أكبر مطارات العالم من حيث عدد المدارج.. هندسة معمارية وكفاءة تشغيلية مذهلة
يشكل عدد المدارج في المطارات حول العالم أحد أهم مؤشرات القدرة التشغيلية وكفاءة إدارة الحركة الجوية. فكل مدرج إضافي يعني قدرة أعلى على استيعاب الرحلات، وتقليل زمن الانتظار، وتحسين السلامة الجوية، خصوصًا في ظل الارتفاع الكبير في حركة الطيران بعد جائحة كورونا.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أكبر المطارات العالمية من حيث عدد المدارج العاملة، وكيف أصبحت هذه المنشآت العملاقة شريانًا رئيسيًا في شبكة النقل الجوي الدولي.
شيكاغو أوهير (ORD) — الصدارة العالمية بـ 8 مدارج عاملة
يحتل مطار شيكاغو أوهير الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة عالميًا بامتلاكه 8 مدارج عاملة، وهو رقم قياسي غير مسبوق في عالم الطيران التجاري.
تتميز المدارج في أوهير بتصميم هندسي فريد يجعل معظمها متوازيًا تقريبًا، ما يسمح بإقلاع وهبوط الطائرات في وقت واحد من عدة اتجاهات، وهو ما يرفع الكفاءة التشغيلية إلى مستويات غير مسبوقة.
وبفضل هذا التصميم، يُعد أوهير من أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، إذ يتعامل سنويًا مع أكثر من 80 مليون مسافر وآلاف الرحلات اليومية لشركات كبرى مثل يونايتد إيرلاينز وأمريكان إيرلاينز.
دالاس فورت وورث (DFW) — سبعة مدارج وكفاءة تشغيلية مدهشة
في المركز الثاني يأتي مطار دالاس فورت وورث الدولي (DFW) بواقع 7 مدارج، ما يجعله أحد أكثر المطارات كفاءة في إدارة الحركة الجوية في العالم.
يمتد المطار على مساحة ضخمة بين مدينتي دالاس وفورت وورث بولاية تكساس، ويخدم أكثر من 75 مليون مسافر سنويًا، ليكون من أكبر مراكز الربط الجوي في أمريكا الشمالية.
تُعرف إدارة المطار بقدرتها العالية على تشغيل الرحلات في مختلف الظروف الجوية، مع نظام متطور للتحكم في الحركة الجوية، ما جعله مركزًا رئيسيًا لشركة أمريكان إيرلاينز التي تتخذ منه قاعدة رئيسية لعملياتها الدولية والمحلية.
دنفر الدولي (DEN) — ستة مدارج في قلب المرتفعات
يُعد مطار دنفر الدولي بولاية كولورادو ثالث أكبر مطار في العالم من حيث عدد المدارج، إذ يمتلك 6 مدارج طويلة جدًا، يصل طول بعضها إلى أكثر من 4800 متر.
ويرجع ذلك إلى موقع المطار المرتفع، إذ يقع على ارتفاع يزيد عن 1600 متر فوق سطح البحر، مما يتطلب مدارج أطول لضمان الإقلاع الآمن للطائرات بسبب كثافة الهواء المنخفضة.
كما يُعرف دنفر بتصميمه العصري الذي يجمع بين الفاعلية التشغيلية والجمال المعماري، إذ يتميز مبناه الرئيسي بسقف أبيض يشبه قمم جبال الروكي المغطاة بالثلوج.
شيفول الهولندي (AMS) — ستة مدارج وكفاءة أوروبية متفوقة
في أوروبا، يتصدر مطار أمستردام شيفول (AMS) المشهد بامتلاكه 6 مدارج عاملة، ما يجعله المطار الأكثر كفاءة في القارة من حيث الطاقة التشغيلية.
يعتمد شيفول على نظام إدارة متطور يسمح بتوزيع الرحلات وفقًا لاتجاه الرياح والظروف الجوية، ما يقلل من التأخير ويزيد من انسيابية الحركة الجوية.
كما يُعد مركزًا رئيسيًا لشركات مثل KLM الهولندية ودلتا إيرلاينز، حيث يعمل كبوابة تربط أوروبا بالعالم عبر أكثر من 300 وجهة دولية.
إسطنبول الجديد (IST) — خمس مدارج ومساحة هائلة للنمو
أما مطار إسطنبول الدولي الجديد (IST) فيُعد من أكثر المطارات طموحًا في العالم، إذ يمتلك حاليًا 5 مدارج عاملة مع خطط مستقبلية للوصول إلى 6 مدارج ضمن التوسعات الجارية.
يقع المطار على الساحل الشمالي لإسطنبول، وتبلغ مساحته أكثر من 76 مليون متر مربع، ما يجعله الأكبر في أوروبا من حيث المساحة وعدد المدارج المخططة.
ويهدف المطار إلى استقبال أكثر من 200 مليون مسافر سنويًا خلال العقد المقبل، ليصبح مركزًا عالميًا رئيسيًا لشركة الخطوط الجوية التركية (Turkish Airlines) التي توسعت عملياتها بشكل ضخم منذ افتتاحه في عام 2019.
مطارات بأربع مدارج: تفوق آسيوي وأمريكي مشترك
تضم فئة المطارات ذات أربع مدارج مجموعة من أكبر مراكز الطيران في آسيا وأمريكا الشمالية، منها:
- مطار سيول إنشيون (ICN) في كوريا الجنوبية، الذي يعد أحد أكثر مطارات آسيا حداثة ونظافة، ويخدم أكثر من 70 مليون مسافر سنويًا.
- مطار إنديرا غاندي الدولي (IGI) في نيودلهي بالهند، والذي توسع مؤخرًا ليصبح مركزًا رئيسيًا لشركات الطيران الهندية مثل Air India وIndiGo.
- مطار شانغهاي بودونغ (PVG) في الصين، وهو مركز دولي رئيسي يربط الشرق الأقصى بأوروبا وأمريكا.
- مطار لوس أنجلوس الدولي (LAX) في الولايات المتحدة، أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، ويُعد البوابة الرئيسية للساحل الغربي الأمريكي.
أهمية عدد المدارج في مستقبل الطيران العالمي
يمثل عدد المدارج عنصرًا حاسمًا في تحديد قدرة المطار على استيعاب النمو المتزايد في حركة الطيران، خصوصًا مع توقعات منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بزيادة عدد الرحلات الجوية بنسبة تفوق 30% خلال السنوات العشر المقبلة.
ومع التوجه نحو الطائرات الكهربائية والهجينة، سيصبح تصميم المدارج وكفاءتها التشغيلية أكثر أهمية لضمان الانسيابية وتقليل الانبعاثات في المطارات الكبرى.