمد على أنظمة تشغيل حديثة، مثل أنظمة الملاحة الذكية، والطاقة المتجددة، وأنظمة الأمان الأرضي.

• برامج تدريب فني وفق معايير أوروبية: تشكيل شراكات لدورات مشتركة وتبادل كوادر فنية بين المعسكرين الألماني والمصري.

• تقييم المشروعات المشتركة، مثل التوسعات المستقبلية في مطاري القاهرة والإسكندرية، مع إدخال تقنيات تشغيليّة ذكية.

• تنظيم زيارات ميدانية لمشروعات ألمانية نموذجية مثل مطار برلين وبرلين-براندنبورغ لتعزيز التكامل التطبيقي.

توصيات للحوكمة والتنسيق

أكّد الحفني وشولتس على تأسيس آليات واضحة لمتابعة مشروعات الشراكة، عبر لجنة مشتركة تضم ممثلين عن وزارة الطيران المدني المصري والقطاع الخاص الألماني. وأكد الوزير ضرورة تنظيم لقاءات تقنية متخصصة وورش عمل حول مواضيع مثل:

• الاعتماد على الطاقة الشمسية وتقنيات خفض البصمة الكربونية في المطارات.

• الحلول الأمنية الذكية للفحص السهل والآمن للمسافر.

• برامج صيانة الطائرات وفق المعايير الأوروبية.

المناخ الاستثماري المصري

أشاد السفير الألماني بالمناخ الاستثماري المصري الحديث، معتبراً أنه “يعزز من قدرة الشركات الألمانية على التوسع في السوق المحلي.” وأضاف: “لدينا ثقة متزايدة في جدوى المشروعات المشتركة، خاصة وأن هناك إرادة سياسية قوية لتعزيز هذه الشراكة.”

التزامات مستقبلية

في ختام اللقاء، اتفق الجانبان على:

• تشكيل فريق عمل فني مشترك يبدأ بإعداد دراسات تقنية لأولى خطوات التعاون.

• تنظيم زيارة تقويمية من الشركات الألمانية إلى المواقع المصرية المخطَّط لها.

• توقيع مذكرة تفاهم خلال الأسابيع المقبلة على آليات التعاون في التدريب وتطوير المطارات.

رؤية تنموية شاملة

مما لا شك فيه أن هذه الخطوة تأتى كجزء من استراتيجية مصر لتوسيع الشراكات الدولية، من خلال استخدام تقنيات حديثة في شتى القطاعات الحيوية. وأكد الحفني أن الشراكة مع القطاع الألماني تعكس نهج الدولة لتأسيس نموذج تطور مستدام في قطاع الطيران المدني، يتطلّب تمكين القطاع الخاص وتعزيز الثقة في آليات الدولة التعاقدية، ومدّ جسور التعاون بين صانعي القرار في البلدين.

بهذا اللقاء، ترسم مصر وألمانيا خطًا رشيقًا للتعاون في تطوير قطاع الطيران المدني، لا سيما في الاستثمار العالمي الذكي، وبناء القدرات الفنية، وتحديث البُنى التحتية، حيث ويُتوقع أن ترتقي هذه الشراكة بمستوى مطارات مصر إلى مصاف المطارات الإقليمية الكبرى المزوّدة بأحدث التكنولوجيات، وتلبية الاحتياجات المستقبلية للسفر والسياحة والنقل الجوي، لتضمن مساهمة مستدامة في تعظيم العائد الاقتصادي وضمان انسيابية حركة الركاب وتسويق فرص الاستثمار لسنوات قادمة.