مطار الغردقة أولى المحطات.. 11 مطارًا مصريًا أمام الشركات العالمية للاستثمار والإدارة

في خطوة استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز قطاع الطيران المدني في مصر، أعلنت وزارة الطيران المدني عن طرح 11 مطارًا مصريًا أمام الشركات العالمية المتخصصة في إدارة وتشغيل المطارات، حيث هذا القرار يأتي في إطار خطة شاملة لتطوير المطارات المصرية، ورفع كفاءتها التشغيلية والاقتصادية، ضمن رؤية الحكومة المصرية لإشراك القطاع الخاص في تطوير البنية التحتية الوطنية، وتوسيع قاعدة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

دور مؤسسة التمويل الدولية (IFC) في تطوير المطارات

أوضح الدكتور الطيار سامح وزير الطيران المدني، أن مؤسسة التمويل الدولية (IFC) تعمل حاليًا على إعداد دراسات تفصيلية لتطوير 11 مطارًا مصريًا تمهيدًا لطرحها أمام الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال.

كما تُعد هذه الخطوة جزءًا من توجه الحكومة المصرية لتطبيق أفضل الممارسات الدولية في إدارة وتشغيل المطارات، بما يتماشى مع المعايير العالمية في مجال الطيران.

مؤسسة التمويل الدولية، التي تعد أحد الأذرع التنفيذية للبنك الدولي، ستتولى دراسة جميع الجوانب الفنية والمالية لهذه المطارات، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالإدارة التشغيلية والأمن والسلامة، لضمان تحسين الأداء العام للمطارات وزيادة كفاءتها. 

كما أن التعاون مع IFC يعكس التزام الحكومة المصرية بتطوير قطاع الطيران بما يحقق أقصى استفادة ممكنة من الإمكانيات المحلية والدولية المتاحة.

آلية الطرح: فرص متعددة للاستثمار

كشف الوزير عن الآلية التي سيتم العمل بها في طرح هذه المطارات، موضحًا أنه ستكون هناك بدائل متعددة أمام الشركات الراغبة في الاستثمار، بما في ذلك نظام الإدارة والتشغيل الكامل، أو نظام الامتياز. 

وتأتي هذه الخيارات كجزء من خطة الدولة لتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص، وبالتالي تقليل الأعباء الاستثمارية على الدولة، في الوقت الذي تضمن فيه تحسين الأداء وزيادة الأرباح.

هذه الشراكة تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية للمطارات المصرية من خلال تطبيق نظم حديثة في الإدارة والأنظمة التكنولوجية.

 ووفقًا للوزير، ستتيح هذه الخطوة الفرصة لتحسين خدمات الركاب بشكل كبير، مما سيسهم في تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وزيادة الإيرادات من القطاع السياحي والتجاري.

مطار الغردقة الدولي: المرحلة الأولى ضمن خطة الطرح

أوضح الوزير أن مطار الغردقة الدولي سيكون أول مطار يتم طرحه أمام الشركات العالمية، باعتباره أحد أكبر وأهم المطارات السياحية في مصر. يعد مطار الغردقة من المطارات الحيوية التي تستقبل أعدادًا كبيرة من السياح سنويًا، ويشكل نقطة محورية في ربط مصر بأسواق السياحة العالمية.

ويُعتبر الطرح المبكر لمطار الغردقة خطوة هامة نحو جذب استثمارات عالمية في هذا القطاع الحيوي، بما يعزز من قدرة مصر على المنافسة في سوق النقل الجوي الإقليمي والدولي. 

ومن المتوقع أن يسهم هذا الطرح في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار، إضافة إلى تقليل الضغوط المالية على الدولة.

فتح باب التقدم للطرح المبدئي (RFQ): دعوة للشركات العالمية المتخصصة

في خطوة هامة نحو فتح المجال أمام الشركات العالمية للاستثمار في المطارات المصرية، أعلن الوزير عن فتح باب التقدم للطرح المبدئي (Request for Qualification – RFQ) أمام الشركات العالمية المتخصصة في إدارة وتشغيل المطارات. 

كما سيتم التقييم بشكل كامل وبشفافية، مع التعاون الوثيق مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) لضمان أن جميع الإجراءات تتم وفق أعلى المعايير العالمية.

تتضمن العملية عدة مراحل، أولها مرحلة تقديم العروض المبدئية، يليها تقييم فني ومالي شامل لجميع العروض المقدمة، بما يضمن اختيار أفضل الشركات التي تتمتع بالكفاءة والخبرة العالية في هذا المجال. 

وبعد ذلك، سيتم توقيع العقود الرسمية مع الشركات المختارة بعد استيفاء جميع المعايير الفنية والإدارية. يُتوقع أن يمتد الجدول الزمني الكامل لإجراءات الطرح من 12 إلى 14 شهرًا.

الشراكة الجديدة: نموذج متطور لإدارة وتشغيل المطارات

أكد الوزير أن الوزارة تدرس حاليًا أفضل الآليات التنظيمية والإدارية لتطبيق نماذج الشراكة الجديدة بين الحكومة والقطاع الخاص. 

وتشمل هذه النماذج إنشاء هياكل متعددة تتضمن "ذراعًا ماليًا" و"ذراعًا تشغيليًا" و"ذراعًا لإدارة العمليات"، وذلك لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الشراكات.

من خلال هذا النموذج، سيتم ضمان الشفافية في التقييم والمنافسة بين الشركات العالمية والمحلية، حيث أن هذه الخطوة ستمكن كل مطار من الاستفادة من خبرات الشركات العالمية، بالإضافة إلى تمكين إدارة المطارات المصرية من اكتساب المهارات والمعرفة التي تمكنها من تحسين أدائها بشكل مستمر.

قطاع المطارات المصرية يحقق أرباحًا غير مسبوقة

أشار الوزير إلى أن قطاع المطارات المصري حقق أرباحًا غير مسبوقة وفقًا لنتائج أعمال العام المالي 2024/2025. 

هذه الأرباح جاءت نتيجة لتطوير البنية التحتية للمطارات المصرية في السنوات الماضية، وزيادة الكفاءة التشغيلية التي أدت إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة في المطارات.

كما تعتبر هذه الأرباح مؤشرًا إيجابيًا على قدرة قطاع الطيران المدني في مصر على التوسع والنمو، مما يعكس النجاح الكبير الذي تحقق من خلال استراتيجيات التطوير المستمرة. 

ومن المتوقع أن تساهم الشراكات الجديدة مع الشركات العالمية في تعزيز هذه الأرباح، وتحقيق المزيد من التقدم في هذا القطاع الحيوي.

التنافس الإقليمي وتحديات سوق النقل الجوي

أوضح  سامح الحفني، أن وزارة الطيران المدني قد بدأت تنفيذ مبادرة استباقية لجذب المستثمرين في ظل المنافسة الإقليمية الشديدة في سوق النقل الجوي. 

ومع ازدياد العروض التي تقدمها دول المنطقة في مجال تطوير المطارات، بات من الضروري أن تقوم مصر بتحسين بنيتها التحتية وتقديم خدمات متميزة للمسافرين لزيادة قدرتها على المنافسة في هذا السوق.

 نقلة نوعية في قطاع الطيران المصري

يعد طرح 11 مطارًا مصريًا أمام الشركات العالمية خطوة محورية في مسيرة تطوير قطاع الطيران في مصر، فمن خلال الشراكة مع القطاع الخاص، وتسريع عملية تحسين الخدمات والبنية التحتية، تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للنقل الجوي، مما سيعود بالنفع الكبير على الاقتصاد الوطني ويعزز من قدرة مصر على جذب الاستثمارات الأجنبية.