ارتفاع حجم الشحن الجوي العالمي بنسبة 4% في أكتوبر رغم التحديات التجارية والجمركية
أظهرت أحدث بيانات منصة Xeneta المتخصصة في تحليل بيانات الشحن العالمي، ارتفاع حجم الشحن الجوي بنسبة 4% خلال شهر أكتوبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في مؤشر يعكس استمرار الطلب المستقر على خدمات النقل الجوي رغم الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها قطاع التجارة الدولية.
ويأتي هذا النمو في وقت تشهد فيه سلاسل الإمداد العالمية حالة من التباطؤ، نتيجة ارتفاع التعريفات الجمركية على عدد من المنتجات وتراجع عمليات الاستيراد المبكر، بالإضافة إلى تأثير الحظر الأمريكي على الشحنات الصغيرة، وهو ما أدى إلى انكماش حركة الشحن في بعض الأسواق، مقابل زيادة الطلب في أسواق أخرى، خصوصًا آسيا وأوروبا.
وأوضحت Xeneta أن الأداء المُسجل خلال أكتوبر يتوافق مع توقعاتها المسبقة بنمو حجم الطلب على الشحن الجوي بما يتراوح بين 3 إلى 4% خلال عام 2025، مدفوعًا بزيادة الاعتماد على التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، وتحسن موثوقية سلاسل التوريد مقارنة بفترة ما بعد الجائحة.
كما أشارت الشركة إلى أن شركات الطيران وشركات الشحن العالمية بدأت بالفعل في إعادة توازن أساطيلها لمواءمة التغيرات في الطلب، مع توجيه اهتمام أكبر للطرق طويلة المدى ذات العائد المرتفع.
من ناحية أخرى، أدى قرار الولايات المتحدة بفرض قيود جديدة على الشحنات الصغيرة منخفضة القيمة—خصوصًا تلك القادمة من الصين عبر منصات التجارة الإلكترونية—إلى تغيير ديناميكية حركة البضائع الجوية في الربع الأخير من العام.
ويقول محللون إن هذا القرار قد يدفع العديد من الشركات إلى إعادة هيكلة سلاسل توريدها، وقد يؤدي إلى زيادة الشحنات التجارية الأكبر حجمًا على حساب الشحنات الفردية متناهية الصغر التي كانت تعتمد على كلفة شحن منخفضة وزمن عبور سريع.
- آسيا حافظت على دورها كمحرك رئيسي للشحن الجوي، بفضل الطلبات القوية على الإلكترونيات وقطع الغيار والمنتجات الاستهلاكية.
- أوروبا شهدت انتعاشًا نسبيًا مدعومًا بزيادة الطلب في قطاعي الأدوية والمعدات الطبية.
- الولايات المتحدة واجهت ضغوطًا أثرت على مستويات الشحن نتيجة سياسات جمركية متقلبة وارتفاع تكاليف التشغيل.
كما سجلت أسواق الشرق الأوسط نموًا ملحوظًا بفضل توسع شركات الطيران الإقليمية في شبكات الربط اللوجستي وتنامي دور المنطقة كمركز عبور أساسي بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
ورغم النمو الإيجابي، يحذر محللون من استمرار حالة عدم اليقين في قطاع الشحن الجوي خلال الأشهر المقبلة، نتيجة عدة عوامل أبرزها:
| التحدي | تأثيره المحتمل |
|---|---|
| ارتفاع أسعار الوقود الجوي | زيادة تكاليف الشحن ورفع أسعار النقل |
| تشديد السياسات الجمركية في الأسواق الكبرى | تباطؤ حركة التجارة الإلكترونية الدولية |
| اضطرابات النقل البحري في الممرات الرئيسية | زيادة التحويل نحو الشحن الجوي مقابل ارتفاع التكلفة |
| تقلبات الطلب الموسمي | ضغط على شركات الشحن لإدارة الطاقة التشغيلية بكفاءة |
وأكد خبراء أن المرونة التشغيلية والقدرة على إعادة توجيه الرحلات ومسارات الشحن ستكون من أهم عوامل النجاح لشركات الطيران خلال عام 2025.
هذا ويعكس الارتفاع البالغ 4% في حجم الشحن الجوي خلال أكتوبر قوة الطلب العالمي المستمرة رغم التحديات التجارية والتنظيمية. وبينما تشير التوقعات إلى نمو مستمر خلال 2025، فإن الطريق لا يزال محفوفًا بمتغيرات اقتصادية وجيوسياسية قد تجعل إدارة سلاسل الإمداد أكثر تعقيدًا.
إلا أن المؤشرات الحالية تدعم فرضية أن الشحن الجوي سيواصل لعب دور محوري في حركة التجارة العالمية، خاصة في القطاعات ذات الحساسية الزمنية العالية مثل الأدوية، الإلكترونيات، ومكونات الصناعات الدقيقة، بالإضافة إلى التجارة الإلكترونية العابرة للحدود.