مطارات عُمان توقّع مذكرة تفاهم مع مدينة مطار الإمام الخميني لتعزيز التعاون الإقليمي
في خطوة تعكس توجّهًا استراتيجيًا نحو توسيع شبكة الشراكات الإقليمية والدولية، أعلنت مطارات عُمان عن توقيع مذكرة تفاهم مع مدينة مطار الإمام الخميني، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك في عدة مجالات حيوية تشمل تخطيط وتشغيل المطارات، التطوير التجاري، الابتكار، وتنمية الموارد البشرية.
وتأتي هذه الاتفاقية لتفتح آفاقًا جديدة أمام الطرفين في تطوير البنية التحتية للمطارات وتبادل الخبرات بما يخدم خطط النمو المستدام في قطاع الطيران بالمنطقة.
يُعد هذا التعاون خطوة محورية ضمن جهود مطارات عُمان لتعزيز حضورها الدولي، خاصة وأنها تعمل منذ سنوات على بناء منظومة مطارات حديثة تلبي أعلى معايير الكفاءة التشغيلية والأمان والجودة.
وتمثل المذكرة إطارًا شاملًا للتعاون الفني والمعرفي، حيث سيتبادل الجانبان الخبرات المتعلقة بإدارة المطارات، التخطيط طويل المدى، وتطوير مناطق الأعمال التجارية داخل المطارات، بما يشمل التجزئة وخدمات المسافرين وتطوير العوائد غير التشغيلية.
ومن المقرر أن يتم التركيز بشكل أساسي على رفع كفاءة التشغيل، من خلال العمل المشترك في مجالات إدارة الحركة الجوية، تحسين تجربة المسافرين، وتطبيق أنظمة تشغيل مبتكرة تعتمد على التحول الرقمي.
ويأتي ذلك في وقت تتسابق فيه مطارات العالم لاعتماد حلول ذكية مثل التشغيل بالذكاء الاصطناعي وتحسين تدفقات الركاب عبر أنظمة المتابعة اللحظية والبوابات الذاتية.
وتسعى مطارات عُمان عبر هذه الشراكة إلى الاستفادة من خبرات مدينة مطار الإمام الخميني، التي تُعد إحدى أبرز منصات الطيران في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بإدارة المطارات ذات الكثافة العالية، وتطوير الخدمات اللوجستية، وتحقيق التكامل بين المناطق الحرة والمطارات، ما ينعكس إيجابًا على كفاءة النقل الجوي وسلاسل التوريد.
وتتضمن مذكرة التفاهم العمل في مجال الابتكار، من خلال تبادل التجارب في المشاريع الريادية وتطوير بيئة أعمال جاذبة للشركات الناشئة في قطاع الطيران، إضافةً إلى التعاون في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لمشاريع التطوير المستقبلي.
كما تشجع الاتفاقية على تعزيز الاستثمار المشترك في الحلول التكنولوجية المتقدمة التي ترفع من جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وتدعم التحول نحو مطارات خضراء صديقة للبيئة.
كما ستعمل المذكرة على دعم الجهود التجارية من خلال تطوير برامج مشتركة لتعظيم العوائد التجارية داخل المطارات، سواء عبر مناطق التسوق أو الخدمات المساندة، إلى جانب دراسة فرص تطوير المناطق الاقتصادية المحيطة بالمطارات بما يعزز من استدامة الاقتصاد الوطني لكل من عُمان وإيران.
أحد أبرز محاور الاتفاقية هو تطوير وتنمية الكوادر البشرية، إذ ستتيح المذكرة فرصًا لتبادل البرامج التدريبية، تبادل المدربين والخبراء، وتنظيم ورش عمل مشتركة تهدف إلى رفع مهارات العاملين في مجالات السلامة، الأمن، إدارة الأزمات، والتشغيل الأرضي.
ويأتي ذلك في إطار رؤية مطارات عُمان الهادفة إلى بناء قدرات وطنية قادرة على مواكبة التغير السريع في صناعة الطيران العالمية.
تعكس هذه المذكرة رؤية مشتركة للجانبين في تعزيز صناعة الطيران في المنطقة، وتهيئة بيئة مستدامة متطورة تواكب المعايير الدولية وتدعم النمو الاقتصادي والسياحي، حيث من المتوقع أن تشكل الاتفاقية نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي القادر على تحقيق نتائج ملموسة خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة في ظل تصاعد دور النقل الجوي كرافعة اقتصادية وداعم رئيسي لحركة التجارة والسياحة.