الإمارات تستعد للمستقبل.. خطة لتوظيف 5000 طيار خلال 8 سنوات لمواكبة نمو السفر العالمي
تستعد طيران الإمارات، الناقلة الوطنية لإمارة دبي وإحدى أكبر شركات الطيران في العالم، لمرحلة توسع جديدة تعكس الثقة المتزايدة في مستقبل صناعة الطيران، مع إعلانها خطة طموحة لتوظيف نحو 5000 طيار خلال السنوات الثماني المقبلة، في خطوة تهدف إلى دعم النمو الكبير في أسطولها وتلبية الطلب العالمي المتصاعد على السفر الجوي.
وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع احتفال طيران الإمارات بانضمام دفعة جديدة من الطيارين العسكريين إلى صفوفها، في إطار برامجها المستمرة لاستقطاب الكفاءات المتميزة من مختلف أنحاء العالم، وتسليط الضوء على النقص العالمي المتزايد في أطقم القيادة الجوية، والذي أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطيران الدولي.
توسع الأسطول يقود خطط التوظيف
وتعكس خطة التوظيف الجديدة الرؤية الاستراتيجية لطيران الإمارات، التي تواصل الاستثمار بقوة في تحديث وتوسيع أسطولها، مع توقعات باستلام عدد كبير من الطائرات الجديدة خلال السنوات القادمة، بما في ذلك طائرات عريضة البدن وطائرات طويلة المدى، لتعزيز شبكتها العالمية التي تغطي قارات العالم الست.
وتؤكد الشركة أن التوسع في الأسطول يتطلب كوادر طيران عالية التأهيل، قادرة على تشغيل الطائرات الحديثة وفق أعلى معايير السلامة والكفاءة التشغيلية، خاصة في ظل عودة حركة السفر الدولية إلى مستويات قياسية بعد التعافي الكامل من تداعيات السنوات الماضية.
مواجهة النقص العالمي في الطيارين
وتشير تقارير صناعة الطيران إلى وجود عجز عالمي متزايد في أعداد الطيارين، نتيجة عوامل عدة، من بينها التوسع السريع لشركات الطيران، وارتفاع معدلات التقاعد، وتكلفة التدريب المرتفعة.
وفي هذا السياق، تسعى طيران الإمارات إلى أن تكون في موقع ريادي من خلال التخطيط المبكر، والاستثمار في برامج تدريب وتأهيل طويلة الأمد.
وتعتمد الشركة على مراكز تدريب متطورة في دبي، إلى جانب برامج تحويل نوع الطائرة، واستقطاب الطيارين العسكريين ذوي الخبرة، إضافة إلى فتح أبوابها أمام الطيارين المدنيين من مختلف الجنسيات، ضمن بيئة عمل جاذبة وحوافز تنافسية.
دعم رؤية دبي كمركز عالمي للطيران
ولا تقتصر أهمية هذه الخطة على الجانب التشغيلي فحسب، بل تمتد لتدعم رؤية دبي كمركز عالمي للطيران والسفر، حيث تلعب طيران الإمارات دورًا محوريًا في تعزيز الربط الجوي، وتنشيط السياحة، ودعم التجارة والاستثمار.
كما تسهم هذه الخطوة في خلق آلاف الفرص الوظيفية غير المباشرة، سواء في قطاعات التدريب، والصيانة، والخدمات الأرضية، بما يعزز منظومة الطيران المتكاملة في دولة الإمارات.
مستقبل واعد لقطاع الطيران
ويرى خبراء أن إعلان طيران الإمارات عن هذه الخطة بعيدة المدى يعكس ثقة قوية في نمو الطلب على السفر الجوي عالميًا، خاصة مع توسع الأسواق الآسيوية والأفريقية، وزيادة حركة السفر بين الشرق والغرب عبر دبي.
وبينما يواجه القطاع تحديات تتعلق بالكوادر البشرية، تؤكد طيران الإمارات أنها مستعدة للمستقبل، من خلال التخطيط الاستراتيجي، والاستثمار في العنصر البشري، وبناء جيل جديد من الطيارين القادرين على قيادة مرحلة النمو المقبلة، والحفاظ على مكانة الشركة كواحدة من أفضل شركات الطيران في العالم.