رئيس التحرير يكتب: وماذا بعد ؟؟ «دولة التلاوة» ليس مجرد برنامج بل استرداد لـ «عرش التلاوة» العالمي!
الثلاثاء 18/نوفمبر/2025 - 12:53 ص
في خضمّ ازدحام الشاشات وتنافس المحتوى الهشّ، بزغ نجم برنامج "دولة التلاوة" ليثبت أن الشارع المصري والعربي لا يزال متعطشًا للفن الراقي المرتبط بالروحانيات، هذا البرنامج لم يكن مجرد مسابقة لاكتشاف الأصوات؛ بل كان بيانًا وطنيًا وإقليميًا يؤكد أن مصر وبشكل قاطع، لا تزال هي منبع التلاوة وأن عمالقة الماضي يجدون امتدادهم في جيل جديد قادم ليحمل راية الإتقان والخشوع لقد نجح البرنامج في إحداث اختراق ثقافي واجتماعي ضخم استعاد به ثقة الجمهور في قدرة الإعلام على تقديم محتوى ديني عميق بجودة إنتاجية عالمية.
لقد جاء برنامج "دولة التلاوة" ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المدرسة المصرية في تلاوة القرآن الكريم ليست تاريخًا يُحكى، بل هي حقيقة متجددة وفعالة، قوة البرنامج تكمن في تركيزه على الأسس الأصيلة، مما جعل المتسابقين الجدد يمثلون امتدادًا حقيقيًا لقامات مثل الشيخ مصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد، وليس مجرد محاكاة عابرة، هذا التأكيد على الأصالة والرسوخ هو ما منح البرنامج صدًى كبيرًا وشعورًا بالاعتزاز لدى ملايين المستمعين في العالم العربي.
آية عبد الرحمن شاهين: مغامرة مهنية بطعم "التضحية" نحو القمة!
هنا تكمن القوة الأكبر والرهان الأنجح للبرنامج؛ في شخص الزميلة آية عبد الرحمن شاهين.
آية لم تختر مسارًا مضمونًا، بل قامت بـ "مغامرة مهنية كبرى"، لقد ضحت بنجاحها المستقر والمعروف في البرامج ذات الطابع الإخباري او الاجتماعي أو الترفيهي، لتقف أمام مشروع إعلامي "مولود جديد" لا يعرف أحد مصيره، أن تراهن نجمة صاعدة على برنامج ديني بهذا الحجم في زمن السرعة، كان قرارًا جريئًا ينم عن رؤية ثاقبة وإيمان بالمحتوى.
ماذا قدمت آية؟
نجحت في الموازنة الصعبة بين الوقار المطلوب لموضوع القرآن، وبين الديناميكية والحضور العصري للمذيع المحترف.
بفضل كاريزما آية وإدارتها المتميزة للحوار، لم يظل البرنامج محصورًا في شريحة ضيقة، بل تحول إلى حديث الساعة (تريند)، ملبيًا طموحات ورغبات الجمهور المصري والعربي في رؤية برامج دينية راقية ومحترفة.
لقد نقلت آية عبد الرحمن شاهين برنامج "دولة التلاوة" من مجرد فكرة إلى تجربة إعلامية رائدة، وهذا نجاح منقطع النظير يحسب لها وللقائمين على العمل.
وبالنظر إلى هذا النجاح الساحق، والصدى الإيجابي العميق الذي لامس قلوب المشاهدين، فإننا نتوقع أن يكون لـ "دولة التلاوة" صدى أكبر وأعمق في المستقبل القريب، خاصة مع التطوير المتوقع للمواسم القادمة. فالمشروع أثبت أنه قادر على أن يكون القوة الناعمة لمصر التي تعيد تصدير ثقافتها الروحية إلى العالم.
واخيرا تحية إجلال لاية شاهين وفريق إعدادها المتميز علي هذه المغامرة الكبيرة وهذا النجاح العظيم