الوجهات الجوية الأكثر طلبًا وربحًا في العالم 2025.. لندن – نيويورك

في عالم الطيران والنقل الجوي الذي يشهد منافسة شرسة بين شركات الطيران الكبرى، تبرز مجموعة من المسارات الجوية باعتبارها الأكثر ربحية والأعلى طلبًا عالميًا، لما تمثله من أهمية اقتصادية وسياحية وتجارية على مستوى العواصم والمدن الكبرى حول العالم.
تُعد هذه المسارات شرايين حيوية لحركة النقل الجوي العالمي، حيث تُدرّ مليارات الدولارات سنويًا على شركات الطيران، وتربط بين مراكز المال، والتجارة، والثقافة، والسياحة في مختلف القارات.
لا تزال الرحلة بين لندن ونيويورك هي أيقونة الرحلات الجوية العالمية، وواحدة من أكثر المسارات ربحًا في العالم، إذ تولّد نحو 1.15 مليار دولار سنويًا من الإيرادات، وفق تقارير Visual Capitalist وOAG، كما تُسيَّر عبر أكثر من 3.88 مليون مقعد سنويًا بين مطارات لندن (هيثرو وجاتويك) ونيويورك (JFK وEWR).
تُشغّل هذا المسار شركات عالمية كبرى، أبرزها:
British Airways، Virgin Atlantic، American Airlines، Delta Air Lines، JetBlue، United Airlines، Norse Atlantic Airways، وهو ما يجعل من هذا الخط أكثر المسارات تنافسية واستراتيجية في العالم.
ويُعد هذا المسار مثالًا فريدًا لدمج الربحية العالية مع الطلب الكثيف من فئة رجال الأعمال والسياحة الفاخرة، خاصة بين مركزي المال العالميين في لندن ونيويورك.
تُعتبر منطقة آسيا – والمحيط الهادئ تحديدًا – الأكثر نشاطًا من حيث عدد الرحلات والمقاعد السنوية، نظرًا للكثافة السكانية العالية ونشاط السفر التجاري والسياحي الداخلي.
تشمل أبرز هذه المسارات:
- طوكيو – أوساكا (اليابان)
- بكين – شنغهاي (الصين)
- سيول – جيجو (كوريا الجنوبية)
- كوالالمبور – سنغافورة (ماليزيا/سنغافورة)
ويُسجّل مسار سيول – جيجو عادة أكثر من 12 مليون راكب سنويًا، ما يجعله الأكثر ازدحامًا في العالم من حيث عدد الرحلات القصيرة.
كما تُسيّر شركات مثل ANA، Japan Airlines، Singapore Airlines، Korean Air، Cathay Pacific مئات الرحلات اليومية في شبكات داخلية وإقليمية ضخمة.
تُعد دبي من أبرز مراكز الربط الجوي في العالم، إذ تعمل كمحطة رئيسية لربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتديرها شركة طيران الإمارات عبر مطار دبي الدولي الذي يحتل مراكز متقدمة في عدد المسافرين الدوليين.
كذلك تُسهم الدوحة (الخطوط القطرية) وأبوظبي (الاتحاد للطيران) وسنغافورة (الخطوط السنغافورية) في تشكيل ما يُعرف بمحاور “التوصيل الذكي” التي تتيح للمسافرين التنقل بين قارات العالم عبر رحلات ترانزيت ميسّرة.
أما القاهرة فقد أصبحت بدورها محورًا إقليميًا متناميًا بفضل توسّع مصر للطيران في خطوطها نحو أفريقيا والخليج وأوروبا، مع زيادة في الرحلات اليومية خلال المواسم السياحية وفتح وجهات جديدة.
تحتفظ خطوط مثل باريس – دبي، فرانكفورت – الدوحة، ولندن – أبوظبي بمرتبة عالية في قوائم المسارات ذات الطلب المرتفع، مدفوعة بمزيج من السفر السياحي، والتجاري، والعمالة الوافدة.
هذه الخطوط تُشغّلها أكبر شركات الطيران الأوروبية والخليجية بطائرات بعيدة المدى من طرازات B777 وB787 وA350، التي توفر مقصورات فاخرة وخدمات متميزة، مما يجعلها بين الأكثر ربحية في القطاع الدولي.
وفقًا لتقارير منظمة السياحة العالمية (UNWTO) لعام 2024، جاءت فرنسا، إسبانيا، الولايات المتحدة، الصين، وإيطاليا كأكثر الدول استقبالًا للزوار الدوليين، وهو ما ينعكس مباشرة على نشاط الطيران وحركة المقاعد عبر مطاراتها.
كما أشارت تقارير Cirium إلى أن عام 2024 شهد تعافيًا كاملًا في الطلب الجوي العالمي، متجاوزًا مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 7% في بعض الأسواق الأوروبية والآسيوية، مع تسجيل أرقام قياسية في الرحلات العابرة للقارات.
يتجه العالم نحو زيادة الربط بين المدن الثانوية عبر ما يعرف بـ"المسارات الجديدة غير المباشرة"، إلى جانب التحول نحو الطائرات الموفّرة للوقود مثل A321neo وB787 Dreamliner.
كما تشير التوقعات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وآسيا ستقود النمو في العقد القادم، مع دخول شركات جديدة مثل كوماك الصينية بطائراتها الحديثة C919 إلى السوق الدولية.
إن مشهد الطيران العالمي في 2025 يُظهر بوضوح أن المسارات بين المراكز المالية الكبرى مثل لندن–نيويورك لا تزال تتصدر من حيث الربحية، بينما آسيا والشرق الأوسط يقودان الطلب والنمو من حيث الحجم وعدد الرحلات.
في المقابل، تشكّل دبي، سنغافورة، الدوحة، والقاهرة محاور محورية في إعادة رسم خريطة الربط الجوي العالمي خلال السنوات القادمة، في ظل سباق متسارع بين شركات الطيران لتوسيع شبكاتها وزيادة تنافسيتها عالميًا.