إيرباص A320 تتفوق على بوينج 737 وتصبح الطائرة الأكثر مبيعًا في تاريخ الطيران
في إنجاز تاريخي جديد لصناعة الطيران العالمية، أعلنت شركة إيرباص الأوروبية أن طائرتها A320 أصبحت رسميًا الطائرة الأكثر مبيعًا في فئة الطائرات ضيقة البدن، بعد أن تجاوزت منافستها التقليدية بوينج 737 لأول مرة في التاريخ.
فقد سجلت الشركة أكثر من 12,250 عملية تسليم لطائرات عائلة A320، وهو رقم غير مسبوق يعكس النجاح المستمر لهذا البرنامج الذي انطلق في ثمانينيات القرن الماضي.
هذا التفوق يمثل لحظة فارقة في المنافسة الممتدة بين إيرباص وبوينج، والتي تُعد واحدة من أشرس المنافسات التجارية في قطاع الطيران المدني، حيث كانت طائرة بوينج 737 لسنوات طويلة هي "الطائرة الأكثر مبيعًا في العالم".
أطلقت إيرباص برنامج A320 في عام 1984، ودخلت أولى طائراته الخدمة في عام 1988 مع شركة "إير فرانس". ومنذ ذلك الحين، تحولت هذه الطائرة إلى نجم عالمي في سوق الطيران ضيق البدن، حيث جمعت بين الكفاءة التشغيلية، الراحة، والتكنولوجيا المتقدمة.
كانت A320 أول طائرة تجارية في العالم تعتمد بالكامل على نظام الطيران بالسلك (Fly-By-Wire)، وهو ما أعطاها ميزة تقنية كبيرة على منافسيها، وجعلها رائدة في مجال التحكم الإلكتروني بدلاً من الأنظمة الميكانيكية التقليدية.
بحسب أحدث بيانات سبتمبر 2025، بلغ إجمالي عمليات تسليم عائلة A320 أكثر من 12,250 طائرة، لتتفوق بذلك على بوينج 737 التي توقفت عند عدد أقل للمرة الأولى في تاريخها.
عائلة A320 تضم عدة طرازات ناجحة مثل:
- A318: النسخة الأصغر.
- A319: للرحلات الإقليمية.
- A320: الطراز الأكثر شهرة وانتشارًا.
- A321: النسخة الأكبر التي أصبحت العمود الفقري للعديد من شركات الطيران منخفضة التكلفة والرحلات المتوسطة المدى.
هذا التنوع منح إيرباص مرونة كبيرة لتلبية احتياجات مختلف شركات الطيران حول العالم.
لا يمكن الحديث عن تفوق A320 دون التطرق إلى منافستها التاريخية بوينج 737. فمنذ دخولها الخدمة في عام 1968، أصبحت 737 العمود الفقري لشركات الطيران في العالم، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
لكن خلال السنوات الأخيرة، واجهت بوينج تحديات كبيرة، أبرزها أزمة طائرة 737 ماكس التي أدت إلى إيقاف الطائرات عن الخدمة عالميًا بين عامي 2019 و2020، ما أثر بشدة على مبيعاتها وأعطى إيرباص فرصة ذهبية لتعزيز موقعها في السوق.
هناك عدة عوامل رئيسية جعلت إيرباص A320 تتصدر المشهد:
- الكفاءة التشغيلية: استهلاك وقود أقل بنسبة ملحوظة مقارنة بعدد من المنافسين.
- التطور المستمر: مع إطلاق نسخة A320neo في عام 2016، زادت الطائرة من كفاءتها بفضل محركات جديدة وتعديلات هوائية حسّنت الأداء بنسبة 15 – 20%.
- انتشار عالمي: الطائرة تعمل لدى أكثر من 300 شركة طيران حول العالم، من الشركات الوطنية الكبرى إلى شركات الطيران الاقتصادي.
- المرونة: إمكانية تشغيلها في رحلات قصيرة داخلية أو رحلات متوسطة تصل إلى أكثر من 6 ساعات طيران.
وفقًا لتقارير شركات تحليل بيانات الطيران مثل Cirium، فإن الفجوة بين مبيعات A320 و737 مرشحة للاتساع خلال السنوات القادمة، خصوصًا في ظل استمرار الطلب الكبير على A321neo، التي باتت خيارًا مفضلًا للعديد من شركات الطيران التي تبحث عن طائرات أكثر سعة وأطول مدى ضمن فئة ضيقة البدن.
وتشير التوقعات إلى أن إيرباص ستواصل تسليم مئات الطائرات سنويًا، مدفوعةً بطلبيات ضخمة من شركات مثل "إيزي جيت"، "رايان إير"، "إنديجو" الهندية، بالإضافة إلى شركات خليجية وآسيوية كبرى.
- تعزيز موقع إيرباص عالميًا: هذا الإنجاز يعزز مكانة الشركة الأوروبية كلاعب أول في سوق الطيران التجاري.
- ضغط أكبر على بوينج: سيجبر هذا التفوق شركة بوينج على الإسراع في تطوير جيل جديد أكثر تنافسية لمواجهة A320neo وA321XLR.
- تغيير خريطة السوق: شركات الطيران الجديدة والمستثمرون يفضلون الطراز الأكثر مبيعًا والأكثر طلبًا لضمان الكفاءة وإعادة البيع مستقبلاً.
هذا واصبحت إيرباص A320 الطائرة الأكثر مبيعًا في تاريخ الطيران ضيق البدن بعد أن تجاوزت منافستها العريقة بوينج 737، لتكتب فصلًا جديدًا في حرب الطيران المدني التي استمرت لعقود بين الشركتين، كما أن هذا الإنجاز لا يمثل مجرد أرقام تسليم، بل يعكس تحولًا استراتيجيًا في سوق الطيران العالمي، حيث أصبحت شركات الطيران تبحث عن طائرات أكثر كفاءة، وأكثر مرونة، وأعلى موثوقية.
ومع دخول صناعة الطيران مرحلة جديدة تتسم بالتحديات الاقتصادية والتحولات البيئية، حيث يبدو أن إيرباص A320neo وعائلتها ستظل متصدرة المشهد لعقد قادم على الأقل، بينما تبحث بوينج عن عودة قوية من خلال برامج جديدة تعيدها إلى المنافسة.
