صيف مزدحم بالمطارات المصرية.. واستعدادات شاملة لاستقبال الملايين من الزوار

مصر تستقبل طفرة في الحركة الجوية والسياحية مع انطلاق الصيف.. ووزارة الطيران تدفع لتحقيق مستهدف الـ30 مليون راكب سنويًا
تشهد المطارات المصرية، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حالة من النشاط الاستثنائي في الحركة الجوية والركابية والسياحية، بالتزامن مع بدء الفصل الصيفي وموسم الإجازات والعطلات، مما يُعزز مكانة مصر كوجهة رئيسية في حركة النقل الجوي والسياحة الدولية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتأتي هذه الطفرة المرتقبة في إطار استراتيجية متكاملة تنفذها وزارة الطيران المدني بقيادة الطيار الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والتي تهدف إلى دعم رؤية الدولة المصرية نحو تحقيق مستهدف استيعاب 30 مليون راكب سنويًا بحلول عام 2028، بما يتماشى مع خطة الدولة القومية لتطوير قطاع الطيران والسياحة وتعزيز قدرته التنافسية عالميًا.
رؤية استراتيجية وتيسيرات تشغيلية
في هذا السياق، تُكثف سلطة الطيران المدني المصري بقيادة الطيار عمرو الشرقاوي، رئيس السلطة، جهودها لتسهيل إجراءات تصاريح الهبوط بالمطارات المصرية، وذلك من خلال التنسيق الكامل مع الجهات الأمنية والرقابية والملاحية المختصة، لضمان الانسيابية الكاملة لحركة الطائرات، خاصة القادمة من وجهات أوروبية وعربية وآسيوية، وفقًا للمعايير الدولية المتعرف عليها.
ويُعد ذلك جزءًا من خطة الوزارة لدعم شركات الطيران العالمية وتشجيعها على زيادة رحلاتها إلى المطارات المصرية، عبر تقديم حوافز تشغيلية وتسهيلات أرضية وجوية تواكب المعايير الدولية، مما ينعكس بشكل مباشر على زيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات، وتحسين الخدمات المقدمة للركاب.
خدمات عالمية بالمطارات السياحية والإقليمية
وفي إطار هذه الجهود، تعمل المطارات المصرية الرئيسية والإقليمية والسياحية، مثل مطارات القاهرة الدولي، مطار الغردقة، شرم الشيخ، برج العرب، الأقصر، أسوان، سفنكس، على تنفيذ خطة تشغيلية موسعة لتقديم أفضل الخدمات اللوجستية والملاحية للوفود السياحية القادمة من مختلف دول العالم.
وتتضمن هذه الخطة رفع كفاءة منظومة الاستقبال والتوديع داخل صالات السفر والوصول، وزيادة أطقم العمل من موظفي الجوازات والجمارك والأمن، إضافة إلى تفعيل نظام الرد السريع لأي أعطال تشغيلية محتملة، وتوفير خدمة المساعدة لكبار السن وذوي الهمم، بما يعزز من تجربة السفر ويسهم في تحسين تصنيف المطارات المصرية على المؤشرات الدولية.
تنشيط السياحة عبر النقل الجوي
يلعب قطاع الطيران المدني دورًا حيويًا في دعم جهود الدولة لتنشيط السياحة، خاصة السياحة الشاطئية والثقافية، حيث تشهد المطارات السياحية في البحر الأحمر وجنوب سيناء تدفقًا متزايدًا في عدد الرحلات الجوية المنتظمة والعارضة (الشارتر) القادمة من أوروبا الشرقية وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا، في ظل الاتفاقيات الموقعة بين شركات الطيران المصرية ونظيراتها الأجنبية.
كما شهدت الفترة الأخيرة تسيير خطوط مباشرة جديدة بين عدد من المدن الأوروبية والعربية والمطارات السياحية المصرية، في إطار خطة الوزارة لفتح أسواق سياحية جديدة، ما يعزز فرص رفع نسب الإشغال الفندقي وزيادة معدلات الإنفاق السياحي.
مطارات مصر.. واجهة حضارية
ويؤكد مسؤولون بوزارة الطيران المدني أن المطارات المصرية باتت تمثل واجهة حضارية مشرفة تعكس التطور التقني والتشغيلي الذي يشهده القطاع، خاصة بعد عمليات التطوير الشامل التي طالت البنية التحتية والمرافق الخدمية بالمطارات، إلى جانب التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتسريع إجراءات إنهاء السفر والوصول.
كما يجري حاليًا الإعداد لإطلاق عدد من الخدمات الرقمية الذكية، من بينها تطبيقات إلكترونية لحجز مواقف السيارات، وخدمات المطار الذاتية، وأنظمة تتبع الأمتعة، فضلًا عن الشاشات التفاعلية التي تقدم إرشادات متعددة اللغات للمسافرين.
دعم الطيران الاقتصادي وزيادة الطاقة التشغيلية
وفي إطار دعم التنقل الجوي منخفض التكلفة، تعمل الوزارة بالتعاون مع سلطة الطيران المدني على توسيع شبكة الطيران الاقتصادي داخل وخارج مصر، من خلال منح حوافز للطيران منخفض التكاليف وتشجيع الشركات الأجنبية على زيادة تردداتها إلى المدن السياحية المصرية.
كما يجري العمل على زيادة الطاقة التشغيلية للمطارات من خلال تطوير مدارج الطائرات، وتوسعة صالات الركاب، وإنشاء أبراج مراقبة حديثة مزودة بأحدث أنظمة الملاحة، وهو ما يُعزز قدرة مصر على استيعاب النمو المتزايد في أعداد الركاب والطائرات.
إشادة دولية بالمنظومة التشغيلية
وقد حظيت المنظومة التشغيلية للمطارات المصرية مؤخرًا بإشادة عدد من المنظمات الدولية المتخصصة في النقل الجوي، وعلى رأسها منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، حيث نوهت بالتقدم الملحوظ في مستوى السلامة الجوية، وكفاءة إدارة الأزمات، وقدرة مصر على التعامل بمرونة مع التحديات العالمية مثل تقلبات سوق الطيران وأسعار الوقود.
نحو مستقبل واعد للطيران المصري
وتؤكد وزارة الطيران المدني أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة غير مسبوقة في قطاع النقل الجوي المصري، مدعومة بالإرادة السياسية، والدعم الحكومي المستمر، ومشاركة القطاع الخاص، بما يُمهد الطريق أمام مصر لتكون مركزًا إقليميًا لحركة الطيران والربط الجوي بين قارات العالم.
ويظل التحدي الأكبر في ضمان الاستدامة التشغيلية والخدمية بالتوازي مع استيعاب النمو المستقبلي، عبر تنفيذ خطط توسعية طموحة، وتطوير الكوادر البشرية، وتكثيف التدريب الفني والتقني للعاملين في قطاع الطيران، بما يليق بمكانة مصر وريادتها في مجال النقل الجوي.