تحت وطأة العقوبات.. كيف أدخلت ماهان إير طائرات Boeing 777-200ER إلى أسطولها؟
على الرغم من العقوبات الأمريكية والدولية الصارمة المفروضة على قطاع الطيران الإيراني، تمكنت شركة ماهان إير من إدخال طائرات Boeing 777-200ER إلى أسطولها عبر شبكة معقدة من الوسطاء والشركات الوهمية، بعيدًا عن أي تعامل مباشر مع شركة بوينغ الأمريكية.
وقد بدأت القصة بتسجيل الطائرات في دول ثالثة، مثل مدغشقر، بأرقام تسجيل مؤقتة مثل (5R‑RIS, 5R‑ISA, 5R‑HER, 5R‑IJA, 5R‑RIJ)، قبل نقلها إلى إيران، مع تغيير متكرر في سجلات الملكية وأرقام التسجيل لتجنب الرقابة الدولية، وهو ما يعكس مستوى التخطيط المعقد الذي اعتمدته الشركة لتجاوز القيود.
أسطول مستعمل بعمر 20–25 سنة
جميع هذه الطائرات كانت مستعملة، سبق تشغيلها من قبل شركات كبرى مثل Singapore Airlines وNokScoot، ويبلغ عمرها نحو 20 إلى 25 سنة، ما يجعلها طائرات قديمة نسبيًا. بعد إدخالها في خدمة ماهان إير، خضعت الطائرات لإعادة تجهيز محلي شامل، إلا أن غياب الدعم الفني الرسمي من بوينغ أجبر الشركة على تفكيك طائرات أخرى للحصول على قطع الغيار وتنفيذ صيانة محلية غير رسمية، ما أدى إلى جاهزية محدودة للطائرات الخمسة، رغم قدرتها التشغيلية العالية على رحلات طويلة المدى لنقل الركاب والبضائع.
قيود دولية تحد من التشغيل
ورغم إدخال الطائرات إلى الخدمة، واجهت ماهان إير قيودًا دولية صارمة، حيث منعت عدة دول هبوط وتشغيل طائراتها، أبرزها: ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، هولندا، اليونان، تايلاند، ودول الخليج.
هذه القيود جعلت استخدام طائرات Boeing 777 محدودًا ومرهقًا من الناحية اللوجستية، ما دفع الشركة إلى الاعتماد بشكل أكبر على طائرات Airbus A340 التي تخضع لقيود أقل مقارنة بالطائرات الأمريكية.
عبء سياسي وتقني
توضح هذه القصة أن وصول طائرات Boeing 777 إلى إيران لم يكن عملية قانونية مباشرة، بل كان نتيجة تخطيط معقد يعتمد على الوسطاء، الشركات الوهمية، والتسجيلات الأجنبية والثغرات القانونية. ما حول هذه الطائرات من مكسب تقني محتمل إلى عبء سياسي وتشغيلي مستمر، مؤكدًا حجم التحديات التي تواجه الطيران الإيراني تحت وطأة العقوبات الدولية.
الطائرة الوحيدة العاملة
في الوقت الحالي، تعمل طائرة واحدة فقط لدى ماهان إير، تحمل رقم التسجيل EP-MTC، وتظهر في الصور، مزودة بمحركين من Rolls-Royce، ما يجعلها قادرة على القيام بالرحلات الطويلة، لكنها تظل استثناء ضمن أسطول محدود التأهيل، يعكس الصعوبات الكبيرة في تشغيل طائرات Boeing الأمريكية تحت القيود الدولية.
