رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

تراجع عن طائرات 777-8 و787-9.. قرار جديد من الاتحاد يثير التساؤلات

الخميس 11/ديسمبر/2025 - 01:34 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

شهد قطاع الطيران العالمي تطورًا لافتًا خلال شهر نوفمبر 2025، بعدما كشف تقرير بوينج الشهري عن قيام شركة الاتحاد للطيران بإلغاء طلبيات لعدد من طائراتها عريضة البدن، وذلك في خطوة أثارت تساؤلات واسعة داخل الأوساط المتخصصة في صناعة الطيران. 

ووفقًا للتقرير، فقد قامت الشركة بإلغاء 22 طائرة من إجمالي طلبياتها السابقة، تضمنت 15 طائرة من طراز Boeing 777-8 وسبع طائرات Boeing 787-9. ورغم هذا الإلغاء الملحوظ، لا تزال لدى الاتحاد 38 طائرة متعاقد عليها مع بوينج، تشمل 15 طائرة من الجيل الجديد B777X و23 طائرة من طراز B787.

ورغم عدم صدور بيان رسمي مباشر من الاتحاد للطيران يوضح أسباب القرار، فإن مؤشرات صناعة الطيران وتحليلات الخبراء تشير إلى مجموعة من العوامل التي ربما أسهمت في الدفع إلى إعادة هيكلة طلبيات الشركة. 

ويُعد هذا النهج أمرًا طبيعيًا في صناعة الطيران، خصوصًا في مرحلة ما بعد الجائحة التي دفعت العديد من شركات الطيران العالمية إلى مراجعة استراتيجيات الأسطول الخاصة بها، بما يتناسب مع ديناميكية السوق ومتطلبات التشغيل المستقبلية.

أحد الأسباب المحتملة يتعلق بالتأخير الطويل الذي شهدته عائلة Boeing 777X، حيث واجه هذا البرنامج سلسلة من التحديات الفنية والتنظيمية التي أدت إلى تأجيل مواعيد التسليم لسنوات لاحقة. 

وبالنسبة لشركة بحجم الاتحاد، التي تعتمد على أسطول مرن وقادر على تلبية طلبات السفر المتغيرة، فإن أي تأخير في دخول الطرازات الجديدة الخدمة قد يدفع إلى إعادة تقييم حجم الطلبية بما يتماشى مع احتياجات التشغيل الفعلية وخطط شبكة الوجهات.

كما يُرجّح أن تكون اعتبارات الكفاءة التشغيلية وترشيد النفقات حاضرة ضمن أسباب الإلغاء. فالعديد من شركات الطيران العالمية تتجه اليوم إلى تعديل أساطيلها بما يضمن خفض التكاليف، والتحول نحو الطائرات الأكثر اقتصادًا في استهلاك الوقود، خصوصًا في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الطاقة وتغير أنماط السفر العالمية.

 وطائرات Boeing 787 Dreamliner التي لا تزال الاتحاد محتفظة بعدد كبير من طلبياتها منها، تُعد من بين أكثر الطرازات كفاءة وقدرة على خدمة الخطوط المتوسطة والبعيدة بكلفة تشغيلية منخفضة نسبيًا.

ولا يمكن إغفال عامل آخر يرتبط باستراتيجية الاتحاد للطيران التي تشهد إعادة هيكلة شاملة منذ عدة سنوات، حيث تعمل الشركة على تقليل حجم الأسطول الإجمالي وتوجيه الاستثمار نحو الطرازات ذات العائد الأعلى والتشغيل الأكثر مرونة، حيث وقد سبق للاتحاد للطيران أن قامت بخطوات مشابهة مع طائرات A350 وB777 القديمة ضمن عملية واسعة لإعادة ضبط حجم الأسطول بما يواكب خطط النمو الأساسية.

وفي الوقت ذاته، يُفهم من استمرار وجود طلبيات الاتحاد لبقية طائرات B777X وB787 أن العلاقة التجارية مع بوينج ما تزال قوية، وأن الإلغاء لا يشير إلى انسحاب كامل من البرنامج بل هو فقط إعادة ضبط للطلبيات حسب الحاجة، حيث تبقى طائرات B777-9 – الأكبر ضمن عائلة 777X – عنصرًا جوهريًا في رؤية العديد من الشركات للعمليات المستقبلية على الخطوط فائقة الكثافة والسفر بعيد المدى.

وفي المحصلة، يعكس قرار الاتحاد للطيران توجهًا عالميًا نحو إدارة أكثر مرونة وحكمة لأساطيل شركات الطيران، خصوصًا في مرحلة تتطلب إعادة النظر في الطلبات طويلة الأجل ومواءمة قرارات الاستثمار مع واقع السوق، كما وسيظل هذا القرار محور نقاش واسع بين المتخصصين، خصوصًا مع استمرار تطورات برنامج 777X خلال السنوات المقبلة.


                                           
ads
ads
ads