قرار برلماني جريء يفتح الباب أمام تحول استراتيجي في Uganda Airlines
في خطوة بارزة لدعم أسطول Uganda Airlines وتعزيز قدراتها التشغيلية، وافق البرلمان الأوغندي على تخصيص UGX 422.26 مليار شلن، أي ما يعادل نحو 119.1 مليون دولار أمريكي، كموازنة تكميلية للسنة المالية 2025/2026، بهدف تمويل خطة موسعة لاقتناء طائرات جديدة وتطوير عمليات الشركة.
ووفق ما أعلنه البرلمان خلال جلسته المنعقدة الايام الماضية سيتم توجيه التمويل الجديد لشراء طائرتين ركاب من طراز Boeing 787 Dreamliner، إلى جانب طائرة شحن من طراز بوينج بالإضافة إلى طائرتين متوسطتي المدى من عائلة إيرباص A320، مع تغطية تكاليف تأجير الجسر (bridge leasing) اللازمة لضمان تسليم وتشغيل الطائرات الجديدة في المواعيد المخطط لها. ويُعد هذا التمويل أحد أكبر المخصصات الإضافية التي تحصل عليها الشركة منذ إطلاق نسختها الجديدة عام 2019.
الحكومة الأوغندية أكدت أن هذا الاستثمار ضروري لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات النقل الجوي، خاصة مع توسع توجهات الشركة نحو تشغيل خطوط طويلة المدى وزيادة حصتها في سوق الشحن الجوي، الذي يُتوقع أن يشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات المقبلة، كما ترى السلطات أن تعزيز الأسطول بطائرات ذات مدى وقدرات مختلفة يمنح الشركة مرونة أكبر في توسيع شبكتها وتحسين أدائها المالي.
ولقد أثار هذا القرار جدلًا داخل البرلمان، بعد اعتراض عدد من النواب الذين طالبوا بخطة مفصلة لآلية شراء الطائرات قبل الموافقة على صرف المخصصات المالية الضخمة، وأشاروا إلى أن إدراج هذا التمويل ضمن بند الطوارئ أمر غير مناسب، مؤكدين أن الإنفاق التكميلي يجب أن يكون مرتبطًا بظروف استثنائية أو نفقات غير متوقعة، بينما تُعد خطة التوسع الحالية مشروعًا استراتيجيًا كان يجب تضمينه في الموازنة الأساسية.
في المقابل، دافعت وزارة النقل وإدارة Uganda Airlines عن القرار، موضحة أن الشركة تعاني من محدودية واضحة في عدد الطائرات المتاحة، وهو ما تسبب في تراجع القدرة على تلبية الطلب المتنامي على الرحلات الإقليمية والدولية.
وأشارت الجهات المختصة إلى أن تأخير الموافقة على التمويل قد يؤدي إلى فقدان “فتحات التصنيع” المخصصة للشركة لدى مصنّعي الطائرات، ما قد يترتب عليه تأجيل طويل في الحصول على الطائرات المطلوبة.
ويُتوقع أن يسهم الأسطول الجديد في تعزيز حضور الشركة في الخطوط البعيدة عبر طائرات B787، إلى جانب دعم عملياتها الإقليمية والمتوسطة عبر طائرات أيرباص الجديدة، الأمر الذي يمنحها مزيجًا متوازنًا من الطائرات القادرة على خدمة مختلف الأسواق. كما تمثّل إضافة طائرة الشحن خطوة مهمة نحو توسيع نشاط الشحن الجوي وزيادة الإيرادات، خاصة مع ارتفاع الطلب في هذا القطاع داخل إفريقيا.
ورغم المكاسب المتوقعة، يبقى التحدي الأكبر في قدرة الشركة على إدارة المخاطر المرتبطة بتشغيل طائرات بعيدة المدى وتكاليف صيانتها، إضافة إلى طبيعة السوق الأفريقية التي تشهد تقلبات في الطلب وأسعار الوقود ، كما وستعتمد النتائج النهائية لهذا التوسع على قدرة Uganda Airlines على جذب الركاب وضمان تشغيل الطائرات بكفاءة عالية.
وبذلك يمثل التمويل الجديد نقطة تحول محتملة في مستقبل الشركة، فإما أن يمهد لمرحلة نمو وتوسع مستدام، أو يتحول إلى عبء مالي إذا لم تُترجم هذه الاستثمارات إلى تحسين حقيقي في الأداء التشغيلي والعائدات.