إنديغو الهندية تعلن رسميًا شراء 30 طائرة جديدة من طراز إيرباص A350
في خطوة تعكس طموحها للتحول إلى لاعب عالمي في مجال الطيران التجاري، أعلنت شركة إنديغو (IndiGo) الهندية رسميًا عن توقيع اتفاقية نهائية مع شركة إيرباص الأوروبية لشراء 30 طائرة جديدة من طراز A350، وذلك بعد تحويل مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في يونيو الماضي إلى عقد رسمي وملزم بين الطرفين.
وبهذه الصفقة الجديدة، يرتفع إجمالي طلبات إنديغو من هذا الطراز المتطور إلى 60 طائرة A350، في إطار خطة استراتيجية تهدف إلى توسيع شبكة الرحلات الدولية للشركة، وتعزيز وجودها في سوق الرحلات طويلة المدى، وربط المدن الهندية الكبرى بوجهات عالمية جديدة في أوروبا وأمريكا وآسيا.
تأتي هذه الصفقة لتؤكد المكانة المتصاعدة لشركة إنديغو كواحدة من أسرع شركات الطيران نموًا في العالم، وأكبر ناقل جوي في الهند من حيث عدد الركاب والأسطول التشغيلي.
وتعكس الصفقة حرص الشركة على تطوير قدراتها التشغيلية وتوسيع مدى رحلاتها لتشمل مسافات أطول، بما يتوافق مع رؤية الهند لتصبح مركزًا دوليًا رئيسيًا للنقل الجوي خلال العقد المقبل.
وقال متحدث رسمي باسم الشركة إن الاتفاقية الجديدة تمثل "مرحلة جديدة في رحلة نمو إنديغو"، مضيفًا أن "انضمام طائرات A350 إلى الأسطول سيتيح لنا توسيع شبكتنا إلى وجهات عابرة للقارات بكفاءة أعلى وتجربة سفر فاخرة للركاب".
تُعتبر إيرباص A350 من أحدث طائرات الجيل الجديد التي تعتمد على مواد مركّبة خفيفة الوزن وتقنيات متقدمة في استهلاك الوقود، حيث توفر كفاءة تشغيلية تزيد بنسبة 25% مقارنة بالطائرات التقليدية.
وتتميز أيضًا بقدرتها على الطيران لمسافات تتجاوز 15 ألف كيلومتر دون توقف، ما يجعلها الخيار الأمثل لرحلات الهند الطويلة إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا.
كما تضم الطائرة أحدث أنظمة الراحة داخل المقصورة، بما في ذلك الإضاءة الديناميكية، ومستويات منخفضة من الضجيج، وأنظمة تنقية الهواء المتقدمة، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للمسافرين في الرحلات الطويلة.
تتزامن هذه الصفقة مع الاتجاه الاستراتيجي للحكومة الهندية لتطوير قطاع الطيران المدني وتحويل البلاد إلى مركز إقليمي للنقل الجوي يخدم منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق إفريقيا.
وتأتي استثمارات "إنديغو" ضمن خطة دعم هذه الرؤية، من خلال توسيع قدراتها التشغيلية وربط المدن الهندية مثل دلهي ومومباي وبنغالور بوجهات عالمية جديدة مباشرةً، دون الحاجة للتوقف في محطات ترانزيت خارجية.
ومن المتوقع أن تسهم الطائرات الجديدة في زيادة السعة المقعدية على الرحلات الدولية بنسبة تتراوح بين 20% إلى 25% خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما يعزز من مكانة الشركة في مواجهة المنافسين الإقليميين مثل طيران الإمارات والقطرية والخطوط السنغافورية.
منذ تأسيسها عام 2006، استطاعت شركة إنديغو أن تتحول من ناقل محلي محدود إلى واحدة من أكبر شركات الطيران في آسيا من حيث عدد الطائرات والأسطول التشغيلي.
ويضم أسطول الشركة حاليًا أكثر من 380 طائرة من طرازات A320 وA321neo، وتُسير رحلات إلى أكثر من 110 وجهات داخلية ودولية، مع خطط طموحة لزيادة الوجهات إلى 150 وجهة بحلول عام 2030.
وتُعد الصفقة الجديدة مع إيرباص جزءًا من استراتيجية التوسع طويلة المدى التي تعتمد على تحديث الأسطول وزيادة الكفاءة التشغيلية وخفض البصمة الكربونية، تماشيًا مع أهداف الاستدامة التي تتبناها الشركة.
تؤكد الصفقة أيضًا التزام "إنديغو" بتحقيق أهداف الطيران الأخضر من خلال استخدام طائرات أقل استهلاكًا للوقود وانبعاثًا للكربون.
فطائرات A350 مصنوعة بنسبة تزيد على 70% من مواد مركّبة خفيفة مثل ألياف الكربون، مما يساهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 25%، مقارنة بالطائرات القديمة من نفس الفئة.
ويأتي هذا التوجه متسقًا مع رؤية شركة إيرباص لتقديم حلول أكثر استدامة لشركائها في قطاع الطيران، مع التركيز على تطوير الجيل الجديد من الطائرات الهيدروجينية خلال العقد القادم.
من المتوقع أن تُستخدم طائرات A350 الجديدة لتشغيل خطوط مباشرة من الهند إلى وجهات مثل لندن وباريس وفرانكفورت ونيويورك وملبورن، مما سيعزز من تنافسية الشركة في سوق الرحلات الطويلة.
كما تشير تقارير الصناعة إلى أن الصفقة قد تُسهم في دخول "إنديغو" إلى تحالفات طيران دولية مستقبلًا، مثل تحالف "ستار ألاينس" أو "سكاي تيم"، بهدف تعزيز التعاون مع شركات عالمية كبرى وتبادل الرحلات (Codeshare) على الوجهات المشتركة.
تمثل صفقة شراء 30 طائرة جديدة من طراز إيرباص A350 خطوة استراتيجية بارزة في مسيرة إنديغو نحو التحول إلى ناقل عالمي شامل قادر على منافسة أكبر شركات الطيران في العالم.
ومع اقتراب استلام الدفعة الأولى من هذه الطائرات خلال عام 2027، يبدو أن سماء الهند تستعد لمرحلة جديدة من النمو والتوسع، حيث تضع إنديغو نصب عينيها هدفًا واضحًا: أن تكون رمزًا للطيران الهندي الحديث الذي يربط القارات بثقة واستدامة وابتكار.
