إيرباص تقترب من اعتماد طرازها الجديد A350-2000.. نسخة أطول تلبي طلبات شركات الطيران العالمية
تواصل شركة إيرباص دفع حدود الابتكار في سوق الطائرات عريضة البدن، مع تأكيدات جديدة من رئيس طائرات إيرباص التجارية بأن عدة شركات طيران عالمية طلبت رسميًا تطوير طراز أكبر من A350-1000، وهو ما يشير إلى وجود طلب قوي على طائرة ذات سعة أعلى ومدى طويل، قادرة على خدمة الرحلات البعيدة بكفاءة أفضل.
وهذا التوجه يعكس الحاجة المتنامية لدى الناقلات الكبرى إلى طائرات توفر عدداً أكبر من المقاعد دون التضحية بالكفاءة التشغيلية أو الاقتصاد في استهلاك الوقود.
وبحسب التصورات الأولية، يجري العمل داخل إيرباص على دراسة تطوير نسخة ممتدة من عائلة A350، من المتوقع أن تحمل الاسم A350-2000، لتصبح بذلك أكبر طائرة من حيث الطول والسعة في هذه السلسلة.
ويُتوقع أن يضيف الطراز الجديد أربعة صفوف إضافية من المقاعد مقارنة بطائرة A350-1000 الحالية، وهو ما يمنح شركات الطيران مساحة أكبر لتخطيط مقصوراتها وتلبية الطلب على السعة المتزايدة، سواء في الدرجة الاقتصادية أو الدرجات المميزة.
هذا التوجه يأتي في ظل منافسة عالمية محتدمة مع طرازات بوينغ طويلة المدى، مثل B777X، حيث تسعى إيرباص لتعزيز موقعها في سوق الطائرات الكبيرة التي تخدم الرحلات العابرة للقارات والكثيفة الحركة.
وتدرك الشركة أن سوق الطيران العالمي في مرحلة نمو، مع عودة قوية للطلب على السفر الدولي وزيادة احتياجات شركات الطيران لأساطيل ذات كفاءة أعلى، خصوصاً مع التوسع في المطارات العملاقة وتنامي الحركة في ممرات السفر الطويلة مثل آسيا–أوروبا وأمريكا–الشرق الأوسط.
من الناحية الهندسية، من المتوقع أن تتطلب النسخة الجديدة تطويرًا في المحركات لتوفير قوة دفع إضافية تتناسب مع الزيادة في الوزن والطول، وهو ما قد يدفع إيرباص إلى التعاون مع شركات تصنيع المحركات لتطوير جيل جديد أو نسخة أقوى وأكثر كفاءة من المحركات الحالية المستخدمة في A350.
كما ستحتاج الشركة إلى إجراء تعديلات هندسية على الأجنحة لتعزيز الأداء الهوائي وتوفير قدرة أكبر على حمل أوزان إضافية، مع الحفاظ على كفاءة استهلاك الوقود التي تُعد أحد أهم نقاط قوة عائلة A350.
ويُعد تطوير A350-2000 خطوة استراتيجية لإيرباص، ليس فقط لأنها ستقدم للطيران العالمي طائرة أكبر وأكثر اتساعًا، بل لأنها ستوفر خيارًا ينافس مباشرة أكبر الطائرات الحديثة من بوينغ، مع الاحتفاظ بمرونة تشغيلية وتشريحية تتناسب مع متطلبات شركات الطيران الحديثة.
كما أن الطراز الجديد سيستفيد من التقنيات المتقدمة المستخدمة في هيكل A350 المصنوع بنسبة كبيرة من المواد المركبة، والتي توفر وزنًا أخف وعمرًا أطول وكفاءة أعلى.
ويتوقع محللون في صناعة الطيران أن يلقى الطراز الجديد اهتمامًا كبيرًا من شركات الطيران الخليجية والآسيوية على وجه الخصوص، نظرًا لاعتمادها على أساطيل كبيرة تخدم رحلات طويلة ذات كثافة عالية.
كما قد يُشكل خيارًا جذابًا لشركات الطيران الأوروبية والأمريكية التي تسعى لاستبدال طائرات الجيل الأقدم بطائرات أكثر كفاءة واستدامة.
في حال حصول إيرباص على موافقة داخلية للمضي قدمًا في مشروع A350-2000، فإن تطوير هذا الطراز سيمثل مرحلة جديدة في طموح الشركة لتوسيع عائلة A350 لتشمل أكبر تشكيلة من حيث السعة والمدى، وبما يواكب تطلعات شركات الطيران العالمية خلال العقد القادم.