صفقة كبرى بين بوينج وبنغلاديش.. طلب 25 طائرة جديدة وتسليم أولها في 2029
في خطوة تُعزز مكانتها في سوق الطيران الدولي، أعلنت حكومة بنغلاديش عن تقديم طلب رسمي لشراء 25 طائرة عريضة البدن من شركة بوينج الأمريكية لصالح شركة طيران بيمان بنغلاديش (Biman Bangladesh Airlines)، وذلك ضمن اتفاقية تجارية موسعة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) عن مسؤول رفيع في وزارة التجارة البنغلاديشية.
وقال محبوب الرحمن، المسؤول البارز في وزارة التجارة، إن بلاده "قدمت التزامًا رسميًا بطلب 25 طائرة من طرازات عريضة البدن من شركة بوينج، ونتوقع تسلم أول طائرة في عام 2029"، مضيفًا أن هذه الخطوة تأتي "في إطار صفقة تجارية شاملة مع الولايات المتحدة، تهدف إلى توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتعزيز قطاع الطيران المدني في بنغلاديش".
وأوضح المسؤول أن الحكومة البنغلاديشية ما زالت تدرس أيضًا العروض المقدمة من شركة إيرباص الأوروبية، مشيرًا إلى وجود "ضغوط دبلوماسية من بعض الدول الأوروبية" لدفع دكا نحو إبرام صفقة موازية مع الشركة المنافسة.
وأضاف أن بلاده "تتعامل مع الملف من منظور استراتيجي بحت، يهدف إلى تحقيق التوازن بين مصالحها الاقتصادية والعلاقات الدولية".
وتُعد هذه الصفقة من أكبر صفقات الطيران في تاريخ بنغلاديش، حيث تسعى شركة "بيمان بنغلاديش" إلى تحديث أسطولها الجوي وتعزيز قدرتها التشغيلية على الرحلات الطويلة نحو الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وتمتلك الشركة حاليًا أسطولًا يضم مزيجًا من طائرات بوينج 777 و787 دريملاينر، وتُعد من أهم شركات الطيران الوطنية في جنوب آسيا.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تُعزز من نفوذ بوينج في السوق الآسيوية، في وقتٍ تتنافس فيه مع "إيرباص" على الهيمنة في سوق الطائرات عريضة البدن، لا سيما في ظل ازدهار حركة النقل الجوي التجاري بعد جائحة كورونا.
وتعمل بوينج حاليًا على استعادة ثقة الأسواق الدولية بعد سنوات من التحديات المرتبطة بجودة التصنيع وتأخيرات التسليم، فيما تواصل إيرباص دفع مبيعاتها القوية من طرازات A350 وA330neo.
وأشار مراقبون إلى أن الصفقة مع بوينج لا تتعلق فقط بتحديث الأسطول، بل تحمل بعدًا سياسيًا واقتصاديًا أوسع، إذ تمثل جزءًا من حزمة تعاون تجاري بين واشنطن ودكا تشمل مجالات النقل، والتكنولوجيا، والدفاع.
كما تأتي في وقت تسعى فيه بنغلاديش إلى تحسين قدراتها اللوجستية والبنية التحتية للمطارات استعدادًا لزيادة حركة الركاب والسياحة الإقليمية.
وتخطط بيمان بنغلاديش لتوسيع شبكة وجهاتها لتشمل مزيدًا من المدن الأوروبية والخليجية، إلى جانب استئناف بعض الخطوط إلى أمريكا الشمالية التي كانت قد توقفت منذ سنوات، حيث من المتوقع أن تسهم الطائرات الجديدة في تحسين كفاءة التشغيل وخفض استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في صناعة الطيران نحو الاستدامة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل سباق عالمي متجدد بين بوينج وإيرباص، حيث تحاول الشركتان استقطاب عملاء جدد في الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا. وتُعتبر بنغلاديش واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في جنوب آسيا، ما يجعلها سوقًا واعدة لصناعات النقل والطيران.
وفي ختام التصريحات، أكد محبوب الرحمن أن الحكومة البنغلاديشية "تسعى لبناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد في مجال الطيران المدني"، مشيرًا إلى أن اختيار الموردين سيُبنى على "الكفاءة التشغيلية، والقدرة التكنولوجية، والجدوى الاقتصادية" قبل أي اعتبارات أخرى.
وبينما تستعد بوينج لتنفيذ الطلب الجديد، تراقب الأسواق باهتمام ما إذا كانت بنغلاديش ستُبرم أيضًا صفقة موازية مع إيرباص، في خطوة قد تجعلها واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تعتمد على أكبر مصنعين للطائرات في العالم في وقت واحد.