رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

توصيات إعلامية مهمة بختام منتدى الإبداع للشباب العربي

الإثنين 25/أغسطس/2025 - 02:03 م
الحياة اليوم
كتبت: مـي النجــــــــار
طباعة
فضيلة المعيني: «المنصات الرقمية» جعلت القضايا المجتمعية حاضرة بمبادرات شبابية افتراضية وواقعية

اختتمت قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي أعمال نسختها الثانية الجمعة الماضية، والتي عقدت بمدينة العلمين الجديدة في مصر، بتبني عدد من التوصيات، منها التأكيد على أهمية إطلاق منصة إلكترونية للتوثيق العربي في المجال الإعلامي، عبر تبادل الخبرات والتجارب الناجحة، وتشجيع الإبداع الفني والثقافي كجزء أصيل من رسالة الإعلام المؤثر، والتحضير للنسخة الثالثة من القمة بمشاريع جديدة لتعزيز الحضور العربي عالميًا، مع تفعيل بروتوكولات واتفاقيات الشراكة بين المؤسسات الإعلامية العربية.

وأكد المشاركون، أن القمة تمثل منصة شبابية رائدة لتبادل الأفكار وصناعة مبادرات عملية، تسهم في بناء إعلام عربي أكثر تأثيرًا وابتكارًا في مواجهة التحديات الراهنة.

 وقالت فضيلة المعيني رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، عقب مشاركتها في فعاليات قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي في «حوار خاص»،
إن التطور في وسائل الاتصال الجماهيري جعل الشباب أكثر وعياً بالقضايا المطروحة، وأكثر قدرة على التعبير عن أنفسهم، لكنه في الوقت نفسه أوجد تحديات جديدة أثرت على طبيعة اتصالهم بالمجتمع نتيجة تسارع الثورة التقنية، ووسائل الاتصال الجماهيري، واستخدامها في إثارة اهتمام المتلقين من الجمهور بصفة عامة والشباب بصفة خاصة.

 وأوضحت أن الشباب أصبح أكثر اتصالاً بالقضايا المجتمعية عبر المنصات الرقمية، إذ يشاركون في الحملات التوعوية، ويناقشون القضايا السياسية والاجتماعية، ويطلقون مبادرات شبابية افتراضية تحولت أحياناً إلى أنشطة على أرض الواقع، لكن بالمقابل، هناك شريحة من الشباب أصبحت أقل اتصالًا بالمجتمع الواقعي، لأن تفاعلهم يقتصر على "اللايك" أو "المشاركة"، دون ترجمة ذلك إلى مساهمة فعلية، وهذا يظهر أيضاً في تأثير الألعاب الإلكترونية؛ فالكثير من الشباب يقضون ساعات طويلة في عوالم افتراضية ترفيهية، وهذا يحد من وقتهم وقدرتهم على التفاعل مع قضايا مجتمعهم، وبالتالي تصبح الألعاب أحياناً وسيلة للهروب من مواجهة المشكلات بدل الانخراط في إيجاد حلول.

وأضافت أن الشباب يتعرض، يومياً لفيض من الأخبار والمعلومات، لكن دون وجود ضمانات في التأكد من مصداقيتها، وهو ما يجعل «البعض منهم» يتبنى مواقف سطحية أو متسرعة تجاه قضايا حساسة.

وقالت المعيني، إن هنالك فرصة اليوم للشباب للاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة، ولكن بطرق واعية وناضجة تتبلور من خلال التأكد من مصادر المعلومات قبل تبني أي موقف، والقيام بتحويل نشاطهم الرقمي إلى فعل ميداني يخدم مجتمعهم، ونصحت الشباب بأن يوازنوا بين وقتهم على المنصات والألعاب الإلكترونية وبين دورهم الحقيقي في بناء مجتمع أكثر وعياً وتماسكاً، مضيفة أن المجتمع بحاجة إلى جيل لا يكتفي بالتفاعل الافتراضي، بل يسعى لإحداث فرق ملموس على أرض الواقع.

