"طيران عدن" تنطلق من جديد نحو القاهرة استعدادًا للتشغيل الرسمي مطلع 2026
شهد مطار عدن الدولي خلال الساعات القليلة الماضية، تنفيذ أولى الرحلات التجريبية لشركة "طيران عدن" (Aden Airways) باتجاه مطار القاهرة الدولي، في خطوة تعكس عودة النشاط التدريجي لقطاع الطيران اليمني بعد سنوات من التحديات.
وتأتي هذه الرحلة ضمن المرحلة التجريبية استعدادًا لإطلاق العمليات التشغيلية الرسمية للشركة مطلع عام 2026، في إطار خطة طموحة تهدف إلى إعادة ربط اليمن بالعالم العربي والدولي عبر خدمات طيران حديثة وآمنة.
تسعى شركة "طيران عدن" لأن تكون الناقل الوطني الجديد لليمن، من خلال تقديم تجربة سفر متكاملة تواكب المعايير العالمية في السلامة والخدمة والجودة التشغيلية. وتركز استراتيجيتها على إعادة اليمن إلى خارطة الطيران الإقليمي، خاصة بعد سنوات من انقطاع عدد من الرحلات الدولية بسبب الأوضاع الاستثنائية التي شهدها قطاع الطيران في البلاد.
من المقرر أن تبدأ الشركة رحلاتها المنتظمة إلى وجهات عربية في المرحلة الأولى، أبرزها القاهرة، جدة، عمّان، والدوحة، مع خطط مستقبلية للتوسع نحو وجهات دولية في آسيا وأوروبا بعد استلام أسطولها الجديد من الطائرات.
تأتي هذه الرحلات التجريبية كجزء أساسي من مراحل الاعتماد الفني والتشغيلي التي تسبق الانطلاق الفعلي، حيث تهدف إلى اختبار كفاءة أنظمة الاتصالات والملاحة الجوية، ومدى استعداد الأطقم الجوية والأرضية للتعامل مع الرحلات المنتظمة.
وأوضحت مصادر داخل مطار عدن أن الرحلة التجريبية شهدت نجاحًا كاملاً من حيث الأداء الفني والالتزام بإجراءات السلامة، وهو ما يعكس جاهزية الشركة لبدء عملياتها التشغيلية خلال الأشهر المقبلة.
وفي إطار التعاون الإقليمي، تتولى شركة "أتلانتك لخدمات الطيران المدني" – وهي إحدى الشركات المصرية المتخصصة في تقديم الخدمات الأرضية والدعم التشغيلي – مهام الوكيل الرسمي لشركة "طيران عدن" في جمهورية مصر العربية.
وتقدم "أتلانتك" مجموعة شاملة من الخدمات تشمل تنسيق الرحلات، المناولة الأرضية، الدعم اللوجستي، وخدمات الركاب والبضائع بمطار القاهرة الدولي، لضمان أعلى مستويات الكفاءة والاحترافية في تشغيل الرحلات القادمة من وإلى اليمن.
وأكد مسؤولو الشركة أن التعاون مع "طيران عدن" يأتي في إطار دعم الناقلات الوطنية العربية الناشئة، وتطوير بنية النقل الجوي الإقليمي بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 الهادفة إلى جعل القاهرة مركزًا محوريًا لحركة الطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا.
تُعد هذه الخطوة بارقة أمل جديدة لقطاع الطيران اليمني، الذي يسعى إلى استعادة عافيته بعد فترة طويلة من التحديات التشغيلية. كما تمثل عودة رمزية لمطار عدن الدولي كمحور رئيسي في الملاحة الجوية بالمنطقة، وهو المطار الذي كان لعقود نقطة ربط مهمة بين اليمن والعالم.
ويرى محللون في صناعة الطيران أن نجاح "طيران عدن" في تنفيذ رحلاتها التجريبية يعكس تحسّنًا تدريجيًا في بيئة التشغيل الجوية اليمنية، ويمهد الطريق لجذب المزيد من الشركات والخطوط الجوية الإقليمية نحو التعاون مع السوق اليمني الواعد.
تخطط الشركة لبدء التشغيل الرسمي في الربع الأول من عام 2026 بأسطول حديث من الطائرات متوسطة المدى، مجهزة بأحدث تقنيات السلامة والراحة، مع التزامها بتطبيق معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) وهيئة الطيران المدني اليمني.
ووفقًا لتصريحات الشركة، سيتم لاحقًا فتح باب التوظيف والتدريب أمام الكوادر اليمنية الشابة في مجالات الطيران والملاحة والصيانة، في إطار رؤية وطنية لتأهيل الجيل الجديد من العاملين في قطاع الطيران المدني.
يمثل دخول "طيران عدن" إلى سوق النقل الجوي العربي خطوة مهمة نحو تعزيز التواصل التجاري والإنساني بين اليمن ومحيطه الإقليمي، إلى جانب دعم حركة الجاليات اليمنية في الخارج، وفتح قنوات جديدة أمام المستثمرين والسياح والمسافرين بين البلدين.
كما يعكس التعاون مع شركة "أتلانتك" المصرية مدى الثقة في الكفاءات العربية في إدارة وتشغيل الخدمات الجوية المتكاملة، بما يرسخ مفهوم الشراكة الإقليمية في صناعة الطيران ويدعم الجهود المبذولة لتطوير بنية النقل الجوي في الشرق الأوسط.
بهذه الانطلاقة التجريبية، تكتب "طيران عدن" فصلاً جديدًا في تاريخ الطيران اليمني، مستعيدةً مكانة عدن كمحور استراتيجي في الملاحة الجوية العربية.، ومع الدعم الفني من شركة أتلانتك لخدمات الطيران المدني في مصر، تبدو ملامح مرحلة جديدة أكثر إشراقًا لقطاع الطيران اليمني، عنوانها التكامل، السلامة، والتطوير المستدام.