مرسيدس المقاعد سافران تتحالف مع طيران الإمارات لتصنيع مقاعد فائقة الجودة محليًا

في خطوة استراتيجية تعكس رؤية طيران الإمارات للحفاظ على ريادتها العالمية واستباق تحديات سلاسل التوريد، أعلنت الناقلة عن توقيع اتفاقية مع مجموعة سافران الفرنسية، عملاق تصنيع مقاعد الطائرات، لإنشاء أول مصنع متكامل لإنتاج المقاعد داخل دبي، وذلك بحلول عام 2027. 

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة واسعة لتعزيز قدرات الشركة التشغيلية وحماية نمو أسطولها المتسارع في ظل الطلب العالمي غير المسبوق على مقاعد الطائرات.

ورغم أن قطاع الطيران العالمي يشهد طفرة في الطلب على الطائرات الجديدة، إلا أن سلاسل التوريد—خصوصًا في مكوّنات المقصورات وعلى رأسها المقاعد—تعاني من ضغوط شديدة أدت إلى تأخيرات في التسليم لعدة شركات. 

وفي ظل هذه التحديات، اختارت طيران الإمارات أن تعتمد على نفسها وأن تتحول من مشغل للطائرات إلى شريك مباشر في تصنيع أحد أهم مكونات المقصورة، في خطوة توصف بأنها "حماية للنمو" وضمان لاستمرارية خطط تحديث الأسطول

المصنع المقرر إنشاؤه بالتعاون مع سافران—المعروفة بأنها “مرسيدس مقاعد الطائرات” بفضل جودة منتجاتها—سيصبح قادرًا عند افتتاحه على إنتاج نحو 1000 مقعد سنويًا. وسيشمل خط الإنتاج مقاعد درجة الأعمال و الدرجة السياحية، ما يعزز استقلالية الناقلة عن التوريدات الخارجية ويضمن جاهزية فورية لتلبية احتياجات أسطولها المتنامي.

خطوة طيران الإمارات تأتي في وقت تخطط فيه الشركة لزيادة طائراتها من طرازات A350 وB777X وB787، وكلها تحتاج لمقاعد عالية الجودة بتصاميم خاصة تتماشى مع معايير الخدمة الفاخرة التي تشتهر بها الناقلة.

يمثل إنشاء المصنع في دبي خطوة نوعية نحو توطين صناعة الطيران في دولة الإمارات، ليس فقط على مستوى التشغيل والمطارات، بل أيضًا على مستوى الصناعات المغذية للطائرات، وسيخلق المشروع مئات فرص العمل الفنية والهندسية، ويتيح تدريب كوادر إماراتية على أحدث تقنيات تصنيع مقاعد الطائرات.

كما سيسهم المصنع في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي لصيانة وتجهيزات الطائرات، خصوصًا مع وجود منشآت ضخمة مثل “الإمارات للهندسة” التي تعد من أكبر مرافق الصيانة في العالم.

طيران الإمارات ليست مجرد شركة تتوسع في الأسطول فحسب، بل تعتمد على تقديم تجربة ضيافة متكاملة وفاخرة. ومع زيادة الطلب على مقاعد من فئة “الدرجة السياحية الممتازة” و“درجة الأعمال ذات التصاميم المتطورة”، حيث أن وجود المصنع داخل دبي سيمنح الشركة حرية أكبر في تطوير التصميمات وإدخال تحديثات مستمرة دون انتظار توريدات خارجية.

كما سيتيح التعاون مع سافران—المورد الرئيسي للمقاعد في كبريات شركات الطيران العالمية—الاستفادة من التقنيات الحديثة في تصميم المقصورات، مع إمكانية تخصيص المنتجات لطيران الإمارات بشكل حصري.

تواجه شركات الطيران حول العالم مشكلات في توريد المقاعد نتيجة ارتفاع الطلب على الطائرات الجديدة، ويؤكد خبراء الصناعة أن التوسع في الإنتاج لا يلبي الاحتياجات المتزايدة.

 ولذا، فإن مبادرة طيران الإمارات تعتبر خطوة “جريئة واستباقية” لضمان عدم تعطّل خطط النمو أو تأخير تسلّم الطائرات في المستقبل.

وبإشاء مصنع مقاعد الطائرات في دبي، تثبت طيران الإمارات مجددًا أنها لا تنتظر حلولًا خارجية، بل تصنع حلولها بنفسها. إنها خطوة تعزز الاستقلالية، وتدعم تطوير صناعة الطيران الإماراتية، وتضمن استمرار الناقلة في تقديم تجربة سفر عالمية المستوى دون أن تعيقها تحديات السوق العالمية.