روسيا تعلن دخول الصينيين لأراضيها بدون تأشيرة حتى سبتمبر 2026
في خطوة تُعد من أبرز القرارات الدبلوماسية بين موسكو وبكين خلال السنوات الأخيرة، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً رسمياً يسمح للمواطنين الصينيين بدخول روسيا بدون تأشيرة، وذلك في إطار جهود موسعة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين.
ويأتي هذا القرار ضمن توجه ثنائي لزيادة حجم الاستثمارات، وتسهيل حركة الأعمال والسياحة، ودعم الشراكات الاستراتيجية في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية.
وفقاً للمرسوم الجديد، يمكن للصينيين السفر إلى روسيا لمدة تصل إلى 30 يوماً، سواء لأغراض الأعمال أو السياحة، وذلك اعتباراً من يوم صدور القرار. كما أوضح المرسوم أن تسهيلات الدخول بدون تأشيرة ستستمر حتى 14 سبتمبر 2026، وهو ما يمنح الشركات والسياح الصينيين فترة زمنية كافية للاستفادة من هذه الخطوة التي تعزز التدفقات البشرية والتجارية بين البلدين.
تعزيز العلاقات الروسية الصينية
يمثل هذا القرار امتداداً لمسار طويل من التعاون المتنامي بين روسيا والصين، خاصة في ظل النمو المتسارع في التبادل التجاري الذي تجاوز مستويات قياسية خلال السنوات الأخيرة.
وتعمل موسكو وبكين على تطوير مشاريع استراتيجية مشتركة في مجالات التكنولوجيا، الطاقة، النقل، وسلاسل الإمداد، مما يجعل قرار تحرير التأشيرات خطوة طبيعية تدعم هذا التوجه.
وتسعى روسيا من خلال هذه السياسة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الصينية، خصوصاً في قطاعات السياحة والفندقة والعقارات والبنية التحتية. كما يتوقع خبراء السياحة أن يسهم القرار في زيادة عدد الزوار الصينيين الذين يُعتبرون من أكثر السياح إنفاقاً على مستوى العالم.
الفئات المستثناة من الإعفاء
ورغم شمول القرار لأغلبية المواطنين، إلا أن بعض الفئات ستظل بحاجة للحصول على تأشيرة دخول، وهم:
-
الصحفيون
-
الطلاب
-
العاملون في قطاعات النقل واللوجستيات
-
العاملون في بعض المجالات الحساسة أو المرتبطة بالأمن
تهدف هذه الاستثناءات إلى الحفاظ على معايير الرقابة التنظيمية وضمان توافق الحركة مع القوانين الروسية المنظمة للقطاعات الحيوية.
تأثيرات اقتصادية واستراتيجية واسعة
من المتوقع أن يُحدث هذا القرار تأثيرات إيجابية على مختلف القطاعات داخل روسيا، أبرزها:
-
زيادة الحركة السياحية من الصين، وهي من أهم الأسواق السياحية عالمياً.
-
تنشيط الاستثمارات الصينية المباشرة في المدن الروسية الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبورغ.
-
تعزيز التبادل التجاري واللوجستي، خاصة مع التوسع في مشاريع “الحزام والطريق”.
-
دعم قطاع الفنادق، النقل، المطاعم، والأنشطة الترفيهية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تُعد رسالة سياسية واضحة تؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين، خصوصاً في ظل التوترات الدولية التي تدفع البلدين إلى تعزيز التعاون الثنائي والبحث عن أسواق وفرص اقتصادية أكثر انفتاحاً
يمثل السماح بدخول المواطنين الصينيين إلى روسيا بدون تأشيرة حتى عام 2026 تحولاً كبيراً في سياسات السفر الروسية، وفرصة ذهبية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الصين.
ومع استمرار المشاريع المشتركة والتقارب السياسي بين البلدين، يبدو أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العابر للحدود، مانحةً روسيا دفعة قوية في مجالات السياحة والأعمال والاستثمار، ومؤكدةً مكانة الصين كشريك محوري في مستقبل روسيا الاقتصادي.