الإمارات تطلق مشروع أكبر مطار في العالم بقيمة 35 مليار دولار
في خطوة ترسخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من أبرز مراكز النقل الجوي عالميًا، أعلنت حكومة دبي عن إطلاق مشروع مطار آل مكتوم الدولي الجديد بتكلفة تقدّر بنحو 35 مليار دولار أمريكي، ليصبح عند اكتماله أكبر مطار في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية وعدد بوابات الطائرات وحجم العمليات الجوية والتجارية.
ويمتد المشروع على مساحة تتجاوز 70 كيلومترًا مربعًا في منطقة دبي الجنوب، ليحل تدريجيًا محل مطار دبي الدولي (DXB) وليصبح المقر الرئيسي الجديد لشركة طيران الإمارات وشركات طيران أخرى. ومن المتوقع أن يغير هذا المشروع مستقبل السفر الجوي العالمي خلال العقود المقبلة.
طاقة استيعابية قياسية: أكثر من 260 مليون مسافر سنويًا
سيتم تصميم مطار آل مكتوم الدولي ليكون قادرًا على استقبال 260 مليون مسافر سنويًا، وهو رقم يتجاوز بأكثر من خمسة أضعاف الطاقة الحالية لمطار دبي الدولي. كما سيضم المطار أكثر من:
- 400 بوابة طائرات
- 5 مدارج تشغيل متوازية تسمح بالإقلاع والهبوط المتزامن
- شبكة نقل أرضي داخلية عالية السرعة تربط بين الصالات والمناطق اللوجستية
وستعمل هذه البنية على تسهيل حركة الركاب والبضائع بكفاءة غير مسبوقة، ما يجعل المطار مركزًا عالميًا للتجارة والسياحة والنقل الجوي.
مطار ذكي بالكامل: أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي
يتميز مطار آل مكتوم الدولي باعتماد أنظمة تشغيل ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة سفر سلسة وخالية من التعقيدات، تشمل:
- التعرف البيومتري لمتابعة رحلة المسافر من الوصول إلى الصعود دون الحاجة لجواز السفر أو التذاكر الورقية
- إدارة آلية للأمتعة عبر شبكات روبوتية دقيقة تقلل نسبة الفقد والتأخير إلى أدنى المستويات
- مراكز تشغيل رقمية لمراقبة الحركة الجوية والخدمات اللوجستية فورياً
كما سيعتمد المطار على بنية تحتية للطاقة الشمسية ذات كفاءة عالية، مما يدعم أهداف الإمارات في تقليل الانبعاثات الكربونية والتحول نحو النقل الجوي المستدام.
مرافق شحن عالمية المستوى لتعزيز مكانة دبي اللوجستية
إضافة إلى كونه مركزًا للمسافرين، سيضم المطار واحدًا من أضخم مراكز الشحن الجوي في العالم، بقدرة مناولة متقدمة وشبكات ربط فورية مع:
- المنطقة الحرة بدبي الجنوب
- منطقة جبل علي التجارية
- ميناء جبل علي البحري
هذا التكامل يجعل دبي نقطة عبور مركزية للبضائع بين الشرق والغرب، ويعزز دورها المحوري في سلاسل الإمداد العالمية.
تصريحات القيادة: مشروع يعيد رسم خريطة الطيران العالمي
قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي:
«نعلن اليوم عن إطلاق مطار سيكون الأكبر في العالم، وسيربط القارات، ويخدم الأجيال القادمة. هذا مشروع سيقود حركة السفر خلال الـ 40 عامًا القادمة.»
ويأتي المشروع ضمن رؤية دبي 2033 لتعزيز قدرتها على استيعاب النمو السياحي والاقتصادي وتوسيع مكانتها مركزًا عالميًا للأعمال والابتكار.
مرحلة التنفيذ والافتتاح المتوقع
تشهد منطقة دبي الجنوب حاليًا تسارعًا في أعمال الإنشاء والتطوير، مع خطط لإكمال المرحلة التشغيلية الأولى قبل عام 2030، والتي ستشمل:
- صالات سفر حديثة ذات تصميم عصري
- تشغيل 2 إلى 3 مدارج تشغيل
- ربط مطار آل مكتوم الدولي بمترو دبي وشبكة نقل سريع
وسيتزامن ذلك مع نقل تدريجي لبعض عمليات مطار دبي الدولي، إلى أن يتم الانتقال الكامل في مراحل لاحقة.
دلالات المشروع اقتصاديًا وسياحيًا
- يعزز مكانة دبي وجهة عالمية للسفر والترانزيت
- يرفع مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي للدولة
- يخلق آلاف فرص العمل الجديدة في المجالات التقنية والهندسية واللوجستية
- يدعم قطاعات السياحة والتجارة والاستثمار العقاري
كما من المتوقع أن يسهم المطار في جذب المزيد من الشركات العالمية لإنشاء مراكز تشغيل إقليمية داخل الإمارات.
يمثل مطار آل مكتوم الدولي الجديد قفزة نوعية في عالم الطيران المدني، ليس فقط من حيث الحجم، بل من حيث رؤية التصميم والتشغيل الذكي المستقبلي.
ومع اكتمال المشروع خلال السنوات القادمة، ستتحول الإمارات إلى أكبر بوابة جوية على مستوى العالم، جاذبة للمسافرين والمستثمرين وشركات الطيران من مختلف الدول.