بالتعاون بين الطيران المدني والسياحة: مصر تنافس بقوة في سوق السياحة العالمي

تخطو مصر بثقة نحو تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم، مدفوعة برؤية وطنية شاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات، وتنشيط حركة السياحة الدولية. وفي قلب هذه الرؤية، يأتي التنسيق الكامل والمستمر بين وزارتي الطيران المدني والسياحة والآثار، الذي أصبح نموذجًا للعمل الحكومي المشترك من أجل تحقيق أهداف التنمية السياحية المستدامة.
تشهد الفترة الحالية تكاملًا نوعيًا بين جهود وزارة الطيران المدني ووزارة السياحة والآثار لتسهيل وصول السائحين إلى مختلف الوجهات المصرية، خاصة المناطق الأثرية والساحلية، عبر تطوير المطارات، وزيادة الرحلات الدولية، وتحسين تجربة الزائر من لحظة وصوله إلى أرض مصر.
ويشمل هذا التعاون محاور متعددة، أبرزها:
تحديث وتوسيع المطارات المصرية لاستيعاب الزيادة المطردة في حركة الركاب.
تيسير إجراءات السفر والوصول وتطبيق معايير عالمية في الأمن والسلامة.
ترويج مشترك للمقاصد السياحية في المحافل الدولية والمعارض المتخصصة.
تحقيق التكامل بين الوجهات الأثرية والطبيعية من خلال خطط النقل والربط الجوي.
تُعد المطارات إحدى الركائز الأساسية في دعم قطاع السياحة، ومن هنا تعمل وزارة الطيران المدني على تطوير البنية التحتية لمطارات المدن السياحية مثل الغردقة، شرم الشيخ، مرسى علم، والأقصر، وتزويدها بأحدث أنظمة المراقبة والتفتيش والخدمة.
كما جرى مؤخرًا تعزيز شبكة الربط الجوي بين المدن المصرية السياحية، من خلال:
فتح خطوط طيران مباشرة من العواصم الأوروبية والآسيوية إلى المقاصد السياحية المصرية.
إطلاق رحلات داخلية منتظمة تربط القاهرة بالمناطق السياحية والأثرية لتسهيل تنقل السائحين.
زيادة الطاقة الاستيعابية لصالات السفر والوصول لتواكب ارتفاع أعداد الزوار، خاصة في المواسم .
لم تعد تجربة السائح مقتصرة على زيارة موقع أثري أو الإقامة في فندق، بل أصبحت رحلة متكاملة تبدأ من وصوله إلى المطار وحتى مغادرته. وهنا يأتي دور التنسيق بين الوزارتين لتوفير خدمات ذات جودة عالية، تتضمن:
الاستقبال السياحي داخل المطار من خلال فرق مخصصة للترحيب وتوجيه السائحين.
توفير مواد ترويجية وإرشادية متعددة اللغات لتعريف الزوار بالوجهات السياحية المتاحة.
تنظيم رحلات مباشرة إلى المواقع الأثرية من خلال حافلات أو وسائل نقل خاصة.
الربط بين برامج الطيران وحجوزات الفنادق والجولات السياحية بما يعزز تجربة الزائر ويضمن سلاسة الرحلة.
يحظى قطاعا السياحة والطيران بدعم كبير من القيادة السياسية في مصر، حيث تُعد السياحة أحد أبرز أعمدة الاقتصاد القومي، ومصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية وتوفير فرص العمل.
وفي هذا الإطار، تم إطلاق العديد من المبادرات الوطنية لتعزيز تنافسية مصر كوجهة عالمية، مثل:
المخطط الاستراتيجي لتطوير منطقة الأهرامات الكبرى ومحيط المتحف المصري الكبير بالتعاون مع خبرات دولية.
إعادة إحياء مسار العائلة المقدسة وتطويره كمزار ديني وثقافي عالمي.
دمج السياحة الثقافية بالشاطئية والطبيعية لتوسيع قاعدة السائحين وتنوع التجارب.
تسير الوزارتان بخطى متسارعة في تنفيذ استراتيجية الترويج السياحي لمصر في الأسواق المستهدفة. ويأتي ذلك من خلال:
إطلاق حملات رقمية وإعلانية بالتعاون مع كبرى شركات التسويق الدولية.
المشاركة في المعارض السياحية العالمية مثل ITB برلين وWTM لندن.
التنسيق مع شركات الطيران لربط التذاكر ببرامج سياحية داخلية.
تنظيم زيارات لوفود إعلامية ومنصات مؤثرة لاستكشاف المقاصد المصرية ونقل تجربتها للعالم.
السياحة والطيران.. شراكة من أجل التنمية المستدامة
لم يعد الحديث عن السياحة في مصر ممكنًا بمعزل عن الطيران المدني. فالتكامل بين القطاعين أساسي لتحقيق أهداف التنمية، خاصة مع سعي مصر إلى:
الوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول 2030.
تحقيق إيرادات سياحية قياسية تتجاوز 30 مليار دولار سنويًا.
تنويع الأسواق السياحية المستهدفة لجذب شرائح جديدة من الزائرين.
تشجيع السياحة المستدامة والترويج للمحميات الطبيعية والسياحة البيئية.
وتتعاون الوزارتان كذلك في إعداد برامج تدريب وتأهيل للعاملين في كلا القطاعين، لضمان تقديم خدمات احترافية تليق بصورة مصر الدولية وتحقق رضا السائح.
مصر في قلب المنافسة السياحية العالمية
النتائج على الأرض تؤكد نجاح جهود مصر في استعادة مكانتها كوجهة سياحية متميزة. فقد شهد عام 2024 نموًا ملحوظًا في أعداد السائحين، مع تصدر مصر قوائم الوجهات الأكثر جذبًا للسياح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويُتوقع أن يشهد عام 2025 مزيدًا من النمو، خاصة مع افتتاح مشروعات ضخمة مثل:
المتحف المصري الكبير.
مدينة العلمين السياحية.
مشروعات التطوير في الأقصر وأسوان وسانت كاترين والغردقة وبرج العرب والقاهرة.
مصر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل سياحي مزدهر
من خلال التنسيق الكامل بين وزارتي السياحة والآثار والطيران المدني، وضعت مصر نفسها بقوة على خريطة السياحة العالمية. ومع استمرار التطوير في البنية التحتية، وتكثيف الحملات الترويجية، وتحسين تجربة السائح، فإن مصر تقترب من تحقيق أهدافها الاستراتيجية في أن تصبح من أفضل 10 وجهات سياحية عالمية خلال السنوات القادمة.