 ورأت فضيلة المعيني، أن دور الإعلام في التنمية الاقتصادية، ومشاركة الشباب من حيث التعريف بالمنجزات والتحديات الاقتصادية والفرص الاستثمارية، هما دوران مهمان، موضحة أن طريقة تناول المواضيع الاقتصادية التي تساعد على التنمية الاقتصادية المستدامة خاصة في الإمارات على سبيل المثال، والوطن العربي بشكل عام، تظهر أن تطور الإعلام الاقتصادي في دولة الإمارات يأتي بشكل متوازي مع التطورات الاقتصادية التي شهدتها الدولة، إذ لم يعد يقتصر على نقل الأخبار الاقتصادية فقط، بل تحول إلى منصة تثقيفية وتحليلية تعزز وعي المجتمع وتدعمه لفهم التغيرات الاقتصادية وصياغة رؤية واضحة حول المستقبل.

 وحول تأثير التحولات العالمية فإن الإعلام الاقتصادي يربط اليوم الأخبار بالاستراتيجيات والخطط الوطنية، ويشرح تأثير تلك التحولات كالتقنيات الرقمية والطاقة المتجددة على الاقتصاد المحلي وفرص العمل والاستثمار، وهو ما يجعله أداة فاعلة في دفع مسار التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للأعمال، كما يعمل الإعلام الاقتصادي على توجيه اهتماماً أكبر للشباب من خلال تقارير وبرامج مبسطة تشرح مفاهيم مثل ريادة الأعمال والتقنيات المالية، مما يساعد في بناء ثقافة اقتصادية لدى الشباب، وتهيئته ليكون أكثر وعياً بدوره في الاقتصاد الجديد هي الفيصل والمحك.

ورأت أنه على صعيد الوطن العربي، هناك جهود حثيثة من مختلف الدول لتطوير الإعلام الاقتصادي عبر «منصات رقمية جديدة» وبرامج اقتصادية تحليلية، مع وجود تفاوت في طريقة العرض والفئة المستهدفة على مستوى كل دولة. 

وأضافت أن بعض الدول العربية استطاعت أن تجعل الإعلام الاقتصادي أداة تخدم التنمية المستدامة وتواكب المتغيرات العالمية، بينما ما زالت دول أخرى تعتمد على الطرح التقليدي القائم على نشر الأرقام الرسمية والخطاب الدعائي دون تقديم تحليلات معمقة تساعد الجمهور على فهم الواقع الاقتصادي واتخاذ قرارات واعية.

وأكدت المعيني، على أننا نعول اليوم على الشباب العربي في الاستفادة من الإعلام الاقتصادي ليس كمصدر للأخبار فقط، بل كأداة للتعلم والتثقيف تساعدهم على فهم طبيعة الاقتصاد واتجاهاته، وأن يتعاملوا معه بوعي نقدي يفتح أمامهم مجالات جديدة في التعليم والعمل وريادة الأعمال، فإذا استثمر الشباب هذا التحول بشكل سليم، سيكونون أكثر قدرة على المشاركة في بناء اقتصاد عربي مستدام.

وأعلنت قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي في ختام أعمال نسختها الثانية أمس الأول، والتي عقدت بمدينة العلمين الجديدة في مصر، عن تبني المبادرة التي تقدمت بها جمعية الصحفيين الإماراتية، خلال القمة، تحت شعار «التبليك بدون تعليق»، والتي تهدف إلى وقف التشاحن والإساءات الإلكترونية وعدم الانجرار وراء حملات التنمر واللجان الإلكترونية.

وتقوم المبادرة، التي أطلقها عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، على تشجيع المستخدمين على مواجهة أي إساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالـ «بلوك» فقط، من دون الدخول في سجالات أو تغذية المحتوى السلبي، وذلك بعد نجاحها محلياً قبل أن يتم تعميمها عربياً.

واستعرضت فضيلة المعيني رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، المبادرة أمام الحضور، حيث لاقت ترحيباً واسعاً من القمة.

 وكرم الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، خلال الحفل الختامي للقمة، عددا من المشاركين والداعمين، حيث تم تكريم جمعية الصحفيين الإماراتية كونها الشريك الإستراتيجي للقمة، وتسلم التكريم فضيلة المعيني رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، التي عبرت عن سعادتها وفخرها بنجاح النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي.

من جانبه توجه الدكتور إسماعيل عبد الغفار، بالشكر إلى كافة المشاركين في القمة، مؤكداً أهمية التعلم من الخبرات الإعلامية الكبيرة التي شاركت في الحدث، مشيرا إلى أن الفعاليات كانت فرصة للشباب للتفاعل مع كبار الإعلاميين وبمثابة مصدر إلهام لهم.
                                           
ads
ads
ads