رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

مصر تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي لتعزيز الشراكات الحضارية

الأربعاء 24/سبتمبر/2025 - 12:45 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في إطار حرص وزارة السياحة والآثار المصرية على الانفتاح على التجارب الدولية وتبادل الخبرات حول أحدث التطورات والاتجاهات الحديثة في قطاعي السياحة والثقافة، شاركت ريهام سمير، معاون وزير السياحة والآثار للشئون الخارجية، في فعاليات مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي، والذي استضافته جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 15 وحتى 24 سبتمبر الجاري، بمشاركة رفيعة من مسؤولين وخبراء من مختلف الدول العربية.

ويُنظم هذا المؤتمر المهم من قبل المركز الصيني العربي لدراسات التعاون الثقافي والسياحي بجامعة الدراسات الدولية ببكين، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة الصينية، ليكون منصة لتعزيز التعاون المشترك وتطوير استراتيجيات جديدة للتبادل الثقافي والسياحي بين الصين والدول العربية، ومن بينها مصر التي تُعد من أبرز المقاصد السياحية العالمية.

خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر بمدينة شينزن بمقاطعة غوانغدونغ، ألقت  ريهام سمير كلمة ممثلة عن الدول العربية، عبرت خلالها عن اعتزازها بتمثيل مصر والدول العربية المشاركة، مؤكدة أن المؤتمر ليس مجرد فعالية رسمية، بل يُجسد امتدادًا لمسيرة تاريخية من التلاقي الحضاري بين العالم العربي والصين، تعود جذورها إلى طريق الحرير.

وأكدت أن الروابط التاريخية والثقافية بين الجانبين تمثل حجر الأساس في تعزيز التعاون المستقبلي، مشيرة إلى أن السياحة والثقافة باتتا ركيزتين أساسيتين في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة، حيث تمثلان لغة إنسانية وجسراً للتفاهم وبناء شراكات مستدامة بين الشعوب.

كما شددت على أهمية الاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار لدعم صناعة السياحة المستدامة وتطوير آليات التبادل الثقافي، بما يضمن حماية التراث التاريخي والتكامل مع متطلبات التنمية الحديثة.

تضمنت أنشطة المؤتمر في مدينة شينزن تنظيم زيارات ميدانية إلى أبرز المواقع السياحية والمتاحف في المدينة، بجانب جولات لعدد من الشركات الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الضيافة وإدارة المتاحف والعروض التفاعلية ثلاثية الأبعاد 3D.

 كما تمت زيارة "متجر مستقبل الروبوتات" للتعرف على آليات توظيف التكنولوجيا الحديثة في مجال حفظ التراث الثقافي ودمج الابتكار بالتاريخ.

انتقلت الفعاليات لاحقًا إلى العاصمة بكين، بمشاركة السيد فاو جينغ نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، ومسؤولين من وزارات السياحة والثقافة بالدول العربية، إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية وسفارات الدول المشاركة.

وخلال كلمتها ممثلة عن مصر، استعرضت الأستاذة ريهام سمير أبرز إنجازات قطاع السياحة المصري خلال عام 2024، حيث استقبلت مصر نحو 15.8 مليون سائح بزيادة قدرها 6% عن عام 2023، مؤكدة أن هذه الأرقام تعكس ثقة العالم في المقصد السياحي المصري.

كما أوضحت ملامح الاستراتيجية الوطنية الحالية للنهوض بالسياحة والآثار، والتي ترتكز على:

  • تنويع المنتج السياحي ليشمل السياحة الثقافية، الشاطئية، العلاجية، والدينية.
  • دمج المجتمعات المحلية في النشاط السياحي لتحقيق التنمية الشاملة.
  • حماية وصون التراث المادي واللامادي.
  • تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السياحة في دعم الاقتصاد الوطني.
  • دعم التحول الرقمي في الخدمات السياحية.
  • توطيد الشراكات الدولية والإقليمية وخاصة مع القطاع الخاص.

أشارت معاون الوزير إلى عمق العلاقات بين مصر والصين، والتي شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة خاصة في مجالات السياحة والحفاظ على التراث.

 وأكدت أن حركة السياحة الصينية إلى مصر شهدت نموًا ملحوظًا بفضل تسهيلات التأشيرات وزيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين البلدين.

كما سلطت الضوء على نجاح المعارض الأثرية بالخارج، وعلى رأسها معرض "قمة الهرم.. حضارة مصر القديمة" الذي أقيم بمدينة شنغهاي، وحقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا، حيث أتاح للجمهور الصيني التعرف عن قرب على عظمة الحضارة المصرية.

ودعت جميع المشاركين إلى زيارة مصر، خاصة مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر في نوفمبر المقبل، والذي يُتوقع أن يكون من أهم المشروعات الثقافية والسياحية عالميًا.

وفي كلمته، أكد السيد هوانغ خه نائب مدير متحف شنغهاي الوطني، على أهمية الدمج بين الثقافة والسياحة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى النجاح الكبير لمعرض "قمة الهرم" الذي يُعد أول تعاون رسمي بين متحف حكومي صيني والمجلس الأعلى للآثار المصري.

 وأوضح أن المعرض أثبت نفسه كأحد أعظم المعارض في تاريخ المتاحف الحديثة من حيث عدد الزوار، حجم الإيرادات، والتفاعل الرقمي، مما يعكس شغف الشعب الصيني بالحضارة المصرية القديمة.

شهد المؤتمر عقد جلستين نقاشيتين حول السياحة والثقافة، شاركت خلالهما الأستاذة ريهام سمير في جلسة متخصصة عن السياحة، حيث تم استعراض أوجه التعاون بين الصين والدول العربية في مجالات التبادل الثقافي والسياحي، والبحث في سبل تطوير هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة.

يُذكر أن هذا المؤتمر يُعقد للمرة الأولى تنفيذًا لمخرجات القمة الصينية العربية في ديسمبر 2022، والدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، واللذين أكدا على بناء مجتمع صيني – عربي للمستقبل المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن 11 دولة عربية من أعضاء جامعة الدول العربية، تشمل: مصر، السعودية، الأردن، الكويت، الإمارات، موريتانيا، سلطنة عمان، المغرب، الجزائر، تونس، والبحرين، بالإضافة إلى ممثلين عن الجامعة العربية.

بهذا الحضور الفاعل، تؤكد وزارة السياحة والآثار المصرية على التزامها بدعم الحوار الحضاري وتعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، بما يسهم في وضع مصر في صدارة الخريطة السياحية العالمية. 

مصر تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي لتعزيز الشراكات الحضارية
مصر تشارك في مؤتمر التعاون السياحي والثقافي الصيني العربي لتعزيز الشراكات الحضارية
                                           
ads
ads
ads