مصر والإمارات تطلقان شراكة استراتيجية في الطيران المدني عبر خمس اتفاقيات تاريخية

في خطوة استراتيجية جديدة نحو تعزيز الشراكة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الطيران المدني، شهد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني المصري، مراسم توقيع خمس مذكرات تفاهم مهمة بين مجموعة من شركات قطاع الطيران المصري ونظيراتها الإماراتية، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، على رأس وفد رفيع المستوى.

وكان في استقبال الوفد المصري عدد من كبار المسؤولين، على رأسهم محمود الحاي الهاملي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي للطيران (ADA)، حيث تم عقد لقاءات رسمية تناولت سبل التعاون والتكامل في مختلف مجالات صناعة الطيران، بهدف الارتقاء بالخدمات وتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية.

توقيع مذكرات تفاهم استراتيجية بين مصر والإمارات في مجال الطيران

شهدت الزيارة توقيع خمس مذكرات تفاهم تمثل ركائز جديدة للتعاون في مجالات الشحن الجوي، صيانة الطائرات، الطيران الخاص، التدريب الفني، والخدمات اللوجستية، حيث تمثل هذه الاتفاقيات نقلة نوعية في علاقات التعاون بين الجانبين، بما يعكس الروابط التاريخية الممتدة بين مصر والإمارات.

1. تطوير صالات الطيران الخاص بمطار العاصمة الإدارية

وقع الطيار وائل النشار، رئيس الشركة المصرية للمطارات، مذكرة تفاهم مع شركة رويال جت الإماراتية، تهدف إلى تطوير وتشغيل صالات الطيران الخاص بمطار العاصمة الإدارية الجديدة. وتتضمن الاتفاقية أيضًا التعاون في تطوير البرامج التدريبية المتخصصة والترويج لمصر كمركز إقليمي للطيران الخاص.

2. تعزيز خدمات الشحن الجوي بين مصر والإمارات

في خطوة تهدف إلى توسيع شبكة خدمات الشحن الجوي، وقع الطيار إيهاب الطحطاوي، رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوي، مذكرة تفاهم مع شركة ماكسيموس الإماراتية، حيث تستهدف الاتفاقية تطوير البنية التحتية اللوجستية، تبادل الخبرات، إطلاق مسارات شحن جديدة، وبناء منظومة متكاملة تعزز الكفاءة التشغيلية وتزيد من القدرة التنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية.

3. شراكات فنية لصيانة الطائرات وتوريد قطع الغيار

ضمن محور الصيانة والدعم الفني للطائرات (MRO)، وقع المهندس إبراهيم فتحي، رئيس شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية، مذكرتي تفاهم:

• الأولى مع شركة الاتحاد الهندسية، وتتضمن التعاون في صيانة الطائرات بمختلف أنواعها، نقل التكنولوجيا، تطوير الكفاءات البشرية، وتوسيع نطاق العمل الإقليمي.

• والثانية مع شركة جال (GAL)، وتركز على تعزيز سلسلة الإمداد عبر توريد قطع الغيار، إلى جانب دراسة إنشاء مركز إقليمي في مصر لتوريد قطع الغيار، يخدم الأسواق المحلية والدولية.

4. التعاون في تدريب الكوادر الفنية

وفي مجال تدريب الطيارين والفنيين، وقع الطيار وليد سليمان، رئيس أكاديمية مصر للطيران للتدريب، مذكرة تفاهم مع مركز أبوظبي لتدريب الطيران، وتهدف إلى تبادل الخبرات الفنية، وتطوير البرامج التدريبية المشتركة، وإعداد كوادر بشرية مؤهلة للعمل في قطاع الطيران على المستويين الإقليمي والدولي.

تصريحات المسؤولين: شراكة استراتيجية تُعزز التنمية والنمو

في كلمته خلال حفل التوقيع، أعرب الدكتور سامح الحفني عن خالص تقديره لدولة الإمارات، قيادةً وشعبًا، على حفاوة الاستقبال والتنظيم الراقي للزيارة، مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين.

وقال الحفني:

"توقيع هذه المذكرات يمثل خطوة مهمة نحو بناء شراكة استراتيجية مستدامة في مجالات حيوية مثل الشحن الجوي، الصيانة، التدريب، والمطارات، ويجسد رؤية مشتركة تقوم على تبادل الخبرات والاستثمار في الإنسان والتكنولوجيا".

وأضاف:

"نحن ملتزمون ببناء مستقبل يرتكز على الابتكار والنمو المستدام، ويسعدنا التعاون مع مجموعة أبوظبي للطيران في تطوير الخدمات اللوجستية وقطاعات الطيران الحيوية، التي تعتبر ركيزة أساسية لنمونا الاقتصادي المشترك".

من جانبه، أكد سيف محمد السويدي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، أن الاتفاقيات الموقعة تُعزز من موقع البلدين الاستراتيجي وتفتح المجال أمام مزيد من التكامل الإقليمي.

"تعكس هذه الشراكات التزام دولة الإمارات بدعم التميز في قطاع الطيران، وتؤكد على التكامل الاقتصادي بين الإمارات ومصر، الذي يسهم في بناء مستقبل مشترك قائم على الابتكار والتكنولوجيا والخدمات عالية الجودة".

فيما أشار محمود الحاي الهاملي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي للطيران، إلى أن هذه المذكرات تمثل منعطفًا استراتيجيًا مهمًا في مسار التعاون الثنائي.

"نحن على ثقة بأن هذه الشراكات ستفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع الشركاء المصريين، خاصة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطيران العالمي، ونتطلع إلى ترجمة هذه الاتفاقيات إلى مشاريع عملية تسهم في التنمية الاقتصادية للبلدين".

رؤية مستقبلية لتعزيز مكانة مصر والإمارات كمراكز إقليمية للطيران

تؤكد هذه الاتفاقيات المشتركة على التزام الجانبين بتعزيز مكانتهما كمراكز إقليمية ودولية في خدمات النقل الجوي، التدريب الفني، صيانة الطائرات، الشحن الجوي والخدمات اللوجستية. كما تفتح الباب أمام فرص استثمارية جديدة، وتسهم في تطوير البنية التحتية للطيران المدني، وتعزيز التكامل الإقليمي بما يخدم أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.

وتأتي هذه الخطوة في ظل حرص مصر على توسيع نطاق التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجالات الطيران، في وقت يشهد فيه القطاع تحولات تقنية وتشغيلية متسارعة تتطلب شراكات قوية واستثمارات استراتيجية تركز على التحول الرقمي، الكفاءة التشغيلية، وتأهيل الكوادر البشرية.

تهذا وتمثل مذكرات التفاهم الموقعة بين مصر والإمارات في مجال الطيران المدني محطة محورية في مسار العلاقات الثنائية، وتعكس التزام البلدين بمواصلة العمل المشترك نحو بناء مستقبل مستدام ومزدهر لقطاع الطيران في المنطقة، قائم على الاستثمار في الابتكار، والتكنولوجيا، ورأس المال البشري.