حادثة غير متوقعة: خطأ صغير في مقصورة الطائرة أوقف رحلة يونايتد إيرلاينز
في واقعة غير متوقعة لكنها تحمل درسًا بالغ الأهمية في مجال السلامة الجوية، اضطرت طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز، رحلة رقم UA126، إلى العودة إلى مطار واشنطن دولس بعد أن كانت قد انطلقت بالفعل باتجاه روما. الحادثة التي كانت على بُعد نحو 100 ميل فقط جنوب شرق بوسطن، تكشف عن كيفية اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة من قبل الطاقم لضمان سلامة الركاب والطائرة في حالات الطوارئ.
السبب وراء هذا القرار كان يتعلق بحادث بسيط لكنه يحمل تبعات خطيرة: أحد الركاب أسقط جهاز اللاب توب الخاص به عن طريق الخطأ داخل جدار المقصورة الجانبي للطائرة، ليتسبب ذلك في انزلاق الجهاز إلى منطقة الشحن السفلى للطائرة من طراز بوينغ 767، وبدلًا من وقوع الحادث في منطقة يسهل الوصول إليها، أصبح اللاب توب في مكانٍ يصعب تحديد موقعه أو الوصول إليه بسهولة، مما أثار قلق الطاقم.
المشكلة الكبرى تكمن في أن الجهاز ظل قيد التشغيل بعد أن سقط، وهو ما تسبب في قلق كبير لدى الطاقم بسبب بطاريات الليثيوم الموجودة في الأجهزة المحمولة، حيث إنه إذا لم يتم التعامل مع هذه البطاريات بشكل صحيح، فقد تتسبب في حرائق يصعب إخمادها، ما يزيد من المخاطر بشكل كبير خاصة إذا اندلعت في منطقة شحن غير قابلة للوصول بسهولة من قبل الطاقم.
وفي محادثات بين قائد الطائرة وبرج المراقبة، تم الإشارة إلى أن الوضع ليس حالة طارئة بالمعنى التقليدي، ولكنه كان إجراء احترازيًا بحتًا لضمان سلامة الطائرة والركاب، حيث أوضح قائد الطائرة أن المشكلة تكمن في عدم إمكانية رؤية الجهاز أو التأكد من موقعه في منطقة الشحن السفلى، بالإضافة إلى القلق من أن البطارية قد تسبب سخونة شديدة، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على سلامة الطائرة.
من خلال هذه المكالمات مع برج المراقبة، أظهر قائد الطائرة قدرة كبيرة على اتخاذ قرارات هادئة ومدروسة، حيث أكد أنه رغم أن الوضع لم يكن طارئًا، إلا أن اتخاذ قرار العودة إلى المطار كان الخيار الأكثر أمانًا لتجنب أي مشاكل قد تطرأ بسبب سخونة البطارية أو حدوث حريق يصعب التحكم فيه.
بعد اتخاذ هذا القرار الاحترازي، عاد الطاقم بالطائرة إلى مطار واشنطن دولس في الساعة 12:35 صباحًا يوم 16 أكتوبر، وعند وصول الطائرة، تم العثور على جهاز اللاب توب في منطقة الشحن السفلى، وتم التأكد من سلامة المقصورة وعدم وجود أي مشكلة تهدد سلامة الطائرة.
وبعد التأكد من أن الوضع أصبح آمنًا، أقلعت الطائرة مجددًا في الساعة 3:24 صباحًا متجهة إلى روما دون أي مشاكل إضافية. وبذلك تم تجاوز الحادث بأقل الأضرار، حيث استمرت الرحلة بشكل طبيعي بعد التعامل مع الوضع بأعلى درجات الجدية والاحتراز.
ما يميز هذه الحادثة هو القرار الحكيم الذي اتخذته طاقم الطائرة بقيادة الكابتن. في وقتٍ كان يمكن أن يتجاهل فيه العديد من الطواقم خطر البطارية، اختار الكابتن السلامة على المجازفة، وهو ما نال إشادة كبيرة من الركاب والمراقبين على حد سواء.
فبالرغم من أن الحادث لم يكن طارئًا بشكل واضح، إلا أن الطاقم اتخذ القرار الصائب بالعودة إلى المطار، تذكيرًا للجميع بأهمية الحيطة والحذر في الأجواء.
في الواقع، العديد من الحوادث السابقة أثبتت أن بطاريات الليثيوم يمكن أن تتسبب في اندلاع حرائق يصعب السيطرة عليها في الطائرات، وفي حالات عدة، أثبتت الحوادث أنه حتى إذا كانت المشاكل ليست واضحة في البداية، فقد تتحول إلى أزمة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح.
تعد هذه الحادثة تذكيرًا بالغ الأهمية للمسافرين بضرورة اتباع تعليمات الطاقم بعناية أثناء الرحلات الجوية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر باستخدام الأجهزة الإلكترونية. فإهمال هذه التعليمات قد يؤدي إلى مشاكل جسيمة قد تؤثر على سلامة الجميع.
وتدعو شركات الطيران دائمًا الركاب إلى إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية أو وضعها في وضع الطيران أثناء الرحلات، وذلك لتفادي أي مشاكل قد تنجم عن هذه الأجهزة.
هذه الحادثة تبرز مرة أخرى أن سلامة الركاب تأتي دائمًا في المقام الأول في صناعة الطيران. القرارات الاحترازية التي اتخذها الطاقم، رغم عدم وجود حالة طارئة واضحة، هي مثال على كيفية التعامل مع المواقف غير المتوقعة بفعالية وحرفية، كما توضح الحادثة ضرورة تعزيز تدريب الطواقم الجوية على كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات غير التقليدية، وكذلك أهمية تأكيد إجراءات السلامة على متن الطائرات.
هذا وتظل السلامة الجوية من أولويات قطاع الطيران في جميع أنحاء العالم، وكل حادثة حتى وإن كانت صغيرة قد تعلمنا الكثير، كما أنه بتعاون الركاب مع الطاقم وتطبيق الإجراءات الصحيحة، يمكن تجنب الكثير من المخاطر وتوفير بيئة سفر آمنة للجميع.