الخطوط الجوية التركية تخطط لشراء 600 طائرة جديدة بحلول 2030

أعلنت الخطوط الجوية التركية، الناقل الوطني للجمهورية التركية، عن واحدة من أضخم صفقات الطيران في تاريخها، حيث كشفت عن خطتها الاستراتيجية لشراء 600 طائرة جديدة من شركتي إيرباص الأوروبية وبوينج الأمريكية، وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة وحتى عام 2030.

صفقة تاريخية تعزز مكانة الناقل التركي

تتوزع الصفقة على 300 طائرة من شركة إيرباص و300 طائرة من شركة بوينج، لتكون واحدة من أكبر خطط التوسع لأسطول شركة طيران في المنطقة والعالم، كما وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرات الخطوط الجوية التركية على تلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي، وربط المزيد من الوجهات العالمية عبر شبكة رحلاتها التي تعد من بين الأوسع حول العالم.

تمثل هذه الخطة نقلة نوعية في مسيرة الشركة، إذ ستتيح للخطوط التركية توسيع أسطولها ليواكب تطلعاتها في التحول إلى واحدة من أكبر خمس شركات طيران عالميًا بحلول نهاية العقد.

أسباب التوسع الاستراتيجي

تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي تعافيًا ملحوظًا بعد التحديات التي واجهها خلال السنوات الماضية، حيث ترى الخطوط الجوية التركية أن الاستثمار في أسطول حديث ومتطور بات ضرورة لضمان المنافسة والريادة.

ومن بين أبرز دوافع هذا التوسع:

• زيادة الطلب على السفر من وإلى تركيا التي أصبحت مركزًا عالميًا للطيران بفضل موقعها الجغرافي المميز.
• تعزيز القدرة التنافسية أمام شركات الطيران الإقليمية والدولية التي تسعى أيضًا للتوسع.
• مواكبة التطورات البيئية عبر شراء طائرات حديثة أقل استهلاكًا للوقود وأكثر توافقًا مع معايير الاستدامة العالمية.
• زيادة السعة التشغيلية بما يسمح بتسيير رحلات إضافية إلى وجهات جديدة في أوروبا، آسيا، إفريقيا، وأمريكا.

التعاون مع إيرباص وبوينج

اللافت في الصفقة هو توازنها بين أكبر شركتين عالميتين لصناعة الطائرات:

• من إيرباص، ستعزز الخطوط الجوية التركية أسطولها بطرازات حديثة مثل A321neo وA350، المعروفة بالكفاءة العالية والسعة التشغيلية المناسبة للرحلات المتوسطة والطويلة.
• ومن بوينج، يأتي التركيز على طرازات مثل 737 MAX و787 دريملاينر، التي أثبتت حضورًا قويًا في الأسواق العالمية بفضل تقنياتها المتقدمة وتجربة الركاب المميزة.

هذا التوازن يعكس رغبة الخطوط الجوية التركية في تنويع مصادرها والحصول على أفضل ما يقدمه السوق من تقنيات حديثة.

تأثير الخطة على قطاع الطيران العالمي

من المتوقع أن تترك هذه الصفقة صدى واسعًا في سوق الطيران العالمي، إذ أن شراء 600 طائرة دفعة واحدة يمثل دفعة قوية لشركتي إيرباص وبوينج، ويعكس الثقة الكبيرة من قبل الخطوط الجوية التركية في مستقبل صناعة الطيران.

كما ستؤدي الصفقة إلى تعزيز مركز مطار إسطنبول الدولي، الذي يُعد واحدًا من أكبر المطارات في العالم، كمحور رئيسي للرحلات العابرة للقارات.

التزام بالاستدامة وكفاءة التشغيل

في ضوء التوجهات العالمية نحو الطيران الأخضر، تؤكد الخطوط الجوية التركية أن الطائرات الجديدة ستساهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف الاستدامة، فالطرازات التي سيتم شراؤها تعتمد على تقنيات متقدمة في استهلاك الوقود، مما يقلل من التكاليف التشغيلية ويحافظ على البيئة.

كما تعزز هذه الخطة جهود الشركة في الالتزام بالمعايير الدولية الصارمة في مجال سلامة وأمن الطيران، إلى جانب تطوير تجربة الركاب عبر توفير مقاعد أكثر راحة، وخدمات ترفيهية متطورة، وشبكة أوسع من الوجهات.

تعزيز مكانة تركيا كمركز طيران عالمي

مع توسع أسطول الخطوط الجوية التركية بهذا الحجم الهائل، يتوقع أن تشهد تركيا طفرة غير مسبوقة في حركة الطيران والسياحة، خاصة مع زيادة عدد الوجهات المباشرة التي ستربط إسطنبول ومدن تركية أخرى بالعالم.

هذا التوسع يعزز من مكانة تركيا كجسر يربط بين الشرق والغرب، ويجعل من الناقل الوطني عنصرًا رئيسيًا في دعم الاقتصاد الوطني عبر تنشيط السياحة وزيادة حجم التجارة والاستثمارات الدولية.

الخطوط الجوية التركية.. تاريخ من النمو المستمر

تأسست الخطوط الجوية التركية عام 1933، بأسطول متواضع لم يتجاوز خمس طائرات في بدايتها، لكنها اليوم تُعد واحدة من أكبر شركات الطيران في العالم من حيث عدد الوجهات، إذ تسير رحلاتها إلى أكثر من 340 وجهة في 129 دولة.

وقد حققت الشركة نجاحات متواصلة بفضل استراتيجياتها المرنة، واستثماراتها في التكنولوجيا الحديثة، وشراكاتها الاستراتيجية مع تحالفات الطيران العالمية.

إعلان الخطوط الجوية التركية عن خطتها لشراء 600 طائرة جديدة من إيرباص وبوينج حتى عام 2030 يمثل خطوة استراتيجية غير مسبوقة، تؤكد مكانتها كشركة رائدة على الساحة الدولي، حيث أن. هذه الخطة الطموحة لا تعكس فقط ثقة الشركة في مستقبل صناعة الطيران، بل تؤكد أيضًا عزمها على أن تكون لاعبًا رئيسيًا في رسم ملامح مستقبل السفر الجوي عالميًا.

وبهذا التوسع، فإن الخطوط الجوية التركية ترسخ مكانتها كواحدة من أقوى شركات الطيران العالمية، وتفتح آفاقًا جديدة لملايين المسافرين حول العالم للاستفادة من خدماتها وشبكتها الواسعة التي تواصل النمو.