الكاتب الصحفي محمود عبدالحليم يكتب.. وماذا بعد؟ مرور الإسكندرية خارج الخدمة
الأربعاء 30/يوليو/2025 - 09:26 م

رسالة للواء رشاد فاروق مدير أمن الإسكندرية
الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، تستعد لاستقبال موسم الصيف، كعادتها، بضيوفها ومصطافيها، متطلعةً لتقديم أجمل ما لديها من شواطئ وشوارع، لكن للأسف، ما يعكر صفو هذا المشهد الجميل هو حالة الفوضى المرورية التي باتت سمة مميزة لشوارعها.
التكاتك: وباء يشوه الوجه الحضاري للمدينة
المشكلة الأبرز تتمثل في الانتشار العشوائي للتكاتك، التي أصبحت تغزو كل ركن في الإسكندرية، بما في ذلك كورنيشها الساحر، هذه المركبات، التي كان من المفترض أن تكون حلًا لمشكلة المواصلات في بعض المناطق، تحولت إلى بؤرة للفوضى والبلطجة، وغالبًا ما تسير عكس الاتجاه، مما يعرقل حركة السير ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث، على الرغم من أن القانون المصري يحظر سير التكاتك في المدن وعواصم المحافظات، إلا أننا نراها تنتشر بشكل غير مسبوق، مشوهةً المنظر الحضاري لهذه المدينة العريقة، هذا الوضع لا يمكن السكوت عنه، ويتطلب تدخلاً حاسمًا وفوريًا.
غياب رجال المرور.. شوارع بلا ضابط أو رابط
للأسف، يبدو أن مرور الإسكندرية خارج الخدمة، فغياب رجال المرور عن أغلب الشوارع بات ملحوظًا. وللأسف الشديد، إن وُجدوا في بعض الأحيان، فهم يكونون غير فاعلين بما يكفي لفرض الانضباط أو التعامل بحزم مع المخالفات المرورية، هذا الفراغ ساهم بشكل كبير في انتشار المخالفات المرورية التي تتسبب في إغلاق الشوارع وتعطيل الحركة، مما يؤثر سلبًا على تجربة المواطنين والزوار على حد سواء.
الإسكندرية تستحق أفضل من ذلك؛ تحتاج إلى ضباط وأفراد أكفاء، وقيادات شابة ومبتكرة قادرة على إحداث نقلة نوعية في ضبط الشارع السكندري.
نداء إلى مدير الأمن الجديد: حان وقت استعادة الانضباط
السيد مساعد وزير الداخلية اللواء رشاد فاروق، مدير أمن الإسكندرية الجديد، مسؤولية كبيرة تقع على عاتقكم، إن مرور الإسكندرية يحتاج إلى ضبط عاجل وفعال، يجب وضع استراتيجية جديدة وشاملة لفرض النظام والانضباط في شوارع المدينة، من الضروري محاسبة المقصرين وتطبيق القانون على الجميع، دون استثناء، حتى تستعيد الإسكندرية مكانتها كمدينة سياحية وحضارية تستحق الاحترام والتقدير.
وماذا بعد؟ هل سنشهد تحركًا حقيقيًا لإعادة الانضباط لشوارع الإسكندرية، أم أن الفوضى ستستمر في تشويه وجه "عروس البحر الأبيض المتوسط"؟