رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

من صقلية إلى الرعب.. طائرة "العربية للطيران" تلامس البحر في رحلة نحو الأردن

السبت 18/أكتوبر/2025 - 10:07 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


في حادث كاد يتحول إلى مأساة جوية، فتحت هيئة تحقيق سلامة الطيران المدني الإيطالية (ANSV) تحقيقًا عاجلًا بعد وقوع واقعة خطيرة لطائرة تابعة لشركة العربية للطيران، من طراز إيرباص A320، والتي فقدت ارتفاعها بشكل حاد ومفاجئ عقب إقلاعها من مطار كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية متجهة إلى مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان.

تفاصيل الحادث الدقيق

وقعت الحادثة في الساعة 21:57 بالتوقيت العالمي المنسق، مساء 20 سبتمبر 2025، عندما أقلعت الطائرة المسجلة برقم CN-NML ضمن الرحلة (G9 218) التابعة لشركة العربية للطيران، دون ركاب على متنها، باستثناء طاقم مكون من طيارين اثنين وأربعة من أفراد الضيافة الجوية.

وبحسب تقارير رسمية صادرة عن هيئة ANSV الإيطالية، فقد هبطت الطائرة بشكل مفاجئ إلى ارتفاع منخفض جدًا يقارب 200 قدم فقط (نحو 60 مترًا) فوق سطح البحر الأبيض المتوسط، بعد لحظات من مغادرتها المجال الجوي لمطار كاتانيا، وهو ارتفاع يُعد بالغ الخطورة بالنسبة لطائرة مدنية في مرحلة الإقلاع.

وقد أدى هذا الاقتراب الشديد من سطح البحر إلى تفعيل نظام التحذير من اقتراب الأرض (GPWS) داخل قمرة القيادة، وهو النظام المصمم لتنبيه الطيارين بشكل فوري عند وجود خطر اصطدام بالأرض أو الماء، ويُعتبر آخر وسيلة إنذار قبل وقوع الكارثة.

رد فعل الطاقم والسيطرة على الوضع

أوضحت المصادر أن الطيارين استجابا بسرعة للتحذيرات، وأجريا مناورة تصحيحية حادة لاستعادة الارتفاع المطلوب، ما مكّن الطائرة من تجنب الاصطدام بالمياه في اللحظات الأخيرة.
وأكدت هيئة الطيران الإيطالية أنه لم يُسجَّل أي ضرر هيكلي في الطائرة، ولم يتعرض أي من أفراد الطاقم لإصابات، لكن الموقف صُنِّف “حادثًا خطيرًا” وفق المعايير الدولية لمنظمة الطيران المدني (ICAO).

 التحقيق في الأسباب المحتملة

باشرت هيئة ANSV تحقيقًا شاملاً لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الهبوط المفاجئ. وتشمل التحقيقات عدة احتمالات:

  • خلل فني محتمل في نظام الطيران الآلي (Autopilot) أو في أجهزة قراءة الارتفاع.
  • خطأ بشري أو سوء تواصل بين الطيارين خلال مرحلة الإقلاع.
  • تأثير ظروف جوية غير مرصودة أو تيارات هوائية مفاجئة فوق البحر الأبيض المتوسط.

وأكدت الهيئة أن الأحوال الجوية كانت مستقرة لحظة الإقلاع، وهو ما يُرجّح أن يكون السبب إما خللاً تقنيًا أو خطأً في التنفيذ.

وذكرت تقارير أولية أن مسجلات بيانات الرحلة (FDR) ومسجلات صوت قمرة القيادة (CVR)** قد تم سحبهما لتحليلها، لمعرفة التسلسل الزمني الدقيق للأحداث والقرارات التي اتخذها الطاقم خلال الدقائق الحرجة.

 خلفية عن شركة "العربية للطيران"

تُعد العربية للطيران من أبرز شركات الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط، وتتمتع بسجل سلامة جيد منذ تأسيسها عام 2003 في الشارقة بدولة الإمارات. وتُسيّر رحلات إلى أكثر من 170 وجهة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.
لكن هذا الحادث يُعد من أكثر الحوادث خطورة في تاريخ الشركة، نظرًا لاقتراب الطائرة من التحطم الفعلي دون وجود ركاب، وهو ما أثار اهتمامًا واسعًا في أوساط الطيران المدني العالمي.

 إجراءات فورية من الشركة والسلطات

قالت مصادر مطلعة داخل العربية للطيران إن الشركة تتعاون بشكل كامل مع السلطات الإيطالية لتقديم كل البيانات الفنية الخاصة بالطائرة، بما في ذلك سجلات الصيانة وحالة الطيارين قبل الرحلة.
ومن المتوقع أن تُصدر الشركة بيانًا رسميًا بعد انتهاء التحقيقات الأولية، مؤكدة حرصها على تطبيق أعلى معايير السلامة الجوية في جميع عملياتها التشغيلية.

أما هيئة الطيران المدني الأردنية فقد أعلنت متابعتها الحادثة بالتنسيق مع نظيرتها الإيطالية، للتأكد من سلامة الطائرة قبل السماح لها باستئناف التشغيل التجاري.

 سوابق مشابهة في عالم الطيران

ليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها البحر الأبيض المتوسط حوادث طيران قريبة من سطح البحر، إذ سبق أن واجهت طائرة “بوينغ 737” تابعة لشركة أخرى حادثًا مشابهًا عام 2019 قبالة السواحل القبرصية بسبب خطأ في قراءة أجهزة الارتفاع.
لكن حادثة “العربية للطيران” تُعتبر فريدة من نوعها من حيث درجة الخطورة ونجاة الطاقم بأعجوبة دون خسائر.

تؤكد هذه الحادثة مجددًا أن الخطأ البشري والخلل التقني يظلان من أبرز أسباب الحوادث الجوية حول العالم، وأن التعاون بين الجهات الدولية في التحقيقات ضروري للحفاظ على سلامة الطيران المدني.

وتشير التقارير إلى أن نتائج التحقيق الرسمية ستُعلن خلال الأسابيع المقبلة، وسط اهتمام واسع من مؤسسات السلامة الجوية وشركات الطيران الإقليمية.

                                           
ads
ads
ads