رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

إيرباص تكشف عن خلل جديد في برنامج A320… وتأخيرات تمتد حتى 2026

الأربعاء 03/ديسمبر/2025 - 03:20 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في تطور جديد يعكس التحديات المتزايدة التي تواجه سلاسل تصنيع الطائرات العالمية، أعلنت شركة إيرباص عن اكتشاف مشكلة جودة تصنيع جديدة تؤثر على جزء من طائرات عائلة A320 الأكثر مبيعًا في العالم. 

ورغم أن عدد الطائرات المتضررة لا يتجاوز عشرات الوحدات، فإن الخلل كان كافيًا لإحداث تأخير مؤكد في عمليات التسليم، مع احتمالية امتداد هذه التأخيرات إلى عام 2026.

ويأتي هذا التطور في وقت تتعرض فيه الشركة الأوروبية لضغوط ضخمة لرفع معدلات الإنتاج إلى مستويات غير مسبوقة، وسط طلب عالمي استثنائي من شركات الطيران التي تعتمد على طائرات A320neo لتعزيز مرونتها التشغيلية وخفض تكاليف الوقود.

بحسب مصادر داخل إيرباص، تم اكتشاف عيوب وتصنّعات دقيقة في عدد من الألواح المعدنية الخارجية التي تُستخدم لتغطية مناطق مختلفة من هيكل الطائرة، حيث تمثلت المشكلة في تشوّه أو عدم تطابق دقيق في سماكة بعض الألواح، ما جعلها خارج معايير الجودة الصارمة المعتمدة في خطوط تصنيع الشركة.

وتُعد هذه الألواح جزءًا أساسيًا من:

  • الحماية الهيكلية للطائرة،

  • تعزيز الديناميكا الهوائية،

  • المحافظة على كفاءة استهلاك الوقود،

  • ضمان العمر الافتراضي للأجزاء الخارجية.

ورغم أن الخلل لا يمثل خطرًا على سلامة الطائرات الموجودة بالخدمة، كونه اكتُشف على طائرات قيد التصنيع فقط، إلا أن معالجته استلزم فحصًا شاملًا لتعقّب الأجزاء المتأثرة وإعادة تصنيعها.

أكّدت الشركة أن الخلل تم تحديده واحتواؤه بالكامل بعد فحص مئات الأجزاء عبر سلسلة الموردين. وقالت إن كل الألواح المنتجة حديثًا مطابقة الآن لمعايير الجودة، وإن المشكلة لن تمتد إلى طائرات جديدة تُبنَى في شهور الإنتاج القادمة.

لكن التحدي الأكبر يكمن في إعادة جدولة عملية التصنيع، إذ سيختلف تأثير هذا الخلل تبعًا للمكان الذي يوجد فيه اللوح المتضرر داخل هيكل الطائرة. فبعض الأجزاء يمكن تغييرها بسهولة، بينما يستغرق استبدال بعضها الآخر وقتًا طويلًا لارتباطه بمراحل تصنيع متقدمة.

وتشير تقديرات أولية داخل الشركة إلى أن بعض العملاء سيتلقون طائراتهم بتأخير يصل إلى أواخر 2025 أو حتى 2026، وهو ما يعكس حجم الضغط الواقع على خطوط الإنتاج وسلاسل الإمداد.

يأتي هذا الخلل في وقت تواجه فيه شركات الطيران حول العالم أزمة نقص في الطائرات الجديدة، نتيجة ارتفاع الطلب، وتأخير عمليات التسليم لدى كبرى الشركات المصنعة، إضافة إلى خروج طائرات قديمة من الخدمة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل.

وبالنسبة لبرنامج A320 تحديدًا، فإن أي تأخير—even لو كان طفيفًا—يترجم مباشرة إلى:

  • نقص في السعة التشغيلية للشركات،

  • تأجيل خطط التوسع وفتح الوجهات الجديدة،

  • ارتفاع تكلفة استئجار الطائرات قصيرة المدى،

  • تأخير استبدال الطائرات القديمة الأقل كفاءة.

