رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

مدرب حراس المرمى ضعيف الشخصية.. كيف يؤثر على أداء الفريق؟

الأحد 24/أغسطس/2025 - 04:40 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في عالم كرة القدم الحديثة، لم تعد المهارات الفنية وحدها كافية لبناء فريق قوي ومتماسك. بل بات الجانب النفسي والإداري على درجة كبيرة من الأهمية، خاصةً في المراكز الحساسة مثل مركز حراسة المرمى، الذي يتطلب عملاً متخصصًا دقيقًا من خلال مدرب حراس مرمى قوي الشخصية.

لكن، ماذا يحدث عندما يكون مدرب الحراس ضعيف الشخصية؟ وكيف ينعكس ذلك على مستوى الحراس وأداء الفريق بأكمله؟ في هذا التقرير نستعرض الأبعاد الفنية والنفسية لهذه الإشكالية، ونحلل أبرز آثارها في الملاعب العربية والمحلية.

1. أهمية شخصية مدرب الحراس في منظومة الفريق

يُعد مركز حراسة المرمى من أكثر المراكز عرضةً للضغوط، نظراً لطبيعته الحاسمة في نتائج المباريات. لذلك، فإن مدرب الحراس لا بد أن يتمتع بشخصية قيادية، تفرض احترامها على اللاعبين وتكسب ثقتهم.

في المقابل، ضعف شخصية المدرب يُفقده السيطرة على الحراس، ويجعل التواصل معهم ضعيفًا، بل وقد يُفقدهم الحافز، خاصة في فرق الدرجة الأولى أو تلك التي تضم أكثر من حارس موهوب ينافس على المركز الأساسي.

2. ضعف الشخصية يخلق حالة من الفوضى داخل الفريق

من أبرز علامات مدرب حراس المرمى ضعيف الشخصية:

  • غياب الحزم في التعامل مع الحراس.

  • عدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة مثل تحديد الحارس الأساسي.

  • عدم التفاعل مع الجهاز الفني الرئيسي بثقة.

  • الاستسلام لضغوط اللاعبين الكبار أو تدخلات الإدارة.

تؤدي هذه الصفات إلى فوضى فنية ونفسية داخل منظومة الدفاع، حيث يفتقد الحراس التوجيه الحقيقي، ويبدأون بالاعتماد على اجتهاداتهم الشخصية، مما ينعكس سلبًا على الأداء الجماعي.

3. الحراس يتأثرون نفسيًا.. وانخفاض في المستوى

عندما يفتقر مدرب الحراس إلى الشخصية القيادية والفنية، يفقد حراس المرمى الثقة في توجيهاته. وتبدأ المشكلات التالية في الظهور:

  • ارتباك في مواقف المباريات الحاسمة.

  • ضعف في الاستعداد الذهني قبل اللقاءات.

  • انخفاض الروح المعنوية لدى الحارس البديل.

  • غياب التطور الفني بسبب نقص الانضباط التدريبي.

وفي هذا السياق، تشير تقارير فنية إلى أن الفرق التي تعاني من ضعف في الكادر التدريبي، خصوصًا في جانب حراسة المرمى، تكون الأكثر استقبالاً للأهداف السهلة والأخطاء الفردية.

4. غياب التقييم والمحاسبة

من مظاهر ضعف الشخصية أيضًا، أن مدرب الحراس لا يُجيد تقييم لاعبيه بموضوعية، ويميل للمجاملات أو لتفادي المواجهات. هذا يجعل الحراس يشعرون بأن أداءهم لن يُحاسب عليه بجدية، فيفقدون الرغبة في التطور.

كما أن غياب المحاسبة يجعل المنافسة بين الحراس بلا معنى، ويزرع الإحباط في قلوب الحراس الاحتياطيين، لغياب العدالة في الاختيار.

5. الفرق الناجحة تعتمد على مدربين أقوياء الشخصية

تاريخيًا، كانت الفرق التي تمتلك مدرب حراس صاحب شخصية قوية هي الأكثر استقرارًا على مستوى حراسة المرمى. 

فوجود مدرب حازم، يعرف متى يُثني، ومتى يُعاقب، ومتى يُحفز، هو عامل نجاح أساسي في تطوير مستوى الحراس، واستخراج أفضل ما لديهم من طاقات.

الفرق الكبرى تعتمد على مدربين لا يتهاونون مع الأخطاء، ولا يتأثرون بضغوط الإعلام أو الإدارة أو حتى اللاعبين الكبار.

6. كيف يُعالج ضعف شخصية مدرب الحراس؟

إذا كانت الشخصية القيادية لا تُولد مع الإنسان فقط، فإنها بلا شك قابلة للتطور والتقوية. ويمكن لأي مدرب حراس أن يُعيد بناء شخصيته التدريبية من خلال:

  • حضور دورات في القيادة الرياضية والتواصل.

  • زيادة التفاعل المهني مع الجهاز الفني.

  • بناء علاقة احترافية قائمة على الاحترام مع الحراس.

  • اتباع نظام صارم في التقييم والمحاسبة.

7. الكلمة الأخيرة للإدارة الفنية

في نهاية المطاف، تقع مسؤولية اختيار مدرب الحراس المناسب على الإدارة الفنية للنادي، حيث يجب أن يكون الاختيار قائمًا على الكفاءة الفنية والشخصية القيادية معًا، لا بناءً على علاقات أو مجاملات.

حارس المرمى هو صمام أمان الفريق، ولا يمكن بناء حارس قوي دون مدرب أقوى. ولهذا، فإن ضعف شخصية مدرب الحراس قد يكون ثغرة خطيرة في منظومة الفريق، يجب التعامل معها بوعي واحترافية.


                                           
ads
ads
ads