خطأ ملاحي وتفاعل احترافي.. برج المراقبة يمنع حادثًا جويًا في اللحظة الأخيرة
شهد مطار نينوي أكوينو الدولي في مانيلا خلال الساعات الماضية، حادثًا تشغيليًا محدودًا، بعدما دخلت طائرة من طراز بوينج 787-9 التابعة لشركة طيران الخليج إلى مدرج نشط عن طريق الخطأ أثناء استعدادها للمغادرة، ما استدعى تدخلًا سريعًا من برج المراقبة لتصحيح الوضع ومنع أي إمكانية لوقوع تصادم جوي.
ورغم حساسية الموقف، فقد تمت معالجة الحدث باحترافية عالية ودون تسجيل أي إصابات أو أضرار للطائرات أو مرافق المطار.
كانت الرحلة GF155 تستعد للإقلاع من مانيلا متجهة إلى البحرين، قبل أن تصطف بالخطأ على المدرج 06 بدلاً من ممر التاكسي المخصص لها. وفي تلك اللحظة، كانت طائرة أخرى في مراحل الاقتراب الأخيرة استعدادًا للهبوط على نفس المدرج، مما شكّل احتمالًا لتقارب خطير بين الطائرتين إذا استمرت العملية دون تدخل.
وعند ملاحظة الوضع، أصدر برج المراقبة الجوية توجيهات فورية وسريعة للطاقم بضرورة الإخلاء الفوري لمسار المدرج، إلى جانب إصدار أمر "جو أروند" للطائرة القادمة للصعود مجددًا والابتعاد عن مسار الهبوط.
وقد استجابت الطائرتان للتعليمات بشكل فوري، مما ضمن الحفاظ على فصل آمن بينهما وعدم حدوث أي تماس أو خطورة على المسافرين أو الطواقم.
وبعد تنفيذ مناورة الالتفاف، تمكنت الطائرة الأخرى من العودة والهبوط بسلام بعد نحو 20 دقيقة فقط، بينما استأنفت رحلة طيران الخليج مسارها وغادرت مانيلا متجهة إلى البحرين حيث وصلت قرب موعدها المجدول.
ولم تسجل أي حالات ذعر أو ضرر أو إصابات بين الركاب، واقتصرت التأثيرات على تأخير بسيط في جدول بعض الرحلات المغادرة والوافدة.
وفي الوقت الذي من المتوقع فيه أن تجري شركة طيران الخليج مراجعة داخلية للإجراءات والتواصل مع الأطقم بهدف تحسين التشغيل ومنع تكرار مثل هذه الحالات، إلا أن الخبراء لا يتوقعون أي تأثيرات كبيرة على جداول الرحلات أو تكاليف تشغيل الشركة.
ويُسلط هذا الحدث الضوء على أهمية أنظمة إدارة الحركة الجوية الحديثة وقدرتها على التدخل السريع في اللحظات الحرجة، كما يعكس دور طبقات الحماية المتعددة التي يقوم عليها قطاع الطيران، حيث تكون الأخطاء البشرية واردة، إلا أن تصميم النظام التشغيلي يضمن وجود آليات رقابية تمنع تحول الأخطاء الفردية إلى حوادث خطيرة.
ويشير محللون إلى أن استجابة مراقبي الحركة الجوية في مانيلا جاءت «سريعة، دقيقة، وفعالة»، ما حافظ على سلامة الركاب وأعاد التأكيد على قوة البروتوكولات الجوية العالمية المتقدمة.
وبذلك، يظل هذا الحدث مثالًا واضحًا على أن سلامة الطيران لا تعتمد فقط على مهارة الطيارين، ولكن أيضًا على مدى التنسيق اللحظي بين أطقم التشغيل، المراقبة الجوية، والأنظمة الأرضية.