رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

ثورة في الطيران المدني..المطارات العربية تتصدر مشهد النمو عالميًا

الإثنين 14/يوليو/2025 - 10:17 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


تشهد الدول العربية خلال السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في قطاع الطيران المدني، مع ازدياد الاهتمام بإنشاء مطارات جديدة وتوسيع المطارات القائمة، بهدف تعزيز الربط الإقليمي والدولي، وتنشيط الحركة السياحية، وتحفيز الاقتصاد من خلال تحسين البنية التحتية الجوية.

السعودية: مركز إقليمي للطيران بـ29 مطارًا وخطط توسع كبرى

تتصدر المملكة العربية السعودية المشهد العربي من حيث عدد المطارات وحجم الاستثمارات في القطاع، حيث تمتلك 29 مطارًا تجاريًا، منها 13 مطارًا دوليًا، إضافة إلى مطارات إقليمية ومحلية تخدم مختلف مناطق المملكة. وتشمل الخطط الطموحة إنشاء مطار الملك سلمان الدولي في الرياض، الذي من المتوقع أن يكون أحد أكبر المطارات في العالم بطاقة استيعابية تصل إلى 300 مليون مسافر سنويًا خلال العقد المقبل.

كما تتسارع الأعمال في مطار "نيوم الدولي"، الذي يُعد جزءًا من مدينة المستقبل "نيوم"، بطاقة متدرجة تصل إلى 100 مليون مسافر سنويًا. كذلك تشهد منطقة عسير إنشاء مطار أبها الجديد، والذي سترتفع قدرته الاستيعابية إلى 13 مليون مسافر، بعد أن كانت لا تتجاوز 1.5 مليون. وبدأ مطار البحر الأحمر الدولي تشغيله رسميًا، ويُتوقع أن يخدم مليون مسافر سنويًا خلال سنواته الأولى.

الإمارات: بنية جوية متكاملة نحو 400 مليون مسافر

تمتلك دولة الإمارات ستة مطارات دولية موزعة على إماراتها السبع، وتُعد من أكثر الدول استثمارًا في قطاع الطيران. تستعد دبي لبناء أكبر مطار في العالم بطاقة تصل إلى 260 مليون مسافر سنويًا، ليعزز مكانتها كمركز عالمي للطيران والسفر.

كما يشهد مطار الشارقة الدولي توسعات طموحة لرفع طاقته إلى 25 مليون مسافر سنويًا بحلول 2026، في حين تسعى الدولة مجتمعة لاستقبال أكثر من 40 مليون زائر سنويًا بحلول 2031 ضمن استراتيجيات تنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة.

الكويت: توسعة شاملة لمطارها الرئيسي

تسعى الكويت لتعزيز قدراتها الجوية من خلال مشروع توسعة مطار الكويت الدولي، وتحديدًا مبنى الركاب الجديد T2، الذي من المتوقع أن يرفع الطاقة الاستيعابية إلى 13 مليون مسافر سنويًا خلال العام المقبل، مع هدف طويل المدى ببلوغ 20 مليون مسافر.

البحرين: مطار حديث وتطلعات لبناء مطار إضافي

شهد مطار البحرين الدولي تحديثات كبيرة رفعت طاقته من 13 إلى 26 مليون مسافر سنويًا. وفي إطار استراتيجيتها المستقبلية، تدرس الحكومة إنشاء مطار جديد في موقع آخر من المملكة بحلول 2034 لتلبية الطلب المتزايد على السفر وتحقيق مستهدفات النمو السياحي.

سلطنة عُمان: بنية جوية تستعد لـ40 مليون مسافر

تضم سلطنة عمان مطارين دوليين، أبرزهم مطار مسقط الدولي الذي يمثل بوابة السلطنة الرئيسية. وتشمل الخطط الوطنية إنشاء مطار جديد في محافظة مسندم بطاقة 250 ألف مسافر سنويًا، مع مستهدف وطني بخدمة 40 مليون مسافر بحلول 2030.

لبنان والأردن والعراق: تركيز على التوسعة والتحديث

يسعى لبنان إلى تطوير مطار رفيق الحريري الدولي لرفع طاقته من 8 إلى 20 مليون مسافر عبر مشروع بناء مبنى جديد وتوسعة المرافق الحالية. 

وفي الأردن، يُعد مطار الملكة علياء الدولي المركز الرئيسي لحركة الطيران، وقد سجل 7.8 مليون مسافر في آخر إحصائية معلنة، مع خطط لمواكبة النمو السياحي.

أما العراق، فيشهد تنفيذ مشروعات ضخمة لبناء ثلاثة مطارات جديدة، من المنتظر دخولها الخدمة بحلول عام 2025، في إطار خطة وطنية لتحسين الربط الداخلي والدولي بعد سنوات من التحديات الأمنية واللوجستية.

مصر: توسع شامل لاستيعاب 72 مليون مسافر

تعمل مصر على تطوير شبكة مطاراتها لتواكب النمو في القطاع السياحي. وتهدف الدولة إلى زيادة عدد الركاب والمسافرين بمختلف الجنسيات بحلول نهاية عام 2025. وتخضع مطارات القاهرة، وسفنكس، وبرج العرب، ومرسى علم، والغردقة، وشرم الشيخ، وغيرها، لأعمال توسعة وتحديث لتلبية الطلب المتزايد وتحقيق المعايير الدولية في التشغيل والخدمة.

استثمارات ضخمة وحركة متنامية

تشير التقديرات إلى أن هناك ما يزيد عن 180 مليار دولار مخصصة لمشروعات المطارات الجارية في منطقة الخليج وحدها، ما يعكس حجم الرهان على البنية الجوية كرافعة اقتصادية واستراتيجية. وتُظهر التوقعات أن دول الشرق الأوسط وآسيا قد تمثل ما يقرب من 60% من حركة الركاب العالمية بحلول 2040، ما يعزز أهمية بناء منظومة نقل جوي قادرة على مواكبة هذا النمو.

نظرة مستقبلية

تُثبت هذه المعطيات أن المنطقة العربية تتحول تدريجيًا إلى محور استراتيجي للطيران العالمي، بفضل سياسات تنموية واستثمارية طموحة. فمع كل مشروع جديد، تقترب الدول العربية من تحقيق رؤيتها للتحول إلى مراكز رائدة في قطاع الطيران، قادرة على استيعاب النمو المتسارع وتقديم تجربة سفر عالية الجودة تتماشى مع المعايير الدولية.

هذه الخطوات تمثل حجر الزاوية في بناء اقتصاد متكامل، وتؤسس لمستقبل يعكس مكانة المنطقة كمحور حيوي في حركة النقل الجوي العالمية.


                                           
ads
ads
ads