ويعتمد العديد من المشغلين على عائلة A320neo لمواجهة طفرة الطلب في السفر الجوي، خصوصًا في الأسواق الأوروبية، الآسيوية، والشرق أوسطية.

إيرباص أعلنت سابقًا خطتها الطموحة لرفع إنتاج طائرات A320 إلى 75 طائرة شهريًا خلال السنوات المقبلة—أعلى معدل إنتاج لطائرة تجارية في العالم.

غير أن تنفيذ هذا الهدف يواجه عقبات مستمرة، أبرزها:

  • نقص العمالة المتخصصة،

  • محدودية قدرات الموردين العالميين،

  • تشديد معايير الجودة الداخلية،

  • التعافي غير المتوازن لسلاسل الإمداد بعد جائحة كورونا،

  • ارتفاع الطلب الهائل من شركات الطيران.

ويقول خبراء الصناعة إن هذه الضغوط مجتمعة قد تكون أحد أسباب تكرار مشكلات الجودة، ليس لدى إيرباص فقط بل لدى الشركات المصنعة عالميًا، خاصة في ظل سباق محموم لتلبية طلبات بمئات المليارات من الدولارات.

تؤكد إيرباص أن المشكلة لا تمس الطائرات العاملة حاليًا ولا تشكل أي خطر على السلامة.
فقد جرى اكتشاف الخلل في مرحلة التصنيع، قبل تركيب الأجزاء على الطائرات الجاهزة للطيران أو تلك التي دخلت الخدمة بالفعل.

وبالتالي، لا يتوقع أن تصدر الشركة أي نشرات فنية تخص الطائرات الموجودة في الخدمة، ولا توجد حاجة لأي عمليات فحص إضافية من قبل شركات الطيران.

ومع ذلك، يبقى التأثير الأكبر تشغيليًا وتجاريًا وليس تقنيًا.

برنامج A320 يُعد أنجح عائلة طائرات ضيقة البدن في العالم، مع أكثر من 10,000 طلب خلال العقود الماضية، ولا تزال الطلبات الجديدة تتدفق بشكل قياسي.
لذلك، يستبعد المحللون أن تؤثر هذه المشكلة بشكل جوهري على سمعة البرنامج.

لكنّ هناك تساؤلات جدية يطرحها بعض الخبراء حول:

  • قدرة الشركات المصنعة على الموازنة بين الجودة وزيادة الإنتاج.

  • تأثير ضغط السوق على الموردين.

  • احتمالية تكرار هذه المشكلات إذا استمرت الزيادات الكبيرة في الطلب.

مع هذه التأخيرات، ستواجه شركات الطيران قرارات صعبة، ومنها:

  • استئجار طائرات مؤقتة لتعويض النقص.

  • إطالة عمر الطائرات القديمة في الخدمة عدة سنوات إضافية.

  • التحول جزئيًا إلى بوينغ في بعض الحالات، رغم أن بوينغ نفسها تواجه تأخيرات في برنامج 737 MAX.

  • تعديل جداول التشغيل لتخفيف الضغط على الأسطول.

ويؤكد بعض مديري الأساطيل أن السوق أصبح غير مستقر، وأن الشركات قد تتجه لتنويع مصادر الطائرات تجنبًا لارتباط أسطولها بمورد واحد في فترات الضغط.

هذا ويمثل الخلل الجديد في برنامج Airbus A320 تحديًا إضافيًا ليس فقط للشركة الأوروبية، ولكن أيضًا لشركات الطيران العالمية التي تعتمد على تسليمات سريعة لتلبية الطلب المتزايد، كما إنه ورغم أن المشكلة لا تمس سلامة التشغيل، فإن تأثيرها على الجداول الزمنية للتسليمات يجعلها واحدة من أبرز قضايا صناعة الطيران لعام 2025–2026.


                                           
ads
ads
ads